الكل يعرف عن الماضي هنا في المحافظات الجنوبية والشرقية من بعد خروج الانجليز حتى تمت الوحدة. كان الاقتصاد شموليا خاصا بالدولة بينما التجار محاربون ويصادر عليهم أي شيء يريدون استيراده لإنعاش أنفسهم.كان حظي في طفولتي انني شقيت مثل كثير من الأسر العدنية البسيطة التي كانت تسعى جاهدة لكسب بعض الرزق ببعض الحرف البسيطة، والتجار كانوا ضائعين يصادر عليهم أي شيء يشترونه من أموالهم على أنه تهريب وظل الحال هكذا.قبل يومين جاءني طفل لا يتجاوز عمره 13 عاما وسألني يا عمو أريد أن آخذ ملابس من محلات الجملة وأبيعها في السوق ساعدني أو دلني على أماكنهما؟. ومن سؤاله هذا تذكرت طفولتي التي كانت علما وعملا كنت ادرس وبعدما اعود من المدرسة آخذ «كيس نعنع أو شنجم (لبان) » أو آيسكريم كانت تعمله والدتي في ثلاجة صغيرة وتعلمت ان الحياة تعب وكان حال البلد في الجنوب مغلقا إلى ابعد الحدود.من يرتب حال الناس الذين يريدون أن يتعلموا فن التجارة من بيع وشراء كيف لهم أن يدخلوا السوق ويتعلموا، والمحلات التجارية ايجاراتها مولعة بسبب اخواننا من المناطق الاخرى الذين أتوا وطمعوا الملاك وقيدوا أبناء عدن فلا يستطيع أي شاب أن يتقدم لايجار محل خوفا من الفشل وعدم القدرة على سداد المستحقات للملاك والدولة.سؤال الطفل انعش في داخلي ألما وتفاؤلا لماذا لا يتم مساعدتهم حتى يتمكنوا من تحقيق هذه الأمنية التي يحلمون بها؟، اما إشغالهم بمقاهي الانترنت والجلوس في الحارات ومجالسة أصدقاء السوء وضياع أوقاتهم دون فائدة فهذه خسارة يجب إيقافها والكثيرون يفرحون بها رغم أنها تبعدهم عن أبواب الرزق.ساعدوهم في أرضهم ومحافظتهم ومكنوهم وشجعوهم على ما يتمنونه من أجل حياة سعيدة يأملونها ومن أجل لقمة عيشهم. لابد من دراسة مثل هذه الأمور. أما ان نتفرج ونحن يعبث بنا فهذه مؤامرة هدفها إضعافنا وتبديد آمال هذا الطفل الذي أتى من أجل أن يشق له طريقا لانه أحس بمرارة وقسوة الحياة فخرج من داخل منزله لما رآه من ضعف في جيب والده والله يعلم بحاله.لا تضيعوا الناس بل ساعدوهم واجعلوهم يتمكنون من بلوغ ما يتمنونه.
آمال صبي
أخبار متعلقة