عالم الصحافة
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" - في أحد مقالات الرأي - أن الانتفاضة الشعبية ضد الإخوان المسلمين تمثل أحد التطورات الُمشجعة والواعدة في الشرق الأوسط منذ بدء الربيع العربي.وأشار الكاتب "مارك تيسين"، في مقاله، "إلى أن خروج الملايين من المصريين إلى الشوارع أوضح للجميع أنهم لا يريدون استبدال الديكتاتورية العلمانية بالديكتاتورية الإسلامية وهو ما يعتبر تطوراً إيجابياً للولايات المتحدة الأمريكية".وانتقد الكاتب موقف الولايات المتحدة، قائلاً: "حتى الآن فإن إدارة الرئيس "باراك أوباما" تضع نفسها - مجدداً - على الجانب الخطأ من النضال في مصر، بعد أن ساندت "حسني مبارك" إلى أن أصبح واضحاً أنه لن يصمد، وعلى الرغم من ذلك أخذت تساند فرعوناً آخر - في إشارة إلى محمد مرسي".وواصل الكاتب منتقداً رد فعل السفيرة الأمريكية بالقاهرة "آن باترسون" التي حاولت إقناع جميع الفصائل بعدم التظاهر يوم 30 يونيو.وتابع الكاتب قائلاً: "إن المصريين لم يلتفتوا إلى محاولات "مرسي" لتهميش القضاء، والاستحواذ على السلطات، لأنهم أرادوا رئيساً يركز على تحسين اقتصاد البلاد المتهاوي وإيجاد فرص عمل".ومضى الكاتب قائلاً: "الآن بعد نجاح الانتفاضة الشعبية في الإطاحة برئيس مكروه، أصبح "أوباما" - مجدداً - في نظر المصريين يدعم الرؤساء المستبدين"، موضحاً "إن الإسلاميين يبغضوننا لاعتقادهم أننا خططنا الإطاحة بهم، والمعارضة تبغضنا لاعتقادها أننا دعمنا الإسلاميين".واختتم الكاتب مقاله قائلاً: "إن الانتفاضة الشعبية التي قام بها المصريون ضد الحكم الإسلامي في مصر لابد أن تكون نصراً كبيراً لأمريكا في صراعها الفكري ضد التطرف الإسلامي، ولكن "أوباما" يهدره لصالح الوقوف مع الفرعون بدلاً من الوقوف مع الشعب".ــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] الولايات المتحدة الخاسر الأكبر في مصر[/c]قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الولايات المتحدة تلعب بخسارة الآن في مصر في الوقت الراهن، مؤكدة أنه لا خيار لديها سوى اللعب في المدى القصير، ولكن في المدى البعيد، فإنها ستحتاج إلى استخلاص بعض الأفكار الجديدة.وأضافت الصحيفة في تقريرها أن إطاحة الجيش للرئيس محمد مرسي تركت الولايات المتحدة في نفس الخيار الذي عانت منه لعقود طويلة بين الجيش من جهة، والإسلاميين من جماعة "الإخوان" تحت قيادة مرسي من جهة أخرى.وأعربت الصحيفة، عن تخوفها أنه بعد خسارة المصريين لثورتهم الأولى عندما فازت جماعة الإخوان تحت قيادة مرسي، و انتهاك حكومته لهم، فمن الاحتمال إن يخسروا ثورتهم الثانية بسبب تدخل الجيش في البلاد بعد مرسي، موضحة أن هدف إدارة أوباما تجاوز الحكم العسكري، وتمكين هؤلاء المصريين، الذين يتمتعون بأعداد كبيرة لكن يفتقرون للنفوذ.وقال آرون ديفيد ميلر، دبلوماسي في الشرق الأوسط و رئيس مركز"ويلسون"، أن ذلك الأمر يبدو سهلا، و لكنه في الحقيقة صعب للغاية، مؤكدا أن البلاد الآن تحت قيادة قوتين لا تتمتعان بالديمقراطية؛ الجيش من جهة، ومرسي و جماعته من جهة أخرى، مضيفة أن "المعارضة"، بارعة في حشد الناس في الشوارع، لكن لا يمكنها تنظيم البلاد سياسيا.واسترجعت الصحيفة الأحداث، قائلة: أن مصر تشهد نفس الحالة التي شهدتها منذ ثلاثة عقود عندما اغتيل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات في عام 1981 من قبل الإسلاميين، وادعت الحكومة أن القتلة تآمرت مع "الإخوان" للإطاحة به، ثم تولى حسني مبارك الذي كان قائدًا أعلى للقوات المسلحة المصرية آنذاك بحجة منع انزلاق البلاد، إلى الفوضى الإسلامية المتطرفة.وترى الصحيفة، أن أفضل مطلب لأ أوباما أن يوضح للقيادات العسكرية، التي تحكم البلاد الآن أن تترك الأبواب مفتوحة للأصوات السياسية الجديدة، لمنع نفوذ الجيش.