أهلا َبك يا شهر التوبة والرضوان ليجدد العباد صلتهم في أيامك ولياليك بالواحد الديان ، صلاة وصياما ، وقياما ودعاء، وصدقة وذكرا، وبرا وإحسانا ، وقولاً وعملاً ؛ فتزكو نفوسهم ، وتطهُر قلوبهم ، وتسموا أرواحهم ، وتخشع جوارحهم ، وتوّجه أفكارهم إلى كل ما من شأنه صلاح أمور دينهم والدنيا . ربنا بلغنا رمضان خيرا وعبادة وغفران وحياة كريمة للصائمين ،حيث يهل علينا شهره الكريم ليضيء لنا منارة الروح للاستسقاء من ينبوع الصوم كافة العبر ونطهر نفوسنا من آثام وذنوب به تغسل بإذنه تعالى.ان هذا العام الثالث يدخل علينا ما بعد كثير من الأزمات الخانقة وعلى رأسها السياسية التي أكهلت ونغصت حياة الناس والعباد بلا رحمة في هذا الشهر الرحيم، فقط أعود بكم إلى الخلف لكي نستذكر أجواء رمضان في أجواء الأزمات الخانقة من ارتفاع اسعار وانقطاع مزمن للكهرباء واختفاء أنابيب الغاز والمياه فحدث لاحرج.وإذا نظرنا من منظور هذه البيئة المعتمة التي لا تبشر بخير في شهر الخير والعطاء لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى الله لكي يعيننا على الإفطار على نوره ونستظل في ملكوته الطاهر،كم منا افطر عاميه السابقين بأضواء الشموع والفوانيس التي لم نعد نراها فخرجت عن الخدمة كنا في جهاد ونهاد نتسابق لكي نشحن مصابيح الإنارة التي تعبأ بالكهرباء ولكننا لم نستطع ،مر الشهر كهبة الرياح لم نستمتع به من كثر انشغالنا وبحثنا عن متطلبات الراحة، بالله عليكم أين نجدها ..اعتقد سنجدها تحت التراب.وعود وعهود وتصريحات تضخ في اذهان من يسمعها كأنها حقن لتهدئة الألم المواطنين مؤقتا إلى أين يريدون أن يذهبوا بنا؟ لا تفاؤل نواجهه بتجاهل من الجهات المعنية أين الحلول فنحن على تنور؟ أين ذلك النور؟.المواطن أصبح على صفيح يغلي من شدة الغضب والامتعاض من هذه الحياة التي ليست بحياة انه عذاب مفروض بلا أسباب تذكر. لنجعل هذا الشهر الفضيل شهراً للإفطار على مائدة النور بعيدا عن الظلام ليزول الهم من على قلوب الصائمين في هذه المحافظة المظلمة بنهارها ولياليها.هل سيتكرر هذا السيناريو من المسلسل الرمضاني “ صوم على المائدة المظلمة “ أم سوف تصدق تلك الوعود ولو لمرة واحدة اكراما وإجلالا لعباد هذا الشهر الجليل.إن شهر رمضان في هذا الزمنٍ يعيش فيه المسلمون أزماتٍ قاسيةٍ ، ومآسي عظيمة ، فالعالم الإسلامي اليوم مثخنٌ بالجراح من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ، وهذا أمر يدعونا جميعاً في هذا الشهر الكريم إلى معايشة هذه القضايا الكبرى بالقلب والقالب ، واللسان واليد ، والنفس والمال ، حتى يكون الجميع على بصيرةٍ وعلمٍ بما يُراد بالإسلام والمسلمين ، وليكون الجميع صفاً واحداً في مواجهة الباطل وأهله على مختلف مللهم ومذاهبهم تحقيقاً لقوله تعالى: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ( سورة الأنبياء : 92 ) . وحتى نعيش قول صلى الله عليه وسلم في وصف أبناء الإسلام : “ مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى “ ( رواه مسلم ، الحديث رقم 6586 ، ص 1131).
|
رمضانيات
الــصـــــوم حـول الـمائدة المـظـلـــمــة
أخبار متعلقة