هي ساعة لا تنفع معها مواقف الـ«بين بين»، لا تنفع معها أصوات هؤلاء الذين يضعون الجلاد والضحية في سلة واحدة، هي ساعة لا ينفع معها الذين يذرفون الدموع على فض اعتصام رابعة والنهضة، وتتحجر دموعهم على دم جندي يسقط غدراً، هي ساعة لا ينفع معها ألسنة تنطق بحكم العسكر، فنحن أمام حرب ضد الإرهاب، فإما دولة يحكمها القانون العادل، وإما غابة تحكمها فتاوى الضلال والظلام، هي ساعة لا تنفع معها أصوات تدعي الكلام عن حقوق الإنسان، في الوقت الذي تعطي فيه دعاة الإرهاب جواز المرور لارتكاب جرائمهم.أمس قتل الإرهابيون 25 من جنود الأمن المركزي في سيناء، 11 مسلحاً استقلوا 4 سيارات دفع رباعي، واستوقفوا سيارتين تقلان الجنود، وقام 6 منهم بإمطار السيارتين بالنيران، ومنع الباقي وصول سيارات من الطريق قرب مكان الحادث وهربوا عقب تنفيذ الجريمة، كان الجنود يرتدون ملابسهم المدنية في طريقهم إلى مكان خدمتهم الساعة السابعة، وأنزلهم الإرهابيون بالقوة، وقاموا ببطح الجنود صفاً واحداً على الأرض وإطلاق النار عشوائياً عليهم.أي دين وأي شرع يجيز هذا الجرم؟، الجنود الذين تم قتلهم كانوا في طريقهم لأداء الواجب الوطني، الواجب الذي يصون عرض وأرض كل مصري بمن فيهم هؤلاء الذين يضعون الجلاد والضحية في سلة واحدة، بتنظيراتهم الفارغة، وأقوالهم التي تماهي أمريكا والغرب، هؤلاء هم شهداء الواجب، هؤلاء هم الذين يلبسون سترتهم كي يجعلوا نومنا هادئاً، هؤلاء هم الذين يفضحون كل من يلمح قولا بتشجيع الإرهاب.يذرف التركي أردوغان الدموع على «إخوانه»، لكنه يصمت أمام جريمة من هذا النوع، كلما نفذ الأكراد المسلحون جريمة ضد شعبه التركي، يستدعي جيشه لتأديبهم، لكنه يبكي بدموع التماسيح، كلما أقدم جيش مصر وشرطتها على أداء واجبهما في محاربة الإرهاب، فليذهب أردوغان وزمرته إلى الجحيم، مادام يمضي في طريق تشجيع الجرائم ضد المصريين، أردوغان لا يريد أن تقوم لمصر قائمة، فاستقلالها وكرامتها تعني ألا ندور في فلك تبعيته وأطماعه.تذرف أوروبا الدموع على «إخوانها» بجيشهم الإرهابي، لكنها تصمت أمام جرائم من نوع جريمة رفح، فما هذا المجتمع الدولي الذي يرى الأمور من زاوية مصالحه الخاصة؟.نحصد الآن مرارة حكم مرسي الذي سمح وساعد وسهل دخول الإرهابيين إلى سيناء برعاية دولية، حتى يتم تنفيذ المخططات اللعينة لسلخها عن مصر، في جريمة قتل ضباط قسم كرداسة، والتمثيل بجثثهم، تقول الشهادات أن وراءها واحد من الإرهابيين الذي أفرج عنهم مرسي، وجرائم الإرهاب التي تقع في سيناء وراءها هؤلاء أيضاً، فهل كان مرسي يعد العدة لإرهاب المصريين لو رفضوا حكمه؟، هو سؤال تجيب عنه الجرائم الحالية، كانت الجماعة تتحدث عن حكم أبدي للمصريين، وكان هو يتحدث عن أن حياته ثمن الشرعية.تؤكد الدلائل الآن أن حديث الجماعة عن حكمها الأبدي للمصريين، وحديث مرسي عن الشرعية، كان طريقه واحدا، طريق العنف والدم، طريق الإرهاب بقتل المصريين، هي ساعة لا ينفع معها مواقف الـ«بين بين»، لا ينفع معها أنصاف المواقف، لا ينفع معها أن تضع الجلاد والضحية في سلة واحدة.
جريمة رفح والمواقف الـرمادية
أخبار متعلقة