رواية
الفصل الخامس/ الجزء العشرونظل الصمت يسود على المكان حتى تمتمت إسراء في رجاء :-أرجوك أن تسامحني يا مدحتنظر إليها مدحت طويلا والتفت حسن إلى أخته قائلاً :-هيا يا منال ... لقد انتهى كل شيء، دعينا نغادر البلاد، احضري ابنتك ارتجف جسد مدحت فجأة وهو يلتفت إلى حسن، فابتسم حسن مجيباً:-اعتقد انك لم تعد تصلح لأن تظل أبا مغفلاً لطفلتك بعد الآنوتحرك حسن باتجاه الباب ولكن مدحت استوقفه بإشارة من يده وهو يسأله :-أين الخاتم يا حسن ؟ابتسم حسن وهو يجيبه :-لقد غادر البلاد يامدحتجمع مدحت كل كل غضبه ومقته في لكمة أطلقها في معدة حسن وهو يصيح في جنون :-أيها الحقيرسقط حسن على أرضية الحجرة مطلقا صرخة الم ومنال تصيح في وجه زوجها :-هل جننت يا مدحت قفز مدحت باتجاه حسن الملقى على الأرض وهو يصيح :-سأقتلك يا حسن ... سأقتلكوانهال عليه باللكمات حتى انفتح باب الحجرة في حركة مباغتة، ودخل الحجرة ستة أشخاص بزات بذات سوداء وأحدهم يشهر مسدساً باتجاه مدحت وحسن وهو يصيح:توقفوا فورا .... مباحث الآثار**********تجاهل مدحت نداء الضابط وانهال باللكمات على وجه حسن حتى انتشله اثنان من الضباط بالقوة من عليهونهضت إسراء تلتقط هاتفها المحمول لتقرأ رسالة أختها مرددة في فرحة :-مباحث الآثار ... هذا يعنى انه .. أن قاطعها الضابط بإيماءة من رأسه :-اطمئني، أختك قامت بدورها على أكمل وجه ياسيدتى ثم أشار إلى احد الرجال فاصطبحها إلى الخارج ، وثارت منال وهي تصيح في هستريا :-أيها الوغد ... أيتها الخائنة ... أيها الكلابفأشار الرائد إلى رجاله، فتوجه رجلان إليها ليحملاها خارجا وقد ساد الهرج والمرج القاعة وانطلقت الطفلة تركض خلف أمها باكية، فأسرع مدحت يلتقط ابنته بين أحضانه، والتفت الرائد إلي أردف قائلاً :-لقد هبطت الطائرة منذ خمس دقائق في مطار شرم الشيخ والقينا القبض على المهرب يا سيد مدحت، لكن الأمر لن يعفيك تماما من المساءلة القانونية لإخفاء ذلك الخاتم الذي يعود إلى الدولة الفاطميةرفع مدحت عينيه الدامعتين وهو يومئ برأسه في مرارة :-انه ملكية خاصة لأجدادي يا حضرة الضابط ، ولا يمكنكم مساءلتي عن ميراثي.هز سامر رأسه متفهما وبإشارة أخيرة من الرائد أرغم الرجلان المتبقيان حسن الصواف على النهوض وهما يقودانه إلى باب الحجرة وقد تراص الضيوف يراقبون المشهد في خوف وترقب .وفجأة، انســل حسن من بين الرجلين واستل مسدسه في سرعة ومهارة .وانطلقت الرصاصة تشق المكان.***********ارتفعت الصرخات في القاعة بعد صوت الرصاصة وتدافع الجميع باتجاه الباب .وفي الخارج شهقت إسراء وهي تصرخ باسم مدحت قبل تفقد الوعي، وصاحت منال كالمجنونة باسم أخيها وهي تحاول أن تتخلص من معصم الرجلين ولكن دون جدوى حتى انهارت وهي تبكي.وماهي إلا لحظات وظهر حسن الصواف وهو يغادر بصحبة الرجلين والدماء تغرق يده اليمنى ليلقوه في سيارتهم وتنطلق سيارتهم بسرعة ليخرج بعدها الرائد وهو يسير بجوار مدحت وهو معافى فنهضت منال تصيح في جنون مطبق : -أنت الخائن، اقبضوا على هذا الخائن، انه السبب في كل هذاتوقف الرائد وهو يرمقها بنظرة صارمة وتقدم باتجاهها مباشرة :-أنت متهمة بتهريب قطعة أثرية نادرة خارج البلاد، وعقوبتها قد تصل إلى الإعدام، اعتقد انه يجب أن تشغلي تفكيرك بهذا أنت وأخوك .تجمدت منال للحظات وارتجفت شفتاها، لتنهال الدموع من عينيها قبل أن تسأل الضابط :-أبنتي، أريد أن أرى ابنتي.تأملها سامر قليلا ثم أشار بيده إلى رجاله فانطلقت السيارة .معلنة نهاية الصراع وإغلاق الملف القضيةإلى الأبد.يتبع.....