لندن/ متابعات:يجمع الخبراء على أن مصر تنفرد من بين دول العالم بتمتعها بعلاقة عميقة مع السياحة، حيث كانت محطة لقضاء إجازات ممتعة للغربيين منذ العصر الفيكتوري، ولأن مصر تعيش أزمة سياسية غير مسبوقة وجه الكاتب جوناثان جونز صرخة مدوية متسائلاً لماذا يقف العالم صامتًا أمام تدمير الإرث العالمي المصري؟وكان مكتب السفريات الشهير (توماس كوك) قد بدأ تقديم رحلات إلى مصر في نهاية القرن التاسع عشر، وذلك حين نجحت رواية (الموت على ضفاف النيل) للكاتبة الشهيرة أجاثا كريستي في أسر قلوب السياح البريطانيين في ثلاثينيات القرن الماضي.ولذلك اهتم جونز المتخصص في شئون الفن بصحيفة (الجارديان) البريطانية بالإشارة إلى أن قطاع السياحة في مصر يواجه الآن تهديداً من قبل الفوضى التي نتجت عقب الثورة في البلاد والتي لا يعلم أحد كيف ستنتهي.ولأهمية الأزمة التاريخية التي يعيشها العالم بتدمير الآثار المصرية طالب جونز صندوق الفنون والمتحف البريطاني وأي جهة مسئولة عن التراث الثقافي بحماية الآثار في مصر، وذلك من خلال الاعتراف أولاً أن الأهرامات والتوابيت وتماثيل مصر القديمة ليست فقط للسياح وإنما جزء من الإرث العالمي وينبغي أن تبقى آمنة لجميع الأجيال القادمة.ويعد الفن والهندسة المعمارية المصرية القديمة واحدة من أعظم انجازات البشرية، لذلك طرح الكاتب سؤالا (إذا تم إخبار السياح بتجنب القاهرة فهل هناك خطورة على القطع الأثرية الساحرة النادرة في متاحفها؟)وأجاب عليه بقوله أن هذا ليس تخمينًا، فقد نشر أن متحفًا في المنيا تعرض للنهب في أحداث الفوضى الحالية، وبالرغم من إيمانه بأنه قد يكون لدى الحكومة المصرية المدعومة من القوات المسلحة أسبابها للترويج لهذه الواقعة التي تلقي اللوم فيها على جماعة الإخوان ولكن صور الدمار والسرقة توضح حدوث أمر مدمر.وطالبهم جونز بأن ينظروا للأمر بأن من يفقد ذاكرته يفقد جزءاً من ذاته وحياته، ولذلك فإن فقدان مصر القديمة سوف يعني فقدان الذاكرة الجماعية للبشرية (إنه أمر لا يمكنه تصوره).كما أشار إلى نصيحة الحكومة البريطانية للمسافرين بتجنب الذهاب إلى العديد من المناطق في مصر عدا منتجعات البحر الأحمر، وهو التطور الذي تم الإبلاغ عنه بدون ذكر أهمية الثقافة التي يتم تدميرها وكأن الأمر يتعلق بقضاء الرحلات فقط (في الواقع، إن الأمر يكشف عن أزمة للفن).
|
ثقافة
(الجارديان): الفوضى السياسية المصرية تدمر قِبلة الإرث العالمي
أخبار متعلقة