واشنطن / متابعات :قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لن تعلن أن حكومة مصر أطيح بها في انقلاب، مما يسمح لأميركا بالإبقاء على المعونة العسكرية والاقتصادية لمصر، التي تبلغ قيمتها 1.5 مليار دولار سنوياً.وأطلع وليام بيرنز، المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الأميركية، المشرعين على الأمر في جلسات مغلقة الخميس 25 يوليو ، بعد يوم واحد من إرجاء أميركا تسليم أربع طائرات من طراز إف - 16 إلى مصر، وهذا هو الإجراء الأميركي الأول منذ أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي وسجنه وعلق العمل بالدستور في الثالث من يوليو.وبحسب تقرير بثته وكالة "أسوشيتد برس"، كانت الإدارة الأميركية قد واجهت الكثير من الصعاب لتبرير عدم الإعلان عن وقوع انقلاب عسكري في مصر، وهو الإعلان الذي يدفع إلى تعليق تلقائي لبرامج المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة إلى مصر بموجب القانون الأميركي، وتخشى واشنطن من أن وقف تلك المساعدات سيهدد البرامج التي تساعد في تأمين الحدود مع إسرائيل ومحاربة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وهو ما ترى أنه ذو أهمية للأمن القومي الأميركي، وقال المشرعون إن الإدارة لم تصنف تلك الخطوة على أنها انقلاب، وربما لا تفعل أبداً، وأنها لا تزال مصممة على المضي قدماً في منح مصر مساعدات.ويلقى ذلك قبولاً من الكثير في الحزبين في الكونغرس على خلفية الحاجة إلى دعم الجيش المصري الذي حافظ على معاهدة السلام مع إسرائيل على مدى العقود الثلاثة، لكن هناك معارضين لذلك من بينهم أعضاء مجلس الشيوخ راند بول وجون ماكين وكارل ليفين الذين طالبوا بتطبيق القانون القاضي بوقف المساعدات العسكرية الأميركية لأي بلد يحدث فيه انقلاب عسكري بحق رئيس منتخب، لكن هذا القانون ينص على أنه يقع على عاتق الرئيس أوباما وإدارته وصف الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو.وقال البنتاغون هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة تمضي قدماً كالمخطط بالمناورات العسكرية المشتركة لهذا العام، والتي كانت قد ألغيت في 2011 عقب الثورة التي أطاحت بحسني مبارك، وخلال ثلاثة عقود قضاها مبارك في السلطة كانت مصر حليف الولايات المتحدة الأول في العالم العربي، كما كانت تحتل مكانة الصدارة ضمن مساعيها لمكافحة الإرهاب والعمل على تراجع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط والترويج للسلام بين إسرائيل وجاراتها المسلمة.من جهتها أطلقت جماعة الإخوان عبر أنصارها بالولايات المتحدة، حملة جديدة، تهدف إلى الضغط على الإدارة الأميركية من أجل تقديم العون للجماعة وللرئيس المعزول محمد مرسي.وبدأ (الإخوان) الخميس 25 يوليو من خلال المساجد والمراكز الإسلامية بالعاصمة واشنطن توزيع مظروف بألوان علم مصر، ويحمل عنوان البيت الأبيض واسم الرئيس الأميركي، ويحتوي على رسالة باللغة الإنكليزية مطبوعة على ورق فاخر طبعت عليه صورة الرئيس السابق محمد مرسي.ويطالب الإخوان من خلال رسالتهم الموجهة إلى أوباما بتدخل الولايات المتحدة في الشأن الداخلي المصري، وتتمثل في قائمة تتكون من ثلاثة مطالب، أولها: وقف الدعم العسكري بالكامل عن مصر، وثانياً: مطالبة الجيش المصري بالعودة للثكنات تحت قيادة "رئيسه وقائده" المنتخب، وثالثاً: مطالبة الجيش المصري بالإفراج عن المعتقلين من الصحفيين والنشطاء والقيادات السياسية.ووصفت الرسالة ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري "غير المقبول والمخالف للقوانين الأميركية والدولية"، وقال الموقعون على الرسالة للرئيس أوباما إنهم بصفتهم "مصريين أميركيين" صوتوا لصالح رسالته للتغيير، فإنهم يناشدون الرئيس الأميركي الاستجابة لهذه المطالب.وقام أنصار الإخوان بتوزيع الرسالة، وجمع التوقيعات عليها بعد صلاتي المغرب والتراويح، بعدد من المساجد بالولايات القريبة من العاصمة واشنطن، ومن بينها مسجد "دار الهجرة" في ولاية فرجينيا، والتي تضم عدداً كبيراً من المصريين حاملي الجنسية الأميركية.وشهدت واشنطن، عقب عزل الرئيس مرسي، تظاهرات للإخوان وأنصارهم أمام البيت الأبيض، ترفع الأعلام الأميركية ولافتات بالإنكليزية تناشد أوباما التدخل لإنقاذ مرسي ودعمه لعودته إلى منصبه.
مسؤولون أميركيون: ما حدث في مصر ليس انقلاباً
أخبار متعلقة