يهل علينا شهر الخيرات والبركات وفي نفس الوقت هو شهر الصبر والمجاهدات والطاعات والامتناع عن الشبهات والملذات والشهوات والسب والشتم وقول الزور والبهتان وكل البذاءات وفعل المنكرات إنه شهر تهذيب النفوس وسياحتها الروحية وتقوية إيمانها وتزكيتها وسموها من طينتها الأرضية إلى أعلى السموات بشفافية ملائكة ذات مسحة نورانية طاهرة وزكية لأن الصيام معناه الامتناع والتسامي فوق الغرائز والشهوات في نهار رمضان ومعناه شعور الغني بجوع الجائع ومعناه الصبر على تحمل الأذى من قبل الغير ومعناه عدم الغضب والقبول بالآخر بروح رياضية متسامحة. فكما أن الزكاة تعلمنا نبذ الشح والبخل الذي بدواخلنا وإيثار الآخرين على أنفسنا فإن الصيام نتعلم منه الصبر على كل شيء من متاعب الدنيا وصعابها ومنها الصبر على أذى ومشاكل الآخرين ونتعلم من شهر الصبر التجلد وتحمل الصعاب حتى تقوى النفس على المكاره .إن شهر الصبر هذا هو شهر التقوى والهدى والقرآن ومن أتصف بالصبر فقد حاز على معية الله ورحمته لأن الله مع الصابرين ومع المتقين وحين يكون الله مع عبده كان أسعد مخلوق على وجه الأرض لأنه يستمد قوته من ربه وخالقه ، إن هذا الشهر هو شهر العظات والعبر ولكن الاعتبار عند الناس قليل، وقليل من عباد الله الشكور على نعمه وفضله وكرمه ونحن بلد الإيمان والحكمة وشعب مسلم ينبغي علينا الاحتفال بهذا الشهر الذي يقوي نفوسنا ويزكي أبداننا ويجعلنا نعيش في جو إيماني وشعور روحاني لا يوصف ولا يتكرر إلا في هذا الشهر الفضيل شهر التقوى والغفران فينبغي على كل مسلم وكل مسؤول أن يحمل الأمانة ويؤديها كما يجب أن تؤدى وأن ينظر إلى مستقبل الوطن ويعمل ما وسعه الجهد من أجل إسعاد الناس والأجيال القادمة وتطوير هذا البلد والانتقال به إلى مصاف الدول المدنية المتحضرة و يدخل التاريخ من أوسع أبوابه حين يقدم مصلحة الوطن العليا على مصالحه الضيقة الآنية والأنانية وحين يراقب الله في هذا الشهر وفي غيره فيكسب أجر الدنيا والآخرة ويحوز رضا الله ورسوله والناس جميعاً.
|
رمضانيات
دروس وعبر من شهر الصبر
أخبار متعلقة