كرة النار تتدحرج في مصر والاحداث اليومية تسير أو يختطفها طرف واحد, بامعان للسير باتجاه مستنقع الفوضى والعنف ..اذ بات فقه الضرورة « الضرورات تبيح المحظورات»..هو السائد في تناول الاحداث في «المحروسة» لاستعادة ما يسمى ((الشرعية)) الديمقراطية والدستورية..فيما يلاحق مصير العودة الى سراديب العمل السري واستراتيجية العنف التي تمعن وتصر على انتهاجها وممارسة أحداثها كما هو الحال في سيناء.فرفض الجماعة الدخول في العملية السياسية التي ستشهدها المرحلة الانتقالية اليوم هو اصرار على اخراج نفسها من المشهد السياسي الذي لن يكون لفترة وانما لسنوات وعقود ربما,واقصاء نفسها بنفسها..وانتحار سياسي في ذات الوقت..فبامكان الجماعة أن تحقق هدفها وتعود الى واجهة المشهد السياسي والسلطة اذا كانت واثقة من نفسها ومن قدراتها ومن فكرها الديمقراطي ومطالبها المدنية كما تدعي فعليها خوض غمار المرحلة الانتقالية لا التواري في الزاوية التي حصرتها ثورة 30يونيو فيها..أرى ان مصر لن تستقر وتهدأ اوضاعها الا بتسريع خطوات خارطة الطريق التي اعلن عنها الجيش ,وعلى رأسها المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والجلوس على طاولة واحدة لتسوية وترميم الخلافات ورأب الصدع الاجتماعي.. فالمرحلة صعبة جداً, والأيام عسيرة خصوصاً مع اعتلاء منابر التحريض والدعوات الجهادية والتناحر والاقتتال وحالة الاستقطابات الواسعة,الاولى من نوعها,وتداعي الحركات «الجهادية» الانتحارية من بلدان العالم وتشكيل مجلس حرب،ونوايا الصدام مع الجيش في سيناء والقاهرة وعدد من المناطق وأحداث انقسام في وحداته عبر مايسمى (خلط الأوراق)،بل انه بات الهدف الأساس وأيضاً «الأمل الأكبر » الذي وافق عليه اجتماع اسطنبول للحركة مؤخراً لاستعادة الشرعية «المزعومة» وعودة حكم «الإخوان» المنهار..لن يقتصر الأمر على ذلك بل سيمكن قوى دولية «كتركيا» على سبيل المثال من التدخل ودعم المتطرفين لانهاك الجيش المصري العريق, وقد سمعنا وقرأنا الاخبار عن القاء القبض على مهربي أسلحة تركية والقبض على شحنات متنوعة وأيضا تصريحات رئيس وزراء تركيا «أردوغان» الاستفزازية وكأنها معركته ويطالب بالتدخل الدولي لوضع حد واعادة مرسي وشرعية الاخوان..وذلك ليس الا بداية لكثير من التدخلات التي سيكون لها الاثر الكبير في ارتطام أمواج الساحة المصرية,ما سيصب نهاية الامر في دائرة المصالح و المخططات الغربية بتفكيك قوة الدول العربية والاسلامية وماتبقى من جيوشها ومما يجمعها ويوحدها..اعتقد وكثيرون أيضاً انه ليس أمام (الاخوان) سوى الهروب الى أحضان التسوية التي ستكون نتاج الأحداث وعملية التصعيد الدائرة اليوم على الميادين وبالذات في سيناء,,وعلى الجماعة والعض على هذه التسوية «المتوقعة» لمشاركتها في المشهد السياسي القادم..وعلى الجماعة ألا تضيع فرصة كهذه اعتقد انها قدمت على طبق من ذهب «ثوري شعبي خالص»بامكانه ان يعيدها مرة أخرى الى المشهد..وربما الحكم..وعدم التخاذل ان كانت تؤمن بما تدعيه وبما تدافع عنه اليوم وتطالب باسترجاعه..فعودتها للحكم واسترجاع شرعيتها هو في التسليم بالامر الواقع والتعامل معه وفق استراتيجية القبول بالآخر وعدم الاقصاء ..والاستفادة من الدروس والعبر السياسية...!![email protected]
(الإخوان).. الهروب إلى أحضان التسوية..!!
أخبار متعلقة