من المعروف عن الفهد أو النمر الصيّاد أنه يعتبر أسرع حيوان على وجه الأرض، وكثيراً ما شاهدنا الفيديوهات التي تقدم لنا بالتصوير البطيء كيف يتحول الفهد من الثبات إلى سرعة 103 كيلومترات في الساعة خلال 3 ثوان فقط، وهذا يجعلها أسرع من معظم السيارات الفائقة، إلا أن تلك السرعة الفائقة يقابلها ضعف بنيوي كبير عند المقارنة بأنواع أخرى من هذه الفصيلة، إذ أن تأقلم أجساد هذه الحيوانات للعدو جعل منها نحيلة لا تقوى على قتال الضواري الأكبر حجمًا. لكن كفى حديثاً عن سرعة الفهد وعن تلك الفيديوهات .. موضوعنا اليوم يتحدث عن الفهود، لكن من جانب آخر .. من جانب مثير ومختلف وقد يكون مضحكاً. يعتبر الفهد رمزاً للقوة في الثقافات القديمة لأمريكا الوسطى والجنوبية، حتى أن شعب "الأزتيك" (Aztecs) كان يسمي فئة نخبة المحاربين باسم "فرسان الفهود"، وعلى الرغم من أن النمور غالباً ما تكون ذات لون مصفر، لكن الألوان قد تختلف في بعض الأحيان من البني المحمر إلى اللون الأسود، وتسمى النمور ذات اللون الأسود بـ "الفهود السوداء". تصنف القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة الفهد على أنه نوع مهدد بالانقراض بدرجة منخفضة والسبب الرئيسي وراء ذلك هو الاضطهاد البشري المستمر في المناطق حيث تسود تربية الماشية بشكل أساسي، ذلك أن المربين يقتلون الفهود لاستهدافها الخراف والماعز بطيئة الحركة، إضافة إلى أنهم يقومون بتدمير مساكنها على الدوام وتجزئتها في سبيل إنشاء مراع لمواشيهم. ويقول علماء الحيوان أن عضة الفهد أقوى مرتين من الأسد، وأنه يمكن لتلك العضة سحق العظام الثقيلة في فريسة كبيرة وبسهولة، فيما يقول علماء اللغة أن مصطلح "جاكوار" المرادف اللغوي لأسم الفهد بالإنجليزية (jaguar) يأتي من إحدى كلمات اللغة الأمريكية الأصلية (YAGUAR) والتي تعني "هو الذي يقتل بقفزة واحدة". تولد أشبال الفهود الصغار عمياء وبلا حول ولا قوة، لذا يتوجب عليها البقاء مع والدتها لمدة عامين تقريباً حتى تتعلم طرق الصيد، كما تعاني الفهود عادةً من نقص في تنوع مورثاتها، ومن رداءة سائلها المنوي وقلّة حيواناتها المنوية وبطء حركتها. وما يُفيد بصحة هذا القول هو التجارب العديدة التي أجريت على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات، حيث زُرع للبعض منها قطع من الجلد أحضرت من فهود أخرى لا ترتبط بها برابطة الدم، وكانت النتيجة أن نجحت تلك العمليات دائمًا ولم يرفض المضيف العضو الغريب، مما يدل على أن جميع الفهود تبدو وكأنها أشقاء عوضًا عن أفراد غريبة عن بعضها البعض.
