إن كنتم جادين وصادقين في البحث عن حل يحافظ على الوحدة، فعليكم عدم الخلط بين التزامات الدولة بشكلها وتكوينها الحالي تجاه الجنوبيين، وفي مقدمتها النقاط الـ20، كون التزامات الدولة تجاه مواطنيها لا علاقة لها بالحوار، ولا علاقة لها بشكل الدولة القادمة، ومتطلبات الحكم الرشيد للدولة بشكلها الحالي، وبين خارطة الطريق لحل القضية الجنوبية من خلال إعادة بناء الدولة الاتحادية، التي يجب أن تصاغ بنصوص واضحة غير قابلة للبس أو للتأويل، ومزمنة بمواعيد محددة غير مرتبطة بإنجاز أو توفر متطلبات أو شروط أخرى. لن يتم القبول بأي حل من الحلول يؤدي إلى انفصال وتشرذم البلد.. اليمن ستتجه نحو نظام اتحادي مكون من أربعة أقاليم على الأقل حسب اتفاق عدد من المكونات السياسية، وسيُحسم هذا الموضوع قريباً. لاتتحرر الشعوب برفع المطالب او تنقيصها او بالشعارات العاطفية بل بالبحث عن المخارج والطرق اللازمة والآمنة للانتقال الى الدولة المدنية الحديثة لتاسيس دولة حديثة ومتنورة ومتوازنة وعادلة ومتطورة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. الوحدة لا يمكن النقاش حولها وليس هناك في المشترك من يريد الانفصال، هناك سقوف مرتفعة ومطالب حقوقية صحيحة، لكن لا قبول للانفصال، فلا خوف على هوية الشعب اليمني، وأنه ليس هناك خلاف حول الهوية، لأن الشعب اليمني لن يقبل ان يخضع لشريعة غير شريعة الإسلام. الاصلاح ليس مع فرض مذهب او رأي فقهي، وإنما مع القيم الاسلامية المقدسة باعتبارها القادرة على توحيد البشر ولا تقود الى التفريق بينهم كما تفعل المذاهب،ونامل أن يعبر الدستور القادم عن إسلامية هذا الشعب وعن طموحاته.لو كنا متحدين كجنوبيين نفكر ببصيرة وروية واضحة ونقول هاهو الحكم بأيدينا، الرئيس منا ورئيس الوزراء ووزير والدفاع ونصف الوزراء في الحكومة منا ورئيس القضاء ورئيس جهاز الأمن القومي ورئيس مصلحة الأراضي وأمين عام رئاسة الجمهورية و.. كل هذه القيادات الجنوبية في السلطة في الوقت الحالي فما علينا إلا ان نزيل المظالم عن ابناء الشعب بأسره ونصلح ما أفسده الدهر والإخوان المسلمين في الإصلاح وبعض ممن تقلدوا وزارة الدفاع في صيف 94 الذين كانوا يعملون على تصفيه الحسابات القديمة الجديدة. كثير من المسئولين الفارغين يشعرونك بالغثيان إذا ما سمعت أحدهم يقول لك: عفوا كنت مشغولا. إذ إنهم لا يقدمون للحياة شيئاً غير أن المعاملات تظل حبيسة أدراجهم لشهور، وهم كعادتهم مشغولون، ويتذمرون من ضغط العمل، واللي يسمعهم يعتقد أنهم منشغلون في “اختراع الذرة” ولكن بصمت، خوفاً من أميركا مثلا!لكن بقليل من التدقيق والنظر إلى إنجازاتهم -وهم المشغولون دائماً- نكتشف سريعاً أن النتيجة تصفع الواحد منَّا على قفاه...! شخصيا صرت أصدق جهاز الهاتف حينما يرد (مشغول) أكثر من مائة وزير أو مدير عام، يخبرونك أنهم مشغولون!ربما يكونون مشغولين بالتحايل علينا -هذا صحيح- ولهذا أغلبنا صار يعيش خارج نطاق التغطية.
للتأمل
أخبار متعلقة