أ .خالد سيف سعيدالمنلوجست الفنان فؤاد يحيي الشريف والمعروف فنياً بـ(فؤاد الشريف) من مواليد مدينة عدن في العام 1935م ... هو عملاق الفكاهة الغنائية في اليمن...(فن المنلوج) فن من نوع آخر من الغناء يعالج قضايا أو ظواهر اجتماعية شاذة بطريقة موضوعية وسخرية.ويصف فناننا الراحل محمد مرشد ناجي رحمه الله وطيب ثراه فن المنلوج في كتابه ( أغانينا الشعبية ) قائلاً:(إن فن المنلوج.. فن شعبي جميل يمارسه كل شعوب العالم ... وأن سر جماله أنه يجمع بين البساطة والعمق في آن واحد ... وأن لفن المنلوج رسالة يؤديها كسائر الفنون... وأشهرهم بعدن عمر محفوظ غابة، فؤاد الشريف فنانان ساخران أبدعا في فن المنلوج من خلال انتقادهما للناس ولظواهر اجتماعية شاذة من صميم واقع حياتنا).والمنلوجست فؤاد الشريف أبدع في فن المنلوج من خلال أدائه المتميز وحركاته الجميلة والرائعة مع إيقاع الموسيقى إلى جانب قفشاته الفكاهية التي تسعد جماهيره ومحبي فنه، فقد قدم المنلوجست عدة أعمال فنية في الحفلات والسهرات الموسيقية الفنية التي كانت تقام على مسرح البادري بكريتر في المناسبات والأعياد في بداية الستينات مع كبار الفنانين أمثال: أحمد قاسم، محمد مرشد ناجي، محمد محسن عطروش، محمد عبده زيدي، محمد صالح عزاني، وصباح منصر، محمد سعيد منصر وغيرهم، كما كان يصاحب الفنانين في حفلاتهم الفنية الغنائية في خارج اليمن (السعودية، جبوتي، لبنان، ولندن وغيرها من الدول)ومن أعماله في فن المنلوجست التي غناها لشعراء كبار كلطفي جعفر أمان، أحمد شريف الرفاعي وغيرهما. منولوج من تأليف الشاعر لطفي جعفر أمان (والف على الزنقلة) وقام بتلحينها الفنان أحمد قاسم يقول مطلعها:والف على الزنقلة[c1] *** [/c] من ساعة الهندول زباط وراء زباط[c1] *** [/c]تقول ادخل جول واللي يقلي أسكت[c1] *** [/c]اسكت له مش معقول افك له زيتي [c1] *** [/c]لما اصنجه على طول واللي يحايل بي [c1] *** [/c]ويزوع في الهندولالعب بيداته [c1] *** [/c]ازيد من الفوت بول بعدين لما كبرت[c1] *** [/c]طبعاً ورحت الاسكول جننت لك بالعيالـ[c1] *** [/c]وجمعتهم في الهول.... الخأما الشاعر أحمد شريف الرفاعي فكتب منلوج (الهربة منك سنة) تقول مطلعها:الهربة منك سنة والمسكة مني يومبعدين تشرف مش بس عتاب أو لومتعرف تخرج سلفتعرف تخرج دين من غير ألم أو أسففين با تروح بس فين ... الخومن المنلوجات الكثيرة التي قدمها المنلوجست فؤاد الشريف وكانت تعالج قضايا ومشاكل اجتماعية ( البلدية، مش بطال، المرة غثت بحالي، ابو دم ثقيل، كركر جمل، الزار، القات، ياناس حلوا المشكلة، امنعوا الهجرة، سير ياطير سير، يا مجلس تشريعي، مرضوح ماعندي عمل ) وغيرها من المنلوجات الغنائية والمعبرة عن معاناة وظواهر اجتماعية من صميم الواقع المعيشي والتي قام بأدائها بكل جدارة واقتدار في مجال فن المنلوج وحققت انتشاراً واسعاً. في العام 64م تعرض المنلوجست فؤاد الشريف لحادث (حادثة انقلاب الأرسي) وكان بصحبة مجموعة من الفنانين والعازفين أثناء توجههم إلى ولاية الفضلي للمشاركة في احتفالات فنية، وهم عوض أحمد، عبد الكريم توفيق، محسن أحمد مهدي، المنلوجست عمر غابة، نديم عوض، المسلمي، علي فقيه (توفي في الحادثه) صلاح ناصر كرد (توفي في الحادثة) حيث أصيب المنلوجست فؤاد الشريف بأصابات طفيفة في وجهه (انظر صحيفة الاخبار 1964م).ظل المنلوجست فؤاد الشريف متربعاً الساحة الفنية في مجال فن المنلوج في الستينات دون منازع أو منافس إلى أن ظهر(مهندس الميكرفون والاسطوانات التسجيلية) المهندس علي حيدرة عزاني الذي خاض مجال الغناء (أي فن المنلوج) ليتحدى المنلوجست فؤاد الشريف في الحفلات الفنية ولكنه لم يستمر أو يستطع مجاراة المنلوجست فؤاد الشريف وفي أحد اللقاءات الفنية التي أجرتها صحيفة الأخبار مع المهندس العزاني وجه مندوب الصحيفة حينذاك محمد شفيق سؤالاً: قائلاً: من تعتقد أجمل العين أنت أم فؤاد الشريف؟أجاب العزاني قائلاً: الجمال صفة لا يتمتع بها فؤاد الشريف... ولكنه على كل حال أصغر مني في السن (انظر صحيفة الأخبار العدد 18.493 نوفمبر 64م ).كما ظهر أيضاً المنلوجست عثمان عبدربه ليكون منافساً في هذا المجال عندما أبدع في المنلوج (الأبله طويلة) مما أثار ضجة فنية في أوساط الجمهور، وأعتقد أنه سيكون منافساً للمنلوجست فؤاد الشريف ولعبت الصحف الفنية حينذاك دوراً كبيراً في إثارة الضجة الفنية والتنافس الفني، وفي مقابلة صحفية للمنلوجست عثمان عبد ربه تحدث في رده على سؤال مندوب الصحيفة .. ألم يظهر بعد المنلوجست الذي ينافس فؤاد الشريف؟أجاب قائلاً / أظن أن هذا صحيح.وأنت؟أجاب قائلاً : أنا اختلف عن فؤاد الشريف فأنا لي مدرس ، وهذه المهنة تمنعني من أن أظهر بالمظهر الذي يظهر به فؤاد الشريف من حيث الحركات التي يؤديها عند أداء المنلوجات .. ولا استطيع أن أؤديها أنا .. وأظن أن هذه المهنة أثرت على اتجاهي الفني ، من هذا تجدني أحافظ على وقاري كمدرس أثناء تأديتي المنلوجات ، حتى أن إدارة المعارف استدعتني يوماً ما حول اتجاهي الفني في فن المنلوج.وفي لقاء فني - دردشة فنية مع الفنانة أم الخير العجمي أكدت قائلة:”لا لا أظن أنه ظهر من ينافس فؤاد الشريف وقبل أن نصدر مثل هذا الحكم على فؤاد الشريف علينا أن نقارن بين فنه وفن عثمان عبدربه سنجد الفرق كبيراً بينهما وذلك يجعلنا نقول أن عبد ربه لا يستطيع منافسة المنلوجست فؤاد الشريف” ( أنظر صحيفة الأخبار 13 نوفمبر 1964م)وينبغي الإشارة إلى أن الفنانة أم الخيرالعجمي رحمها الله وهي ضمن حلف ثلاثي غنائي في زمن الفن الجميل وسمي بـ “ الثلاثي اللطيف” ويضم الفنانات صباح منصر ، رجاء با سودان ، أم الخير العجمي .. والثلاثي اللطيف كان يشارك في الحفلات والسهرات الفنية التي كانت تقام على المستوى الداخلي والخارجي حينذاك.في بداية الستينيات ظهرت شائعات عن جنية العقبة “امرأة تنزل من العقبة ولها أرجل حمار” ، ونشرت الصحف العدنية حينذاك كثيراً عن جنية العقبة فالبعض يؤكد وجودها ، البعض الآخر ينفي وجودها ، مما سببتذعراً لدى المواطنين ، حيث نشرت صحيفة الأخبار خبراً بالمناشيت تحت عنوان “ فؤاد الشريف يطلب ود جنية العقبة وجاء في الخبر ما يلي “ إذا كانت جنية العقبة قد شردت من مسكنها القديم في جسر العقبة فأنا على أتم الاستعداد لقبولها تسكن معي في منزلي بالمنصورة ، وبذلك أكفي الناس شرها.. وإذا كانت جنية العقبة بنفس الصورة التي نشرتها الأخبار فإنه لما يسعني أن تقبلني أن أكون شريك حياتها فهذه كانت المداعبات والقفشات الفكاهية للمنلوجست فؤاد الشريف.وأخيراً أقول المنلوجست فؤاد الشريف اسعد جمهوره ومحبي فنه بأغانيه (المنلوجات) التي قدمها في مشوار حياته الفنية فكانت ذات طابع خاص به وشهرته في جنوب اليمن والجزيرة والخليج تنطلق من هذا اللون الذي اتخذه مسلكاً فنياً. وأطال الله بعمره ونتمنى لو عاد مرة أخرى ليغرد لنا اليوم في زمن مليء بالظواهر الاجتماعية الشاذة من صميم واقعنا الحالي ..أم أننا نقول بأن فن المنلوج في اليمن قد انقرض جراء الركود الفني والثقافي؟!.
|
ثقافة
المنلوجست فؤاد الشريف .. رائد فن المنلوج
أخبار متعلقة