بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني 2013
م/ فؤاد الغفاري:في بداية العام الحالي التقيت بمنيرة شعبان في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن. منيرة، تلك السيدة التي تبلغ من العمر 65 عاماً والتي كانت تعمل قابلة قبل أن تتقاعد منذ سنوات قريبة، لازالت تستقل في الساعة السادسة من صبيحة كل يوم حافلة تنطلق من العاصمة الأردنية، عمان، في رحلة تستغرق نحو ساعتين قبل وصولها إلى المخيم المقام بالقرب من الحدود السورية.تقوم منيرة بتدريب القابلات اللائي يعملن في المخيم وتشرف عليهن في العيادات المدعومة من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان و التي تقدم خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة وأثناءها وعند الوضع وما بعده. ومن المتوقع أن يبلغ عدد السوريات الحوامل اللاجئات في الأردن هذا العام حوالي 15,000. وتشكل المهارات و المعرفة التي تمتلكها منيرة فارقا بين الحياة والموت بالنسبة للنساء الحوامل ومواليدهن. واليوم، وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، نشيد بالعاملين في المجال الإنساني الذين يعملون في ظل ظروف صعبة، كما نستحضر ذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم من أجل تحقيق عالم أفضل. فنخلد ذكراهم حين نحتفل بالزملاء من أمثال منيرة، أولئك الذين يداومون على تقديم المساعدة، مهما كانت المخاطر ومهما كانت التضحيات. وأينما كانوا، سواء في سوريا أو في مالي أو في الفلبين أو في أي موقع محفوف بالأزمات، يحرص العاملون بصندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤهم على بذل أقصى جهودهم من أجل توفير الإحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات ضمن كافة المساعدات الانسانية. ولا يقتصر حرصنا على مجرد الحفاظ على حياة الأم والوليد بل نقوم بتوفير الرعاية الطبية والدعم الاجتماعي للناجيات من العنف القائم على أساس نوع الجنس، ونعمل على وضع آليات لمنع وقوع المزيد من الهجمات. وعلى مدار السنين، وفر صندوق الأمم المتحدة للسكان كمية مهمة من الموارد لتصبح الاستجابة الإنسانية من الأولويات. وسنواصل تكثيف تواجدنا حيثما حلت أزمة وأينما تعرضت النساء والفتيات للاستضعاف.وفي هذا العام، توجه إلينا حملة اليوم العالمي للعمل الإنساني السؤال التالي: “ما الذي يحتاج إليه العالم بشكل أكبر؟” لا يساور صندوق الامم المتحدة للسكان شك بأن العالم يحتاج إلى المزيد من الخيارات. إذ أنه يجب على النساء والفتيات اللائي يشكلن أكثر من نصف العالم، أن يتمتعن بالقدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهن وأجسادهن ومن ثم مستقبل حياتهن وأسرهن ومجتمعاتهن المحلية. ففي الحالات الطارئة، دعونا نتساءل عن الخيارات المطروحة أمام النساء الحوامل إذا تعذر عليهن الوصول إلى المرافق الصحية ليتلقين خدمات الولادة الآمنة؟ وما هي الخيارات المطروحة أمام فتاة في الثانية عشرة من عمرها حين يتم إكراهها على الزواج من أحد الأقارب الذي يكبرها سنا ؟يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى طرح الخيارات أمام النساء والفتيات المستضعفات بسبب الأزمات لضمان أن يكون كل حمل مرغوباً فيه وأن تتم كل ولادة بسلامة وأن يتمكن كل شاب وشابة من تحقيق طموحاتهم.