في لحظة تقف على بُعد خطوة من حرائقك الداخلية, تقف مشدوها وأنت مازلت ذلك الخارج من نكساتك اليومية والتي لا تنتهي بين حُطامات وقلق يومي ليومئ لك أنك مازلت قادراً على سرد تفاصيل كثيرة , عن مساءات المهجر, وعن يوميات الثورة, وعن الذاكرة التي ترصد إيقاع الأيام بقلب صلد.تعتقد أن ما تمر به هو كمين لمساء عابر وسوف يأخذ معه كل قلقك لـتبدأ في صباح آخر بقلب نابض جديد , تعيش أكثر من تفاصيل وهواجس يومية .فقط أنت مشحون بهاجس إنساني يتعدى ظروفك التي لا تقبل سوى القسمة على مرارة شظف عيش وحُلم العودة بأقل التكاليف المُمكنة .كُل ما تكتبه تكتشف به دُروباً أكثر وأعمق في إحراق هاجس الخوف في كُل ما يدور حولك وعدم قُدرتك على اختراق واقعك الفج كي تعيش بتكاليف أقل وبأقل المرارات المُمكنة .تعيش الوجع واقع يومي , وترى في الموت أكثر من خيارات مُتاحة في مناخ مسنون .بلا شك أن مساءات الغُربة خادعة ومؤلمة , وعليك أن تُفتش معها عن كُل ظروفك وعن خفايا مراكزك الأعمق .فقط أن تعيش بجُزء من إخفاقك , بجُزء من إنسانيتك كي تُوزع ذاتك على أكثر من أفق .فـهُنالك من ينتظر منك أكثر من عائد في الحياة , أكثر من التزام عليك أن تفي به كي يتم تقييم هروبك من بلدك بالمُربح .لم أعرف يوما ما أي لحظة مُربحة , ورُبما أرى في صخب جون لينون في الكتابة وفي العواء وفي مُمارسة العبث مع الموسيقى جُزءاً من الهُروب اليومي من الأعباء التي نحملها .لا تستطيع أن تقف في لحظة أمام ظروفك بكل جدية , فمثلما العودة مُخيفة أيضا البقاء غير قادر على انتشالك وانتشال ما جئت لأجله ذات يوم .نشعر كُلنا المتضامنين مع التعب أن هُنالك من خدعنا ذات يوم , من أروى بـبُكائنا وآلامنا وتعليمنا الذي آمنه فيه يوما ما بأنه سوف ينتصر على كُل الأرق على الفقر وسوف يمنحنا صفاء أكثر في التعامل وتفكيك مُعادلات الواقع .الخداع هذا يمتد أكثر , والتزوير في حياتنا سرق منا أشياء كثيرة بدءاً من أن الوطن وصولا إلى تفاصيل يصعب سردها في مقال عابر .لا تستطع أن تمضي وخلفك المُلتهب يضرب في أعماقك ويمنعك من تعيش مثل الآخرين , يمنعك عن السُكوت ومضغ ما تؤمن به .لا تستطيع أن تُشخص ما الذي يجري أمامنا....؟.ما الذي خُلقنا لأجله بجانب الأنين والمُعاناة والهجرة اليومية بين الكلمات والسفر في لحظة إيمان قمعي .الوقت يمر بسرعة خاطفة وأنت لم تستطع أن تُرتب أوراقك الأكثر ذبولا , 4 سنوات كفيلة بأن تمنحك لحظة شيب في الأفكار , 4 سنوات كفيلة بأن تمنحك خوفاً يستبدك في أشد اللحظات حُلكة .ليس من السهل أن تعيش هذه الحياة بأكثر من وجه بأكثر من حُروف توزعها على أكثر من شِريان وأكثر من وريد .تضيق بك خارطة التعب كُل يوم , وتُحاصرك الأوهام وتصبح الأحلام مُجرد خدعة يومية عليك أن تشحن ذاتك بها كي تقوى على الاستمرار أكثر, كي تقوى على الصمود أكثر في أشد الخيارات صعوبة . كي ترى في الموت الذي تعيشه جُزءاً إن لم يكن كل الواقع وكل الظروف التي تعيشها ... Jalal_helali@[email protected]
عندما يصبح الموت جزءاً من الخيارات اليومية المُتاحة
أخبار متعلقة