خاطرة
وائل سويدان وحدها كالسنبلات المليئة بالحب ، كانت تنحني له، هذا العازف الماهر على مشاعر النساء، المتيم بعشق الاكتشاف، المغرور إلى الحد الذي لا يليق بفن النحت الذي يجيده ؛ التقته بمحض الصدفة ، عندما وجهت لها إحدى الصديقات دعوة ؛ لحضور معرضٍ للفن التشكيلي، عانقت عيناه سماوات الدهشة في عينيها تبادلاً الابتسام ، قبل أن تتحول عيناه لوحش يحاول التهام حيائها . تكرر اللقاء ، ولكنها برغم الخدر الذى يسري في عروقها حين تراه ، كانت على حذر؛ أن تصبح مجرد ورقة ليوم عادي؛ تقطف من نتيجة، دون أن يشعر بها أحد، ذات يوم دعتها صديقتها لتناول العشاء في منزلها؛ فوجئت أنه أحد المدعوين أثناء حديثهم الجماعي على الطعام ؛ رأت دون سواها أنه يملك شفافية نادرة الوجود؛ دعاها هذا لاكتشافه أكثر . في هذا اليوم قام بتوصيلها لمنزلها ؛ فتحدثا منفردين؛ فزادت ثقتها به، ولكن بقيت على حذرها ترك هذا اللقاء بصمة على جدار ذكريات كل منهما؛ تهاتفاً أكثر من مرة إلى أن جمعهما لقاء آخر ؛ ترك كل من حوله من مريدات ؛ ذهب إليها ، كطفل يشتاق دفء أمه ؛ جلسا يتناقشان؛ فاستشفت أنه يبحث عن حب أكبر من كل الحب الذي يحيط به؛ تبسمت، وكأنها كسبت رهانها الأول على المستحيل . دعاها لمرسمه تمنعت سألها : هل تخشى الانفراد به ؟ لم تجبه، فهي مصلوبة في تلك اللحظة بين ثقة بدت وحذر يقتلها، كرر الدعوة؛ استجابت، ذهباً سوياً، ومع أولى خطواتها داخل المرسم ؛ خطف نظرها الضوء الخافت الذي يعانق مبخرة نحاسية نحتت بعشق؛ زادت دهشتها حين وقع نظرها على مصحف على حامل أنيق بجوار سجادة صلاة، مبتسما أجابها قبل أن تسأل : نعم أنا أصلي دون أن تفكر عانقته؛ فإذا به يصدها رغم طوفان العشق في عينيه ؛ طلبت منه أن ينحتها رفض، متابعة له، وهو ينظر إلى لوحاته وتماثيله اللائي يراودن الجمال عن نفسه، سألت : ألست مثلهن ؟! مبتسما أجاب وهو يتهته : أنا أعجز عن نحت النور ...