حول العالم
واشنطن / وكالات :اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن العملية، التي نفذتها وحدة أميركية خاصة داخل الأراضي الليبية السبت واعتقلت خلالها القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي، عملٌ «مناسب وقانوني»، معترفا في الوقت نفسه بعدم إبلاغ طرابلس مسبقا بها.وقال كيري للصحافيين على هامش قمة «آسيا- المحيط الهادئ» في إندونيسيا، إن الولايات المتحدة تفعل كل ما بوسعها وكل ما هو مناسب وقانوني في سبيل القضاء على ما وصفه بالتهديد الإرهابي.وأشار إلى أن السلطات الليبية لم تبلغ مسبقا بهذه العملية جريا على عادة واشنطن في «عدم الدخول في تفاصيل» مثل هذه العمليات مع حكومات أجنبية.يأتي ذلك بعد أن اتهم عبد الله الرقيعي (20 عاما)، نجل المواطن الليبي نزيه الرقيعي المعروف بأبو أنس الليبي، ليبيين بالضلوع في عملية اعتقال والده التي نفذتها مجموعة من القوات الأميركية الخاصة في طرابلس، وأبدى عدم الثقة في الحكومة الليبية واتهمها بالتورط في هذه العملية.غير أن السلطات الليبية نفت ذلك، وأكدت أنها طلبت من الولايات المتحدة تفسيرا للعملية.وقالت الحكومة الليبية في بيان صادر عن مكتب رئيسها علي زيدان إنها منذ سماعها نبأ العملية العسكرية تواصلت مع السلطات الأميركية وطلبت منها تفسيرا لما حدث، وعبّرت عن حرصها على محاكمة مواطنيها في ليبيا.وقالت الحكومة إنها كلفت الوزارات المعنية بمتابعة الموضوع مع السلطات الأميركية.وكان مسؤول أميركي أكد أن الهجوم تم بعلم الحكومة الليبية، وأن مسؤولين أميركيين يتوقعون ردة فعل غاضبة من الليبيين.وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا أن وحدة خاصة أميركية تمكنت من القبض على الليبي المتهم بالهجوم على سفارتيها بكينيا وتنزانيا عام 1998.وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن الليبي نقل «بشكل قانوني» خارج ليبيا.وقال نجل الليبي إن والده ما كاد يصل بسيارته للمنزل بعد أداء صلاة الفجر في حي نوفلين الذي يبعد قرابة خمسة كيلومترات عن العاصمة طرابلس، حتى انقض عليه رجال وصلوا بأربع سيارات، وأفقدوه الوعي بمخدر وأخرجوه من السيارة.وأضاف الرقيعي أن الرجال كانت لهم هيئة المواطنين الليبيين ويتحدثون اللهجة الليبية، وأنهم كانوا يحملون مسدسات مزودة بكواتم للصوت، وبعضهم كان ملثما.وأشار إلى أنهم اقتادوا والده بسيارة مرسيدس وانطلقوا به بعيدا، بعد أن أجبروه على مغادرة سيارته التي حطموا زجاجها، مؤكدا أن كاميرا مراقبة صورت مشهد الخطف بكامله، وأن العائلة سلمت التسجيل لأصدقاء ومقربين من والده «ليبدؤوا التحقيق».ونفى الرقيعي الابن التهم الموجهة لوالده بالضلوع بتفجير مبنى السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، الذي أدى لمقتل 224 شخصا. وطالب الحكومة الأميركية بتقديم أي أدلة تمتلكها بشأن تورط والده في التفجير، كما أبدى قبوله محاكمة والده شريطة أن تتم في ليبيا.وكانت السلطات الأميركية قد عرضت مكافأة مالية قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الليبي الذي تقول إن هناك مخاوف من احتمال أن يكون قد كلف بإنشاء شبكة للقاعدة في ليبيا.