اليوم - الساعة 03:32 م بتوقيت مدينة عدن
ويقول الدكتور عوض باشراحيل الأستاذ في جامعة عدن بأن ما يتوجب إداركه هـو حساسية المرحلة التي تحتاج للخروج منها إلى مواقف مجابهة وهذا ما كان من الموقف السعودي الذي لم يكن موقفاً سهلاً كما يتصور البعض، فالمملكة العربية السعودية تدرك قبل غيرها أن هذا الموقف المجابه والصريح سيكلفها الكثير، لكنها قررت في هـذه اللحظة التاريخية والمصيرية التي تمر بها المنطقة أن تتحمل الكلفة مهما كبرت فالكلفة اليوم مهما كبرت هي أقل بكثير من الكلفة في الغد وهــذه أمور ستثبت الأيام القادمة صحتها..مضيفاً أن هـذا لم يكن الموقف الأول الذي تقف فيه المملكة إلى جوار قاهرة المعز بل التاريخ الحديث يحتفظ بسلسلة كبيرة من المواقف التي تعطي فيها الملكة العربية السعودية العلاقة مع مصر أولوية خاصة واستثنائية على ما عداها وما حدث اليوم يشبه ما قام به الملك فيصل في العام 1973من إيقاف تصدير النفط إلى الغرب وأمريكا نتيجة عدوانهم على مصر..فحقا ما أشبه الليلة بالبارحة.
[c1]السرعة والذكاء والخبرة هي أسباب قوة الموقف السعودي[/c]
مشاهد من ثورة 30 يونيو
مشاهد من ثورة 30 يونيو
من جهة ثانية قال الإعلامي الناشط والشبابي/ لؤي الأسودي إن قـوة الموقف السعودي في القضايا الإقليمية وفي قضيتنا محل النقاش ناتج عن أسباب عدة منها حجم المملكة كقوة إقليمية لها كلمتها خاصة في القضايا التي تحدث في المنطقة العربية هذا أولاً، أما ثانياً فيعود لسرعة التعامل وللذكاء السياسي والخبرة المتراكمة التي تمتـع بـها صانع قـرار السياسة الخارجية السعودي في هـذه القضية بالإضافـة إلى بعد المقدرة المالية السـعوديـة والتوجس من حـركـة الإخـوان كبـديل يسـعى للوصول إلى السـلطـة في كـل الدول العربية من جهة ومن جهة أخرى يعود للتصلب الإخواني.. فمشكلة الإخوان أنهم يعتقدون حـد الإيمان أنهم الحق وغيرهم الباطل وممارستهم للسياسة تتم وفق منظورهم هذا بأنهم الدين فلا نراهم يمارسون سياسة فاللعبة من وجهة نظرهم هي صراع «حق» و»باطل» فلحظناهم أنهم لم يقدموا أي تنازلات وكان المسيطر عليهم فكرة أن وعـد التمكين اقترب فلم يسمعوا صوت العقل ولم يقـرؤوا الواقع ولحظنا أيضاً طـريقـة تصرفهم مع ما يدور من حولهم وكيف تعاملوا بـ «صمم سياسي» ولم يقدموا أي تنازل سياسي.. فطبقاً لعقيدتهم فإنه لا يجوز أن يتنازل «الحق» «للباطل» وهــذا هــو الخطأ الكارثي في المسيرة الإخـوانية عبر مراحلها وهـو ما أعتقد بوجوب أن يراجعه المنتمون لهذه الحركة وهـو ما أعتقد أنه أمر لم ولن يتم قريباً لا من جانب القيادات ولا من جانب المنتظمين في الهرم التنظيمي للحركة فالصنف الأول لا يرى في الوضع مشكلة فهو آمر ناهٍ وله سلطة السمع والطاعة من الجميع، والأتباع لم يتنبهوا لهذا أو لم يستطيعوا تغييره.. وهذا هو صميم الكارثة، فأغلب الحسابات العالمية للدول والحركات تغيرت قبل وبعد كلمة العاهل السعودي..وهكذا هي السياسية.
[c1]موقف المملكة غير حسابات القوى والتكتلات في المنطقة والإقليم[/c]
مشاهد من ثورة 30 يونيو
مشاهد من ثورة 30 يونيو
من جانبه قال المحلل السياسي إسماعيل الفلاحي إن المملكة العربية السعودية كانت واضحة في موقفها منذ اللحظات الأولى لثورة الـ30 من يونيو بل أن هذا الوضوح والثبات لم تختص به المملكة كطرف خليجي بل كقائد خليجي وعربي التف حوله كل الدول العربية ماعدا قطر التي التزمت الحياد لحسابات حساسية اللحظة بعد عملية انتقال السلطة في الداخل القطري فموقف دولة الإمارات العربية ورئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والبحرين والكويت،بل حتى الأردن والسلطة الفلسطينية كان واضحاً..وهذا ما انعكس في شكل ما يتجاوز الثلاثة عشر مليار دولار.. مضيفاً: الحقيقة أن دلالات موقف خادم الحرمين غيرت وبشكل مباشر وسريع حسابات عديد من النخب والقوى والتكتلات السياسية ليس في الداخل المصري فحسب بل وأيضا خارج مصر وفي الامتداد الإقليمي والدولي.
[c1]الإخـوان أخطـؤوا قـراءة ما يدور حولهم [/c]
مشاهد من ثورة 30 يونيو
مشاهد من ثورة 30 يونيو
أما الأخ عـزالدين العنسي أمين عام مساعد مجلس الشورى للشئون المالية والادارية فقال:(لم يكن هذا الموقف جديداً على المملكة، بل إن وصول جماعة الإخوان إلى الحكم وممارساتهم الاقصائية وإساءتهم للإسلام بادعائهم احتكار تمثيله وتعاملاتهم الاقصائية الاستعلائية مع كل من يخالفهم رأيا أو لا يشاركهم الانتماء للجماعة، هي أمــور أضرت بمصلحـة مصر البلد والإنسان وغيرها من الأمور التي أثارت انزعاجاً شديداً لدى المملكة، إلا أنها فضّلت في ذلك الوقت لعب دور المعارض الصامت، ولكن مع استمرار الإخوان في نهجهم كانت السعودية تبدي تخوفها على استقرار البلاد و وحـدتها وفي مواقف متعددة ولكن الإخوان أخطؤوا القراءة فكان الفشل السياسي هو قدر كل من يخطئ القـراءة. . وما قامت بـه السعودية يؤكد حقيقة أن مصر هي حجر الزاوية وما يحدث في مصر يؤثر بلا شك على المنطقة وعلى المملكة، وحـول الموقف السعودي قال: الحسابات السياسية متغيرة فلا عداوات دائمة ولا مصالح دائمة مقولة تتثبت صحتها عند كل منعطف سياسي تمر به أمتنا .
[c1]دعم المملكة للإخوان على مدى العقود الماضية كان بحسن نية [/c]
من جانبه قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام عبدالحفيظ النهاري إن سلوك الإخوان في اليمن ومصر حيال مواقف المملكة يأتي «كنكران للجميل الذي قدمته لهم المملكة على مدى عقود باعتبارها ولية نعمتهم حتى اليوم بحسن نية من المملكة وظنا منها بأنها تدعم مكانة الدين الإسلامي وتعزز موقف الدعوة الإسلامية». وأضاف في تصريح سابق أن « قادة الإخوان وتنظيمهم دأبوا على نكران الجميل وقطع الأيادي التي تمتد إليهم بالخير ومن ذلك ما لاقاه على أيديهم الرئيس المؤمن أنور السادات ، وحسني مبارك ، وعلي عبد الله صالح، وغيرهم ممن حاولوا أن يحتضنوا هذا التنظيم ويوجهوه لخدمة الإسلام وللعمل السياسي المدني».
وتابع«ما صدر عن شباب التجمع اليمني للإصلاح ـ تنظيم الإخوان في اليمن ـ وشيوخه ومشايخه ضد المملكة لأمر مستغرب يسيء إلى دور المملكة العربية السعودية الأخوي الصادق الداعم لليمن، ويضر بالتسوية السياسية التي رعتها حماية لسلامة اليمن وأمنه واستقراره ووحدته».. مضيفاً أنه بات من الواضح «أن الدوافع التنظيمية للاتحاد العالمي للإخوان لا تراعي أية مصلحة وطنية أو محلية أو إقليمية أو قومية بقدر الاهتمام بنزعات السيطرة التنظيمية الإيديولوجية ولو على حساب الأمة العربية والإسلامية، بل إن الإخوان مستعدون للتحالف حتى مع الشيطان ومع أعداء الأمة تحقيقاً لمطامعهم السياسية الدنيوية».
أخبار متعلقة