هناك مثل شعبي عدني يردده الناس في الجنوب يقول: (إذا فلس البينيان فتش على دفاتره القديمة)، وهناك مثل شعبي يردده الناس في الشمال يقول: (من تحيرف ذكر دين ابوه) ذكره القاضي المؤرخ إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (الأمثال اليمانية) وشرح معناه بأن (تحيرف) اصابه الحراف بلهجة صنعاء أي الافلاس والفقر وقد أورد المؤلف رحمة الله هذا المثل بعدة صيغ اخرى متقاربة ومتشابهة مع المثل المذكور اعلاه منها (إذا فقر البدوي ذكر أو تذكر دين أبوه) ويضرب هذا المثل لمن تضطره الحاجة إلى الرجوع إلى الماضي ليلتمس فيه ما يستر حاجته ويواري فشله، ومثله قول البحتري: من امارات مفلس أن تراه [c1] *** [/c]موجفاً في اقتضاء دين قديمومن صيغ المثل السابق (ومن تفقر حقد دين ابوه) وحقد بمعنى (تذكر) (ومن فقر دور قواعد ابوه) و (دور) بمعنى (بحث)، وقواعد ابوه: الوثائق والمستندات. تذكرت هذه الامثال الشعبية بعد ان قرأت مقالاً للأخ نجيب قحطان الذي نحبه ونحترمه ونقدر والده قحطان الشعبي ذلك الرئيس القومي العروبي الغني عن التعريف المشهور اسمه في التاريخ العربي القديم وفي الثقافة ومعاجم اللغة وقواميسها بأن قحطان هو أبو اليمنيين أو جدهم القديم أما (نجيب) الابن فقد تسمى بهذا الاسم المتفاءل به بالنجابة التي هي مصدر الرجل النجيب أي: الكريم لانه كرم حسبه وحمد في نظره وسمعه وقوله أو فعله أو رجحان عقله فهو نجيب والنجيب هو الفاضل والنفيس في نوعه. هكذا أوردت المعاجم العربية وقواميس اللغة العربية معنى نجيب عندما قمنا بالتفتيش في أوراقنا القديمة ونحن بصدد التعقيب على مقال الأخ نجيب الآنف الذكر تأسياً واقتداء به حين شعر بالافلاس فرجع يفتش في أوراقه القديمة فلم يجد إلا ان يتذكر مآثر والده الفاضل قحطان محرر الجنوب وصانع الدولة الجنوبية وان هناك نفراً من الشماليين قاموا بالسطو على هذه المآثر ونسبوها لواحد منهم على غفلة من الناس وهو الذي اكتشف ذلك وسيلجأ إلى القضاء والمحاكم لمقاضاة هؤلاء القراصنة الشماليين الذين يتزعمهم رئيس تحرير صحيفة (14 أكتوبر) ونائبه، فلا ينبغي لمن هذه أوصافه ونعوته ومعنى اسمه وسمته ان يحقد على أحد أو يبغض أو يشتم آخر ويفضح أو يعري أو يقبح أو يتتبع زلات (فلان) وأخطاء وعيوب (علان) أو يتصيد هفوات (زعطان) أو (فلتان) أو يبخس الناس اشياءهم أو ينازعهم حقوقهم أو يدخل معهم في حيص بيص ومناكفات ومكايدات ومفاحسات لا تجدي ولا تقدم أو تؤخر وكأنها من الجدل العقيم بل عليه ان يترفع ويسمو فوق كل ذلك حتى لا تؤثر أو تخرم مروءة النجابة التي يتصف بها وان يحافظ على تطابق القول والعمل مع أوصاف هذه النجابة والحسب والكرم والفضل والرفعة لكي يظل في عقول الناس وأحاسيسهم هو ذلك الشخص المطابق اسمه لمسماه أو كما يقولون اسم على مسمى لكن الذي قرأناه وشاهدناه ان ابن الرئيس السابق قحطان طيب الله ثراه أظهر سلوكاً مغايراً لاسمه النجيب حين زعم بأن والده قحطان تغمده الله بواسع رحمته هو مؤسس وصاحب فكرة صحيفة (14 أكتوبر) وليس الشهيد عبدالباري قاسم وزعم هذا النجيب بأن شلة من الشماليين يتزعمهم الأستاذ أحمد الحبيشي ونجيب مقبل قد اغتصبوا مآثر الرئيس الراحل دون ان يشفع كلامه هذا بدليل واحد مقنع سوى ان والده قحطان قد أصدر قراراً رسمياً بتأسيس الصحيفة وهذا لا يصلح دليلاً مقنعاً وهو مردود على صاحبه لأنه ليس بالضرورة ان يكون أي قرار جمهوري صادر من صاحب القرار يعني بانه هو صاحب الفكرة الأولى التدشينية لأنه أولاً رئيس للجمهورية ومشغول بقضايا الوطن الكبرى. ولم يكن صحفياً أو محرراً من قبل حتى يكون هاجسه إصدار صحيفة أو مجلة أو مطبوعة لانه مشغول بهموم الناس وبقضايا استراتيجية كبرى وبناء الوطن ووضع خطط وبرامج للمستقبل أكبر من اصدار صحيفة أو وسيلة إعلامية برغم أهمية مثل الصحيفة أو تلك المطبوعة بالنسبة لدولة وحاكم ورئيس بلاد فلم يتبق إلا ان يقوم أحد المبدعين في مجال الإعلام والصحافة المتخصصين بتقديم تصور أو مقترح أو مبادرة لفكرة إنشاء أو تأسيس أو ابتكار أي شيء أو عرض مشروع معين على رئيس البلاد أو ولي الأمر فإذا لاقى هذا المشروع أو تلك الفكرة استحساناً أو قبولاً من قبل الأخ الرئيس اصدر بها قراراً رسمياً وتصبح نافذة من تاريخ صدور ذلك القرار وان لم يتم قبولها أو رفضها فإنها تموت ولا يسمع عنها أحد. وإصدار قرار رئاسي أو جمهوري باصدار صحيفة (14 أكتوبر) أو غيرها لا يعني من قريب أو بعيد أن صاحب فكرة إنشاء الصحيفة هو رئيس الجمهورية صاحب ذلك القرار لانه لو زعم الرئيس بأنه صاحب الفكرة فإنه في هذه الحالة يكون قد هضم وصادر جهود وحقوق الناس المعاونين له من أبناء الشعب وجحد ابداعاتهم ومبادراتهم ومساهماتهم في بناء وتطوير وازدهار البلد الذي يحكمه واصبح هو الرجل الملهم والوحيد داخل الوطن الذي اختزل كل منجزات الوطن في شخصيته بسبب احتكاره وتسلطه هذا واستبداده والرئيس قحطان بريء من كل ذلك فلم ينسب لنفسه هذا الحق الذي يدعيه ابنه (النجيب).كنا نأمل ونتمنى من الأخ نجيب ان ينشغل بقضايا وطنية كبرى مثل التفكير بايجاد حل للقضية الجنوبية أو يفكر بايجاد مخارج لأزمة البلاد بدلاً من ان يضع نفسه في مكان ينظر منه إلى اواصر الرحم بين الأخ في شمال الوطن وجنوبه نظرة عنصرية حاقدة وبغيضة وكان ينبغي له في الوقت الراهن ان ينظر إلى العالم من حوله كيف يتحول من كون وعالم فسيح ودول كبيرة وصغيرة متناثرة إلى قرية وكون مصغر متشابك المصالح والروابط والاتفاقيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية في زمن العولمة أو العالم شبه المتجانس في مأكله ومشربه وملبسه وثقافته. وكان ينبغي على الأخ نجيب ان يترفع ويسمو فوق الجدل العقيم الذي يدل على الافلاس والخواء وتبادل الكلمات النابية والملاسنة والتجريح والاستهزاء والمناكفات والمفاحسات والمكايدات ولغة التحريض ضد من هو من شمال الوطن من اجل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وهذا واضح من هجومه على صحفي مهني اسمه احمد الحبيشي ونائبه نجيب مقبل لان اسميهما يذكران بشمال الوطن في نظرة عنصرية ومناطقية ضيقة وكريهة تتنافى مع مواصفات الرجل المتصف بالنجابة التي شرحناها في مقدمة مقالنا هذا. ونود ان نذكر الأخ نجيب قحطان بأنه لو فاز في الانتخابات الرئاسية على الرئيس السابق هل كان الشعب باكمله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه سيقول عنك هذا هو الرئيس المناسب صاحب بعد النظر وصاحب النظرة المستقبلية والمشاريع العظيمة والتاريخية الفذة والاستثنائية العملاقة والجبارة ورجل التنمية والازدهار وصاحب المبادرات الخارقة والمذهلة ورجل المرحلة أم سيقول عنك هذا رجل الزعم والادعاء والافتراء تحت مبرر البحث عن الحقيقة وهذا شعار حق ولكن يراد من ورائه باطل.
|
آراء
تعقيبا على مقال (يكفي سرقة من مآثر محرر الجنوب وصانع الدولة الجنوبية)
أخبار متعلقة