مفهوم الشرطة المجتمعية يقوم على تعاون كافة فعاليات المجتمع ومؤسساته وصولاً إلى الأمن الشامل وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع.. وهنا تأتي أهمية تطبيق القانون وتنفيذه بكل حيادية وعدل ومساواة ووفق إجراءات قانونية تراعي مبادئ حقوق الإنسان وأهمية تكاتف جميع الجهود المبذولة من قبل كافة المؤسسات الرسمية والشعبية للرقي بالعملية الأمنية إلى مستوى طموحات وتطلعات القيادة السياسية في بلادنا وعلى رأسها المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي ولاشك يقود مسيرة الوطن نحو التقدم والرقي والاستقرار والازدهار ما ينعكس إيجابياً على التنمية الشاملة المستدامة ودعم مسيرة التنمية الاقتصادية التي تساهم في بناء الوطن واستقراره. وهنا لابد من الإشارة إلى مستوى التطور الذي وصل إليه جهاز الأمن العام في كافة المجالات والدور المهم الذي يقوم به في حفظ الأمن والاستقرار. إن تحقيق الأمن والاستقرار هو الهدف الذي يسعى لتجسيده جميع أفراد المجتمع مسؤولين ومواطنين ورجال الأمن بمختلف الأجهزة الأمنية المتنوعة ولاتستطيع أي جهة تحقيقه دون تعاون الجهات الأخرى.. ومن هنا نجد ضرورة تعزيز الثقة بين المواطن ورجل الشرطة من خلال انفتاح رجال الشرطة على المجتمع ومن خلال مبادرات بسيطة كأن يبادر رئيس المركز الأمني في المنطقة بتقديم العزاء باسم رجال الشرطة العاملين معه عند وفاة أحد قاطني المنطقة أو الحي أو مشاركة اهل الحي أو المنطقة في أفراحهم ما ينعكس إيجابياً على العلاقة بين الطرفين كما أنها تسهل على رجال الشرطة التعرف من كثب على حاجات المواطنين واهتماماتهم ما يخلق حالة من الثقة المتبادلة بين الطرفين وفي هذا المجال أود أن أسوق مثالين لهذه العلاقة الايجابية بين رجال الشرطة والمواطنين: أذكر في أحد أسابيع المرور السنوية أن مجموعة من أعوان السلامة المرورية استعان رجال الشرطة بهم.. مجموعة من المواطنين الاكفاء لمساعدتهم برصد وضبط المخالفات المرورية ومنح هؤلاء المواطنين صلاحية رجال السير بالمخالفة ، وقد بدأت هذه التجربة بعشرة متطوعين، تطورت خلالها العلاقة الإيجابية المنشودة بين الطرفين حتى أصبح عدد أعوان المرور (السلامة المرورية) عشرات المواطنين والعدد مرشح للزيادة .. وكان هذا في محافظة عدن قبل الوحدة. والمثال الثاني مطلوب محاضرات + دورات بين حين وآخر يقوم بها رجال الشرطة والمرور لمجاميع الطلاب في المدارس فيما يتعلق بواجبات ومهام جهاز الأمن العام وبدوره في حفظ الأمن والاستقرار في المجتمع وخاصة بحوادث السير وتوعيتهم بأخطارها حتى يساهموا في تغيير نظرة هؤلاء الطلاب لرجل الشرطة وأن ينظروا إليه باعتباره أباً وأخاً ومعلماً مما سيساهم مستقبلاً في خلق جيل جديد من المواطنين الذين يتعاونون مع رجال الشرطة بقناعة مطلقة. وختاماً فإن التعاون والثقة المتبادلة بين المواطن ورجل الشرطة هو الطريق الأمثل للحد من الجريمة في المجتمع .. لذلك المطلوب التفاعل الاجتماعي للمواطن الصالح مع كل ما يمكن أن يحقق الأمن الاجتماعي المبني على الثقة المتبادلة مع رجال الأمن العام ويتمثل هذا الدور بأن يعي المواطن الكريم في كل تعامل يصدر منه أنه مسؤول عن الحالة الأمنية التي تصب في نهاية المطاف في المنظومة الأمنية الاجتماعية المتكاملة التي يسعى جهاز الأمن العام لتحقيقها بإذن الله تعالى تحت ظل الجهات الرسمية المعنية في بلادنا.
|
دراسات
الأمـــــن الــشـامـل
أخبار متعلقة