لقاءات / فـراس اليافعي الموقف السعودي الجريء وغير المسبوق تجاه الأحداث في مصر مثَّل الدعم الأقوى لها منذ توليها المسؤولية، وأتى في الوقت المناسب لأنه جدَّد تأكيد الرياض حرصها على أمن واستقرار مصر وبالتالي كان منطقياً أن يحتفي المثقفون المصريون بكلمة خادم الحرمين الشريفين بشأن ما يجري في بلدهم الجمعة الماضية. ( 14 اكتوبر) سجلت انطباعات عدد من القيادات الجنوبية في الخارج وموقفهم من الموقف المشرف لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه جمهورية مصر الشقيقة ورفضها للإرهاب واعمال التخريب التي تقودها جماعة (الإخوان) بهدف زعزعة امن واستقرار مصر .موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعم للرئاسة والحكومة المؤقتة في العاصمة المصرية القاهرة، احدث تأثيرا كبيرا انعكس على المواقف الدولية لواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي التي كانت حينها تضيق الخناق عليها، وهو ما ازال المخاوف من تعثر خارطة الطريق التي أُعلِنها الفريق اول عبدالفتاح السياسي وزير الدفاع المصري في 3 يوليو الماضي”، وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- خادم الحرمين الشريفين أعلن وقوف المملكة السعودية شعبًا وحكومة بجوار الشعب المصري وحكومته في حربها على الإرهاب، محذرًا من المساس بوحدة مصر، مشيرًا إلى أن استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين، ورفض العاهل السعودي التدخل الدولي في الشأن المصري، مؤكدًا مساندته استقلال القرار المصري والسيادة المصرية، وأن أي تدخل يوقد الفتنة.[c1] وقوف مع الحق[/c]قال الاخ سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة الاسبق إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين ورسالته وانحيازه بقوة إلى جانب مصر خلقت مناخا جديدا، حيث أظهر وقوف الدبلوماسية السعودية بكل قوة ودون تردد في قضية لا تحتمل الصمت وهي الدفاع عن حق مصر في صيانة أمنها وفي مواجهة الإرهاب .. واعتبر”سالم” : أن ما ميز موقف المملكة وخادم الحرمين أنه كان واضحا وحاسما، ومن ثم من المؤكد أنه سيكون له صدى كبيرا آخذا في الاعتبار مصالح الدول الغربية مع الخليج وخاصة المملكة، إلى جانب حرص هذه الدول «الأوروبية» على علاقتها مع مصر.ويرى :ان الاتحاد الأوروبي لن يقدم على اتخاذ أية إجراءات أو عقوبات ضد مصر، مشيرا إلى أهمية توقيت التحرك السعودي الرفيع والعالي المستوى الذي ترجم مبادرة خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر مما شكل “حائط صد” بمواجهة أي إجراء أو قرار، مضيفا : كما أن الدول الأوروبية تدرك وزن المملكة الاقتصادي والسياسي، ومن ثم لن تقدم على خطوة تضر بعلاقاتها بها، وستأخذ في اعتبارها التحرك الذي بادرت به على أعلى مستوى ما دلل على مدى اهتمامها بالوضع في مصر وما عكسه بيان وزير الخارجية السعودي القوي الذي حسم الموقف، خاصة حين حذر من أية إجراء يمس المساعدات، والأكثر من ذلك وعد أن تتولي الدول العربية تعويضها .. وهو ما يعني أن الأمير سعود الفيصل أراد أن يقول للغرب «إننا لن نترك مصر وحدها»..[c1] صمام الامان لكل القضايا العربية[/c]من جانبه قال الشيخ محمد أبو بكر بن عجرومة العولقي الأمين العام لرابطة الجنوب العربي: كعادتها دائمًا تثبت المملكة العربية السعودية أنها صِمام الأمان لكل القضايا العربية، وأنها صوت الحق وملاذه الأخير، ويثبت ملوكها على مر العصور أن العروبة ومصائر الأوطان العربية خط أحمر بالنسبة لهم، وأنه لن يستطيع كائن من كان أن يمسَّ هذه العروبة بسوء طالما أن آل سعود يعيشون على وجه هذه الأرض.واضاف: مواقف وقرارات المملكة العربية تثبت دائمًا أن مصر والمملكة العربية السعودية كالقلب والجسد لا يستطيع أحدهما العيش دون الآخر، وآخرها: موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي أثلج صدور الملايين وشد من أزرهم في مواجهة ما تشهده مصر من أعمال عنف وإرهاب ، الذي جاء مدللاً على عروبة ووطنية الملك، وقوة ومتانة العلاقات التي تربط المملكة بمصر حكومة وشعبًا.[c1] دعم سياسي واستراتيجي[/c]ثمن الأمير محسـن بن فضل بن علي بن أحمد العبدلي نجل سلطان لحج رئيس تكتل قوى الجنوب العربي الاتحادي موقف المملكة العربية السعودية تجاه مصر والشعب المصري قائلا : تاريخ كبير ناصع البياض سطره ملوك آل سعود من المواقف الوطنية التي تستحق أن تكتب بحروف من ذهب، التي بدأها الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، وسار على خطاه ونهجه جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود «حفظه الله » .واوضح: تضامناً مع الموقف الشعبي المصري الرافض لإرهاب جماعة الإخوان وللضغوط الدولية الموالية للجماعة، هبت المملكة بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، معلناً بيانه الشهير الداعم لمصر في مواجهة قوى الإرهاب التي تهدد مصر ،ما شكّل دعمًا سياسيًا واستراتيجيا لا يقدر بثمن، وكان لكلمه جلالته الحسم في تطوير مواقف عدد من الدول الخارجية.[c1] مصر لا يمكن ان تكون” كابول” اخرى[/c]الشيخ محسن محمد ابوبكر بن فريد الأمين العام لحزب الرابطة “ رأي “ قال: لنستمر في الدعاء ان يحفظ الله ارض الكنانة ، المحروسة، مصر ، من كل الشرور. فمصر التي درسنا في مدارسها وتخرجنا من جامعاتها واغترفنا من مكتباتها وردنا مسارحها وسينماتها ، وأرسلت لنا مدرسيها وأطباءها، لا يمكن ان ننسى افضالها .ودينها سيظل في رقابنا. والاهم من هذا وذاك ان ما يحدث في ارض الكنانة، مصر، ينعكس،ان سلباً او ايجاباً، على كل العالم العربي بل والإسلامي . وهي تمر الآن بمرحلة فاصلة وفارقة في تاريخها .واضاف الشيخ “بن فريد” : ومن هذا المنطلق ،فما يجري في مصر ليس شأناً داخلياً يخص المصريين فقط ، بل هو شأن عام يخص كل العرب. ومن هذا المنطلق جاء الموقف السعودي الذي عبر عنه الملك عبدالله بن عبد العزيز بكل وضوح وصرامة، وبعيداً عن الدبلوماسية السعودية المعتادة، عندما قال “ فليعلم القاصي والداني اننا مع مصر وشعبها وقيادتها ضد الارهاب والفتنة والتضليل باسم الدين» .وأكد: ان الموقف السعودي الواضح والصارم جاء في وقته بالنسبة للقيادة الجديدة في مصر.وقد شبه الفريق عبدالفتاح السيسي ، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع المصري ، اثر وقوة موقف الملك عبدالله هذا بموقف الملك فيصل بن عبدالعزيز تجاه مصر في حرب اكتوبر 1973. ويكاد كل المحللين والمتابعين لما يجري في مصر يجمعون ان الموقف السعودي هذا قد اوقف او حد من الهجمة الامريكية الاوروبية على النظام الجديد في مصر .وأضاف الشيخ محسن بن فريد قائلا :شخصياً ، لقد كنت اتمنى ان تنجح تجربة الاخوان في مصر . وكنت احلم بتجربة تركية او ماليزية جديدة في مصر.ولكن الاخوان ومرشدهم بددوا هذا الحلم ، بتصرفاتهم وسياساتهم الرعناء ...ونهمم للسلطة ، وروح التعالي والاقصاء التي مارسوها خلال سنة حكمهم الكئيبة. الديمقراطية ( التي لم توجد بعد في العالم العربي ) هي ليست اصواتاً في صناديق الانتخابات بقدر ما هي سلوكيات وقيم ووفاء بالوعود والعهود . ولعل خير من انتقد تجربة الاخوان في مصر هم قيادات بارزة من تنظيم الاخوان نفسه ، كعبد المنعم ابوالفتوح..والهلباوي..وثروت الخرباوي..ومحمد حبيب.وكذا رئيس حزب النور السلفي الدكتور يوسف مخيون ،الذي اكد ان الجماعة لم تف بأي وعد او عهد قطعته على نفسها .. وكانت مهووسة بان تضع يدها على كل شيء في مصر .وفي ختام حديثه قال الشيخ محسن بن فريد : كان من الواضح ان جماعة الاخوان لم تفهم طبيعة و « دور » مصر ، اقدم «دولة» في التاريخ الانساني تقريباً.مصر لا يمكن ان تكون « كابول » اخرى...او “ قندهار “ اخرى .مصر وظيفتها ودورها غير ذلك . مصر لايمكن ان تكون الا “ مصر “.مصر هي الاهرام ، وهي الازهر الشريف بتوجهه الاسلامي السمح المعتدل ، هي العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وام كلثوم وعبدالوهاب والاوبرا والسينما والمسرح . مصر هي الانفتاح والتنوع الثقافي والتسامح الديني .لقد جاءت الثورة الثانية او الهبة الشعبية في مصر في 30 يونيو كي توقف مصر من الاندفاع الى قندهار، وتعيد لمصر “روحها” وطبيعتها ووظيفتها و “دورها “ الصحيح في العالم العربي والإسلامي .[c1] موقف عربي جامع[/c]ثمن الشيخ عبد العزيز بن عبد الحميد المفلحي موقف المملكة العربية السعودية مع مصر والشعب المصري قائلا : “ كل العرب والمسلمين فخورون بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه مصر حكومة وشعباً وهو موقف تتمثل فيه القيادة العربية الحقيقة الصادقة الآمنة تجاه الشعوب العربية.وأوضح « المفلحي »: ما يقوم به الملك عبدالله هو دعم حقيقي على أرض الواقع وهو امتداد لتوصية المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لأبنائه عندما أوصاهم على مصر وعلى أمن مصر واستقرار مصر.وأضاف: «لقد أثبت الملك عبدالله بن عبدالعزيز حرصه على وقف نزيف الدم».وأكد أن : « استقرار مصر ودعم اقتصادها ينبغي أن يكون من الأولويات القادمة للجامعة العربية والمجموعة العربية ولدول الخليج محترمين ومقدرين حرية شعب مصر في اتخاذ قراره المناسب وهو واجب تجاه المبادرة السعودية».[c1] موقف مشرف وشجاع وليس بغريب[/c]من جانبها أشادت سيدة الاعمال الجنوبية جهاد عباس بموقف المملكة المساند لمصر، وقالت إنه موقف قوي وجاء في توقيته المناسب، مؤكدة أن الكلمة التي وجهها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤخرا كانت مشرفة وشجاعة وليست بغريبة على الملك عبد الله الذي يعرف قدر مصر ومكانتها ودورها.وأشارت “عباس” إلى أن العاهل السعودي استشعر أن مصر تتعرض لمؤامرة، وأنها تواجه تحديات عدة داخلية وخارجية، فأراد من خلال كلمته أن يوجه رسائل للداخل المصري وللخارج بأن المملكة تقف بجوار مصر، وأن المصالح المصرية السعودية مشتركة.وتابعت سيدة الاعمال الجنوبية جهاد عباس بالقول: إن جهود المملكة والأمير سعود الفيصل بدأت تؤتي ثمارها بالفعل من قبل انعقاد الاجتماع الوزاري الأوروبي، حيث لمسنا تغيرا في اللهجة من جانب بعض الدول خاصة فرنسا وبريطانيا.[c1] المملكة لن ترضى بخراب مصر[/c]أكد الاخ صالح شائف حسين عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني أن المملكة ومصر، عنوان عريض وكبير لكل ذي عينين، عنوان لعلاقات قديمة متجددة وعنوان لعلاقات أزلية لا يمكن أن تشوبها شائبة أو يعتريها اهتزاز.وقال “شائف” : عندما تقف المملكة مع مصر الدولة ومصر الشعب فإن ذلك يعني أنها تعتبر ذات أهمية إستراتيجية قصوى للعرب والمسلمين وعندما تتحرك المملكة في كل الاتجاهات لدعم مصر الدولة والشعب فإن ذلك مؤشر إلى أن المملكة لن ترضى ولا تقبل أن يصيب مصر وشعبها أي سوء بأي حال من الأحوال.واعتبر الاستاذ “صالح شائف “ تصريحات الأمير سعود الفيصل التي أعلنها عقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي ليست إلا تأكيدا على الموقف السعودي الذي عبر عنه خادم الحرمين الشريفين حول الوقوف مع مصر في تحقيق أمنها واستقرارها لتعود هذه الدولة العريقة إلى ممارسة دورها البناء في المصير العربي، ولتعود مصر كما العهد بها دائما مركز الثقل، بالإضافة إلى المملكة في توحيد المواقف المتباينة، وترتيب الصف، ووحدة المصير.[c1] رسالة قوية[/c]قال العميد صالح عبيد احمد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الأسبق أن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وضع بوضوح وبلا لبس أو غموض النقاط على الحروف بكل ما يتعلق بالشأن المصري وموقف المملكة منه ومواقف الدول الأخرى.وأضاف :أن الحقيقة الأولى التي أكدها الفيصل أن انتفاضة ثلاثين مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري والحقيقة الثانية أن مصر أهم وأكبر دولية عربية وأن المملكة لا يمكن أن تقبل رهن مصيرها بناء على تقديرات خاطئة.وتابع العميد صالح عبيد أحمد قائلا: من هنا وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رسالة قوية وواضحة وصريحة تنبع من خلقه الإسلامي الذي يجعله يقف دائماً مع الحق دون أن يأبه بمصالح أو تحقيق مكاسب زائلة، مؤكدا : لا يختلف اثنان على أهمية مصر الإستراتيجية والتي لا تقتصر على الشرق الأوسط فحسب وإنما على دول الغرب أيضا فمصر تشكل بعدا استراتيجيا مهما اكتسبته من موقعها الجغرافي الحساس فإذا اقتصر الحديث على المكان أما إذا تعداه إلى الإنسان والتاريخ فإن هذه الأهمية تتصاعد دون شك غير أن هذه الأهمية الحيوية التي تشكلها مصر لدول متعددة لا تبرر لهذه الدول التدخل في الشؤون الداخلية المصرية.[c1] زخم سياسي واقتصادي[/c]قال الشيخ البارز طارق بن ناصر الفضلي شيخ مشايخ آل فضل :إن هامش الضغط الأوروبي على مصر ضعيف للغاية بعد الزخم السياسي والاقتصادي الذي أبرزته المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية.وقال الشيخ “الفضلي” إن حجم المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي ضعيف للغاية وجميعها تذهب لمشروعات المجتمع المدني التي يصعب وقفها في الوقت الراهن، مؤكدا أن جميع المساعدات المباشرة للحكومة المصرية لا تتعدى 150 مليون يورو، وأن الدول التي أعلنت عن تعليق مساعداتها لمصر مثل السويد والدنمارك لا تتعدى مساهماتها 10 ملايين يورو، لافتا إلى أن إجمالي المساعدات السويدية لمصر 40 مليون كرون أي حوالي 4 ملايين يورو.وأضاف الشيخ “الفضلي”أن تصريحات وزير الخارجية السعودي بأن بلاده كفيلة بتعويض مصر عن أي خفض للمساعدات الأوروبية والأمريكية سوف يفقد أي نقص في هذه المعونات للضغط السياسي الذي تريده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي .وشدد “الفضلي” :على أن نجاح الأمير سعود الفيصل في إقناع فرنسا التي تشكل مع المانيا أكبر رافعة للقرارات الأوروبية التي ستصدر لن تكون هناك أي مواقف سلبية كبيرة من جانب الاتحاد الأوروبي، وأن أكثر القرارات المتوقعة قد تتعلق بتعليق صفقات سلاح صغيرة لمصر لفترة محددة، وأن هذه القرارات ربما تكون كنوع من إبراء الذمة من الدول الأوروبية تجاه شعوبها، التي تأثرت بالإعلام الغربي الذي لا ينقل الحقائق عن مصر.
|
تقارير
قيادات جنوبية تشيد بالدعم السعودي لمصر
أخبار متعلقة