تستمر الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الصحة العامة والسكان في تقوية جدار الصد الذي شيدته لمنع عودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن مجدداً، هذا الجدار الذي عكفت الوزارة على تشييده منذ أن تحقق لليمن الخلاص من فيروس شلل الأطفال عام 2006م تتوج دعائمه عندما أعلن بلداً خالياً من فيروس الشلل عام2009م.وإلى اليوم لا يزال- بحمد الله- راسخاً يستمد قوته من حكمة الآباء والأمهات الحريصين على وقاية فلذات أكبدهم دون سن الخامسة بالتطعيم في كل حملة، والقائمين على إسناد مناعة أطفالهم المكتسبة من خلال تحصين من هم دون العام والنصف من العمر بكامل اللقاحات الروتينية المعتادة في المرفق الصحي بحسب مواعيدها المدونة ببطاقة أو كرت التطعيم.غير أن المخاوف الكبيرة من حصول اختراقاتٍ لجدار الصد الذي أبقى الفيروس من ذلك الحين خارج النطاق الجغرافي لليمن، وحافظ على بقاء أطفاله بمأمن من الإصابة بالمرض، قد دفعت بوزارة الصحة في الوقت الراهن إلى إعلان حالة الاستنفار منذ أن لاح خطر انتشار فيروس الشلل في الصومال وتجاوز الحدود والمسافات ليظهر في بلدان أخرى بالقرن الأفريقي، فشرعت الوزارة ممثلة بالبرنامج الوطني للتحصين الموسع في تنفيذ أنشطة تطعيم احترازي للاجئي القرن الأفريقي الذين يدخلون الأراضي اليمنية؛ بمعية حملات تطعيم مصغرة في مخيمات اللاجئين الصوماليين.كما عكفت على تنفيذ أنشطة تحصين إيصالية بكامل اللقاحات الروتينية ضد أمراض الطفولة القاتلة العشرة القاتلة في القرى البعيدة والمناطق النائية بمختلف محافظات الجمهورية؛ تقريباً لخدمات التطعيم لتكون في متناول جميع مستحقيها ممن يجدون صعوبة أو مشقة كبيرة لبلوغ المرافق الصحية من أجل تطعيم أطفالهم. وكذلك نفذت الوزارة حملتي تطعيم احترازيتين وقائيتين لتحصن أطفال اليمن الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ضد الفيروس خلال يونيو ويوليو الماضيين. واليوم وقد تعاظم خطر تمدد فيروس الشلل في القرن الأفريقي حتى وصل إلى أبعد من ذلك وتحديداً إلى جنوب السودان، جاءت التوصيات من منظمة الصحة العالمية ولجنة الإشهاد الوطنية بخلو اليمن من فيروس شلل الأطفال لتنفيذ حملة تحصين في المحافظات التي تعد مقصداً للمتسللين من الجوار الأفريقي وذلك خشية نقلهم للفيروس باعتبارهم لا يخضعون لأي إجراءات صحية أو تطعيمات على غرار ما هو متبع مع اللاجئين الذي يقصدون اليمن بطريقة رسمية، ومن هنا يأتي تنفيذ حملة تطعيم احترازية في (13)محافظة وهي(أمانة العاصمة، عدن، تعز، المكلا، أبين، الحديدة، حجة، شبوة، لحج، البيضاء،عمران، المهرة، صعدة) من منزلٍ إلى منزل في الفترة من(6 - 8 أكتوبر الجاري) مستهدفة جميع الأطفال دون سن الخامسة حتى من سبق تحصينهم.حري بنا أن نذكر المواطنين بضرورة التفاعل الجدي مع هذه الحملة الاحترازية والمبادرة إلى تطعيم أطفالهم المستهدفين وعدم التساهل أو التسويف في ذلك حرصاً على دعم مناعتهم؛ ليكونوا قادرين على مقاومة الفيروس المسبب لشلل الأطفال في أن حال تمكن من عودة إلى اليمن لا قدر الله.
جدار الصد وحملة التحصين الاحترازية
أخبار متعلقة