صحيفة (وورلد تربيون)
واشنطن / متابعات :ذكرت صحيفة «وورلد تربيون» الأميركية، أمس الأول الأحد، أن التدخل العسكرى الأميركي في سوريا يعتبر غير أخلاقي وغير قانوني وخيانة وأن المستفيد الأول من قصف سوريا هو تنظيم القاعدة العدو اللدود لأميركا، وربما يؤدي ذلك إلى حرب عالمية جديدة تندلع من الشرق الأوسط وتمتد على نطاق واسع.وأشارت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن الرئيس الأميركي باراك أوباما مهدد بمغادرة فترة رئاسته في حالة يرثى لها.. مضيفةً أن أوباما «يُعلي غروره فوق المصلحة الوطنية للبلاد ويعرضها للخطر بعد إصراره على قصف سوريا فهو بذلك يلعب بالنار».وأوضحت أن الأدلة المذكورة بشأن استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية أدلة ضعيفة، هذا بالإضافة إلى أن فريق التفتيش لم يستطع تأكيد استخدام الأسد لهذه الأسلحة.. كما ذكر مسئولون في الاستخبارات الأميركية أن العلاقة بين الأسلحة الكيميائية المستخدمة وبين نظام الأسد ضعيفة.. وذلك لأن الأسد ليس لديه دافع منطقي لاستخدام أسلحة الدمار الشامل.وتابعت الصحيفة في تقريرها أن الدعاية التي تقوم بها الإدارة الأميركية لخوض الحرب على سوريا تشبه ما حدث في العراق وأن التكاليف التي يمكن أن تبذل في هذه الحرب قد تكون كارثية أو ربما أسوأ من ذلك.وأشارت وورلد تربيون إلى أن قوات المعارضة لن تستطيع أن تحقق الانتصار أمامه وهم يعرفون ذلك.. ولذلك فإن الأسد ليس في حاجة إلى استخدام الأسلحة الكيمائية.. بينما المعارضة السورية على استعداد لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد شعبهم لكسب التعاطف الدولي.وذكرت أن المعارضة السورية استولت على بعض أسلحة الدمار الشامل وبالتالي لا يوجد أي دليل قاطع أن الأسد أمر مباشرة بالمجزرة التي حدثت خارج دمشق.وأضافت أن المسلحين المتشددين لن يستطيعون الانتصار إلا لو استطاعوا حشد التدخل العسكري الخارجي كما حدث في ليبيا، وأنهم يعرفون أن صور الأطفال الذين قتلوا نتيجة استنشاق الغاز الكيميائي سوف تثير ضمائر الحكومات الغربية وقلقهم من بداية الحرب الأهلية في سوريا، وفقا للصحيفة.وأفادت الصحيفة أن المعارضين السوريين ليسوا «ثوارا أحرارا» فهم بمثابة النسخة العربية من المستعمرين الأميركيين بل يتم ملء صفوفهم والقيادة من «الجهاديين الإسلاميين» كثيرون منهم على صلة بتنظيم القاعدة، وهدفهم هو إقامة «الدولة السنية في البلاد وأسلمة سوريا»، ويسعون للقضاء على الأقلية العلوية الشيعية والمسيحيين في البلاد.ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضة السورية بأفعالها تسعى إلى تحويل القوة الجوية الأميركية إلى سلاح جوي تابع لتنظيم القاعدة وأن الحكومة الأميركية تقدم المساعدة لمجموعات إرهابية كانت مسئولة عن أحداث 11 سبتمبر 2001 التي راح ضحيتها 3 آلاف أميركي، وأن حملة أوباما لضرب سوريا تعتبر مساعدة لتنظيم القاعدة في الاستيلاء على سوريا وبالتالي ربما تحوله إلى ملاذ آمن «للجهاديين»، وهذه خيانة للبلاد.والتدخل الأميركي، مهما كان محدودا وعقابيا، فإنه قد يورط أميركا في بؤرة الصراع الإقليمي، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب عالمية جديدة.وتابعت الصحيفة أن أوباما يريد أن يشرع في قصف سوريا دون موافقة الكونغرس الأميركي وهذا يخالف بشكل صارخ الدستور والفصل بين السلطات .. وان الكونغرس هو فقط الذي يمكن أن يجيز استخدام القوة العسكرية، هذا هو السبب في أن أكثر من 100 نائب يطالبون بأن يتم اتخاذ أي إجراء عسكري من دون دعم الكونغرس.