إن تجربتي في هذه الدورة والتي تعد الأولى في اليمن تجربة رائعة عشت معها خلال الايام المنصرمة , فقد كانت الفائدة في مجالات عديدة :- سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ...الخ . فلقد راودني الطمع الفكري والذي عزز ثقافتي وذلك من خلال إبحاري وقراءتي لكثير من الكتب المفيدة التي تجعلني متناظرا مبدعا وشابا قياديا يعتمد عليه في كثير من الأشياء . هذه التجربة أجبرتني لا إراديا على أن أقرا واستزيد بما لا اعلم عنه وان استنبط خلاصة ما اصبو إليه لأنظر إلى الحقيقة من أكثر من جانب حتى أتوصل إلى أصل الأصل . ولا اخفي عنكم أن معدل قراءتي خلال هذه الأيام القلائل ما يعادل قراءتي خلال أشهر . ومن خلال ما قرأت اكتشفت أن المناظرة فن جميل لا يجيده إلا العقلاء ويمارسه المثقفون كون المناظرة تسير في إطار أخلاقي بما لها من أهداف وشروط يجب أن يتحلى ويلتزم بها كل متناظر . كلنا يعلم إن المتناظروين يقفون موقف العداء بعضهم أمام بعض في زمن المناظرة إلا أنهم يلتزمون بأسس وقواعد المناظرة التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف وتبعد كل البعد عن انتهاك حقوق الإنسان ومسح كرامته من خلال السب والشتم الذي ربما يحدث في كثير من الأحيان بين الناس أثناء النقاش . إن القائد الحقيقي هو الذي ينظر الى المشكلة من كافة الجوانب ، وما يسمى ذلك في التنمية البشرية النظر من خارج الصندوق (Seeing from out the box) ، فالمتناظر يعد قائدا وأن المناظرة تعلمه البحث في أكثر من مصدر ليبرر حجته ولتكون حججه دامغة تفحم الخصم . وأخيرا ، ما أريد قوله هو انك لن تخرج خاسرا من هذه المناظرة حتى ان هزمك الخصم لأنك تكون قد استفدت الكثير من المعلومات التي ستفيدك وتعلمت من أخطائك التي ستسعى جاهدا للتخلص منها مع الأيام . وهذا ما نستنبطه من قول الإمام الشافعي رحمة الله عليه :فناظر من تناظر في سكون ***** حليمـا لا تلــح ولا تكـابـر .يفيدك ما استفاد بلا امتنــان ***** من النكت اللطيفة والنوادر .
روائع المناظرة
أخبار متعلقة