نصح الكاتب الأمريكي المعروف «ديفيد اجناتيوس» الإدارة الأمريكية بأن تنطلق من جديد في الشرق الأوسط وفقا لمعايير مختلفة، مؤكدًا أن ما تعلمته أمريكا خلال أكثر من اثني عشر عامًا بعد أحداث سبتمبر 2001 هو حماية الوطن، وعدم إرسال جيوش الولايات المتحدة لخوض حروب في الشرق الأوسط، وتعزيز التسامح للمسلمين في الداخل والخارج، والبقاء على اتصال مع القوى الإسلامية المعتدلة، ومساعدة الشركاء في مكافحة الإرهاب ومن هنا يمكن مساعدة الجيش المصري على توفير الأمن وليس القمع.وقال اجناتيوس في مقاله بصحيفة «واشنطن بوست»:» إن حالة من الارتباك حدثت في البيت الأبيض حيال ما حدث في مصر، وما إذا كان انقلابًا عسكريًا أم لا؟. وأيًّا كان التوصيف الدقيق لما حدث، فالأمر يحتاج من الولايات المتحدة انطلاقة جديدة في منطقة الشرق الأوسط المتفجرة ومعالجة الأخطاء».وأضاف الكاتب أن مصر بحاجة إلى بداية جديدة. فقد كانت مصر بقيادة الرئيس محمد مرسي وحكومة الإخوان المسلمين تدار بطريقة غير متقنة لدرجة أنها كانت تقترب من الإفلاس، ورفض مرسي محاولات من قبل الولايات المتحدة وقطر للتوسط في الأزمة والوصول إلى حل وسط. ومن ثم تدخل الجيش؛ مما أدى إلى دورة جديدة ورهيبة من العنف، ولكن لا يمكن أن تظل مصر في هذا الشلل أطول من ذلك، ولابد من فعل شيء.فقد كانت مأساة رئاسة مرسي أنه كان مثل الزعيم الخشبي، وغير الكفء لشعب مبدع وديناميكي. مصر تستحق أفضل، وهذا هو السبب الذي جعل الكثير من المصريين يؤيدون تحركات الجيش.وأشار الكاتب إلى أن الثورة الثانية في مصر من الناحية النظرية يجب أن توفر فرصة للحصول على الديمقراطية، وتوجيهها في مسارها الصحيح. وهذا يعني انتخابات للرئاسة والبرلمان في غضون ستة إلى تسعة أشهر، وكتابة دستور حقيقي، وتدريب قوة الشرطة على الديمقراطية التي يمكن أن توفر الأمن للسكان المصابين بصدمات نفسية، وضخ مبالغ مالية كبيرة من دول الخليج لاستعادة الثقة، وإعادة اقتصاد مصر إلى طريقه الصحيح.والمشكلة الأساسية هي أن مصر في وضع هش حاليًا، وغير متماسك، وقابلة للاشتعال في أى وقت. فما حدث مؤخرًا كان وضعًا غريبًا، كمن قام بتخدير المريض، ووضعه على طاولة العمليات ولا يزال ينتظر نقل الدم. ففي نهاية الأسبوع الماضي بدا من الممكن أن الحكومة المدعومة من الجيش يمكن أن تتواصل مع الإسلاميين مثل حزب النور السلفي الذي دعم الانقلاب، وحتى عناصر من جماعة الإخوان المسلمين. ولكن بعد ذلك جاء مقتل أكثر من 50 متظاهرًا من الإخوان المسلمين صباح الإثنين في عملية مروعة، تؤكد أن الرئيس مرسي وأنصاره يفضلون الاستشهاد على تقديم تنازلات.