بعد سقوط قيادات جماعة الإخوان.. وبعد انتهاء عصر القطبيين داخل «الجماعة».. هل ستقوم قائمة مرة أخرى للإخوان؟!.. المعروف أن «الجماعة» مرت بعدة انتكاسات خطيرة في تاريخها، كان أبرزها علي الإطلاق ما يحدث الآن لأن الجماعة دخلت في حرب مع المجتمع المصري، وهذه تعد سابقة خطيرة لم تحدث من ذي قبل.. فـ«الجماعة» كان أبرز انتكاساتها في السابق عام 1954، وكانت الأزمة مع الأنظمة الحاكمة، سواء مع حزب الوفد أو مع نظام الملك فاروق أو مع فترة حكم عبدالناصر.والآن «الجماعة» دخلت في حرب شعواء مع المجتمع وهذه تعد كارثة حقيقية أولاً ضد «الجماعة» وضد المجتمع.. والعمليات الإرهابية التي كانت تقوم بها الجماعة كانت في السابق ضد الأنظمة الحاكمة وأفراد بعينهم.. وكل جرائم «الجماعة» كانت تنحصر في شخصيات بذاتها.. الآن الأمر تغير تمامًا، فبعد وصول «القطبيين» إلى حكم مصر كانت فاجعة الجماعة الحقيقية لأنها هذه المرة تحارب المجتمع وتصورت خطأ أنها بهذا قد سادت لها الدنيا واينعت.. وكما قلت قبل ذلك إن الغباء والتسلط كان السمة الغالبة على المنتمين إلي فكر سيد قطب.. خاصة لو علمنا أن هذه الفئة اتخذت لفكرها كتاب «معالم على الطريق» منهاجًا لها في كل شيء.. ولذلك بات العنف والإرهاب هو المعول الرئيسي لها في كل شيء.عندما حكم الاتجاه القطبي مصر لمدة اثني عشر شهرًا، كان متوقعًا جدًا أن يحدث هذا الصدام العنيف بين المجتمع المصري و«الجماعة».. ولذلك لا يفهم من يتصور أن الجيش كان وراء عزل محمد مرسي.. إنما الحقيقة الدامغة أن الجيش حمى إرادة الشعب، ووقف إلى جوار الأمة في مطالبها ولا يزال يقوم بهذا الدور الوطني الرائع.. من هذا المنطلق نجزم أن «الجماعة» لن تقوم لها قائمة بعد اليوم، ولأنها مؤهلة إلى القيام بالعمل السري الذي يعتمد بالدرجة الأولى على ترويع الناس وإرهابهم، لذلك لا نستغرب أبدًا العمليات الإرهابية التي تندلع حاليًا بين الحين والآخر..اتجاه الإخوان إلي العنف خاصة المنتمين إلى فكر سيد قطب ليس ظاهرة جديدة، إنما هي قديمة، لكن هذه المرة بالتحديد ضد المجتمع بأسره على خلاف العمليات الإرهابية التي كانت الجماعة تقوم بها ضد الأفراد، فاغتيال النقراشي والخازندار، والسادات ورفعت المحجوب وفرج فودة كلها عمليات ضد أفراد وأنظمة حاكمة.. أما إرهاب «الجماعة» حاليًا فهو ضد المجتمع كله وهنا الكارثة التي ستحل على «الجماعة» والتي ستجعلها تختفي من الوجود.إذا كانت «الجماعة» تقيس شئونها بالعصر الذهبي لها في فترة حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فهنا تكون قد أخطأت في كل حساباتها السياسية، ورغم أن فترة حكم مبارك شهدت العديد من العمليات الإرهابية التى نفذتها الجماعات المنبثقة أو المنشقة عن «الجماعة» مثل الجهاديين ـ رغم إنني أرفض تكرار هذا اللفظ. فهم إرهابيون وليسوا جهاديين، وكذلك الجماعات المتأسلمة.. وفي الحقيقة فإن هؤلاء جميعًا كانوا يخدعون «مبارك» بأنهم يريدون أن ينخرطوا في العملية السياسية، وبالفعل دخلوا البرلمان وتولى منهم أفراد مسئوليات بالإضافة إلي غزوهم نقابات مصر كلها، وفي المقابل يقومون بتشجيع كتائبهم وميليشياتهم على بتنفيذ عمليات إرهابية،في محاولات للضغط على نظام مبارك.العصر الذهبي للجماعة مرّ بخطوتين، الأولى في عهد «مبارك» والثانية عندما وصلوا إلى الحكم.. والذين لا يضعون في معادلاتهم السياسية الشعب مخطئون وواهمون، وهذا ما حدث بالفعل، فلا يعقل أن يتم نجاح لأى نظام أو حاكم حتى لو كان مستبدًا أو ديكتاتورًا بأن يحارب الشعب.فالشعب أقوى وأشد من كل الأنظمة، وبالتالي لا نكون مبالغين إذا قلنا إن جماعة الإخوان ستختفي ولا يبقى لها أثر، والذين يستعجلون حل «الجماعة» لا يدركون حقيقة أنها بالفعل تم حلها منذ لحظة صدامها مع الشعب.
هزيمة الجماعة
أخبار متعلقة