عالم الصحافة
أعدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في نسختها الإنجليزية تقريرًا عن ازدواجية اللغة التي يتعامل بها الإخوان مع الرأي العام الخارجي والداخلي، في ظل الأزمة المستمرة مع الحكومة المصرية.ولفتت الشبكة إلى أن ازدواجية الإخوان في التصريحات التي يصدرونها بالإنجليزية واختلافها عن العربية وضعها محل انتقاد متزايد من قبل وسائل الإعلام المصرية، حيث إنها تحاول أن تبعث برسالة دائمًا في خطابها الخارجي بالإنجليزية بأنهم سلميون وضحايا ضد جبروت الشرطة والجيش، بينما يتبعون الخطاب العاطفي والديني، بما في ذلك إشارات إلى الاستشهاد نتيجة العنف، في خطاباتهم باللغة العربية مع أنصارهم.ورأت الهيئة أنه من أبرز ممن يتبعون تلك الازدواجية «جهاد حداد»، الناطق الإعلامي للتنظيم الإخوان، الذي ظهر كثيرًا في وسائل الإعلام باللغة الإنجليزية. حيث أكد الحداد مرارًا وتكرارًا على سلمية الإخوان، ونشر في 15 أغسطس تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً: « إن القدرات التنظيمية للإخوان وانضباطهم والالتزام بعدم العنف يؤكد سلميتهم.. فالسلمية هى مصدر قوتهم».وفي 11 يوليو عام 2013، في مقابلة مع هيئة الإذاعة الاسترالية، أكد: «الديمقراطية هي من سيسود في النهاية فجميعنا مختلفون كبشر، وهذا هو السبب في أننا يجب أن نتفق على قواعد الديمقراطية التي تحكم هذه الخلافات».ومع ذلك، تعرض «حداد» لوابل من الانتقادات والاتهامات من بعض مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي بأنه يحاول تضليل الإعلام الغربي حول الأحداث على أرض الواقع في مصر وانتشرت الاتهامات ضده قائلة: «جهاد حداد هو كذاب كبير».ومن أشهر الإزدواجيين من قادة الإخوان «محمد البلتاجي»، حيث إنه كان له دور فعال في خطاباته المتناقضة منذ بداية الأزمة الراهنة. وظهر بشكل اعتيادي على منصة ميدان رابعة العدوية. ولفتت الصحيفة إلى المقال الذي كتبه البلتاجي في صحيفة (الجارديان) الذي أدان خلاله الإجراءات الوحشية والمذلة من الجيش المصري، وأصر على أن الإخوان ملتزمون بالاحتجاج السلمي وتعهد بعدم اللجوء إلى العنف أبدًا ردًا على العنف المرتكب ضدهم. وأكد على أن السلمية والهدوء يعد سلاحًا أقوى من كل آلات القتل التي يستخدمها الجيش أو الشرطة».وفي المقابل، اتخذ البلتاجي لهجة أكثر تشددًا عند تعامله مع أنصار الإخوان في وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية. حيث قال البلتاجي للمتظاهرين في رابعة العدوية في 3 يوليو: «قل وداعًا لأمك، والدك، وزوجتك؛ لإنك سوف تضحي بروحك للدفاع عن شرعية محمد مرسي».وعندما بدأت الرئاسة بتحذير المحتجين بفض الاعتصامات، حث البلتاجي أنصارهم في 11 أغسطس أن يبقوا في ميدان رابعة، وقال لهم: «أعطى إخوانكم في الجزائر أكبر مثال عندما قدموا مليون شهيد. ونحن، من أجل حرية الشعوب وكرامتها، قادرون على تقديم أكثر من ذلك في مقابل الإطاحة بالاحتلال».شريط فيديو على الانترنت وتم تداوله على شاشات التلفزيون في يوليو يظهر البلتاجي قائلا: «ما يحدث في سيناء هو استجابة لذلك الانقلاب العسكري، والعنف سوف يتوقف عند إنهاء السيسي الانقلاب وعودة مرسي للحكم».ولم يسلم «صفوت الحجازي» من انتقادات الهيئة، حيث كان يتبع لهجة مماثلة. وبالمثل، طارق الزمر، وغيرهم الكثير من قادة الإخوان وأنصارهم.