حضور الدولة يكون بالتنمية وبالعدالة وبالمساواة بين المواطنين. وعندما يدرك المواطن أكان فرداً أو منضوياً في جماعة أن السيادة للقانون، فإنه سينبذ العنف طوعاً، ويبحث من تلقاء نفسه عن المشروع الوطني الجامع، مسلحاً بهوية كبرى عابرة للقبلية والأسرية والطائفية والجهوية. يمكن لأيّة جماعة أو مجموعة أشخاص أن يقطعوا الطريق وأن ينهبوا ويقتلوا إذا أرادوا!وأن يعطّلوا الحياة في عروق البلاد وشرايينها..وليس العجب هنا،بل في أنّ الدولة لا يهتز لها جفن أو رمش!رغم أن القاطرات تحمل نفطها..أمّا ماذا يفعل الجيش الذي أصبح موحّدا،وكيف يقضي أوقاته..ومتى تنتهي إجازته..فالله وحده علّام الغيوب! واحدة من معضلاتنا الأخلاقية مع أمريكا أن كل الذين يصفونها بما هي عليه حقاً مثل (الشيطان الأكبر) إلى آخر التوصيفات يؤذوننا آخر المطاف، وبسبب تلك الأذية لا يتقبل ذهننا توصيفاتهم تلك. اليسار اليمني يسار ملتزم حزبياً، ومتخشب أيديولوجياً، وتفوح منه اليوم رائحة قوية هي رائحة اليمين.اليسار في اليمن ذهب إلى اليمين ولم يعد . بينما الجماعات الدينة المتشددة كل يوم تعمل على استقطاب شباب الجنوب لخدمة أهدافها، نسير نحن بحراكنا المنهك باتجاهها وكل يوم نجد احدنا كان في السابق معنا يشارك في كل المسيرات ويطالب معنا باستعادة الوطن المسلوب وفجأة يأتي بعد اكثر من سنة بشكل جديد وبثقافة جديدة.بغداد إلى اليوم تعاني من الارهاب والدولة التي تدعي محاربتها له تنظر بسعادة لما يحدث هناك.
للتأمل
أخبار متعلقة