عدد من عناصر (القاعدة) في سوريا
واشنطن / متابعات :عرضت قناة سي إن إن الأمريكية تقريرا مصورا يبين بوضوح أن الطائرات المدنية التي تحط في احد المطارات في لواء اسكندرون تحمل على متنها مقاتلين من تنظيم القاعدة الإرهابي مؤكدة أن العديد من هؤلاء الذين يصلون إلى هذا المطار يتجهون فوراً إلى سوريا.وقالت القناة إن عدة تقارير دولية تتحدث عن أن «تهريب المقاتلين الأجانب إلى داخل سوريا يتم عبر تركيا ولذلك أصبح وجود تنظيم القاعدة في شمال سوريا خلال العامين ونصف العام الماضية من الأزمة في سوريا قويا جدا».وقال مراسل القناة نيك باتون وولش ضمن تقرير أعده وبثته القناة «إن على متن كل طائرة من الطائرات التي تحط بمطار لواء اسكندرون والتي صورناها خلسة مقاتلين من القاعدة» موضحا أن «من بين المسافرين على متن هذه الطائرات رجلين من موريتانيا وأربعة من ليبيا يحملون معهم حقائب كبيرة».وقال مسافر على متن الطائرة ردا على سؤال حول المكان الذي قدم منه إنه «من بنغازي الليبية» مضيفا «هناك مصريون وسعوديون وحتى أن بعضهم من المملكة المتحدة إلا ان العديد منهم يرفض الحديث إلا بالقليل ويسارع إلى السيارة التي تنتظره».واعتبر وولش أن «من المثير للصدمة رؤية مثل هذه الحشود من كل دول العالم بالقرب من سوريا التي يتنامى في شمالها تنظيم القاعدة تحت أعين إدارة الحدود التركية».وأظهر التقرير أحد مهربي الارهابيين الأجانب وهو يقود سيارة من المطار نحو السياج الحدودي حيث يقوم بتسليم «الإرهابيين الأجانب» مباشرة إلى المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين يسعون للسيطرة على شمال سوريا وفقا للقناة ذاتها.ولفت وولش إلى أن «أعداد المقاتلين الأجانب المتدفقين إلى سوريا في تزايد مستمر مؤكدا أن المهرب الذي سبق ذكره قام وحده بنقل أكثر من 400 شخص إلى الأراضي السورية خلال الأشهر القليلة الماضية.ومن بين الإرهابيين الأجانب الذين يتم تهريبهم إلى سوريا عرض وولش في تقريره رجلا قدمه على أنه «جهادي عراقي» سيتم نقله إلى الحدود مع سوريا صباح اليوم التالي ويقول في تصريح للمراسل .. «إنني سعيد جدا بالذهاب إلى سوريا وإن شاء الله سأموت وأنا أقاتل» مضيفا «هناك العديد من الأوروبيين الذين يأتون ونحن نريد إقامة «خلافة إسلامية» تمتد من سوريا إلى الأنبار في العراق دون حدود وتطبق الشريعة الإسلامية».واختتم وولش بالقول إن «كل هذا الأمر خطر جدا بالنسبة لتركيا حيث يمكن لأي كان حاليا مشاهدة وجود تنظيم القاعدة من الحدود التركية حيث يظهر العلم الأسود لما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مدينة جرابلس» معتبرا أن ما وصفه بالتنقل المسعور «للجهاديين» يخاطر بجعل القاعدة هي «القائد الجديد» للشمال في سوريا.يشار إلى أن الكثير من التقارير الإعلامية الغربية كشفت أن تركيا باتت ملاذا آمنا ومركزا لتواجد الإرهابيين من كل أصقاع العالم ولتدفقهم إلى سوريا فيما كان الكاتب والمحلل الغربي طوني كارتالوتشي قد بين أول أمس في سياق مقال نشره موقع برس تي في الإيراني أن شبكة المخابئ والمنازل الآمنة التي يستخدمها الإرهابيون في تركيا تساعد على وجود تدفق ثابت «للمقاتلين الأجانب» بمن فيهم من بريطانيين وكنديين وغيرهم من مختلف الجنسيات إلى داخل سوريا.وعلى الرغم من زعم حكومة رجب طيب أردوغان مؤخرا وقوفها إلى جانب الحل السياسي في سوريا إلا أنها تواصل خلافا لذلك دعمها للإرهابيين وتوفير البيئة الخصبة لإيوائهم وعملهم انطلاقا من أراضيها إلى جانب تهريبهم للأراضي السورية ليتابعوا ما بدأه أقرانهم من تدمير للبنى التحتية السورية واستهداف للبشر والحجر في سوريا.