قبل ست سنوات من الآن وبالتحديد عام 2007م، العام الذي بدأت فيه الاحتجاجات الحضارية المشروعة للحراك السلمي الجنوبي كتبت مقالاً مشابهاً لمقالي هذا في العدد (5167) من صحيفة (الأيام) ومرت السنوات وتحقق ما حذرنا منه ولكن دون جدوى ولا حلول عملية ملموسة وقلنا إن الضغط يولد الانفجار حتى وصل الناس هنا في الجنوب إلى مرحلة عدم الثقة في كل شيء وعنوان مقالنا هذا هو مثل يضرب عن صاحب الحق اللحوح الملحاح الذي لا يكل ولا يمل من المطالبة بحقوقه واصراره على انتزاعها ممن يتحكمون بها ويعملون على حجبها أو منعها واحتكارها عنه وهو يجاهد في سبيل ذلك متذرعاً بالوسائل والطرق السلمية والمشروعة التي كفلها له الدستور وأقرت بها له القوانين الثابتة.ويبدو أن المطالبة بالحقوق قد بدأت تؤتي أكلها وتعطي ثمارها بتكرار الاحتجاجات والاعتصامات والخروج في مسيرات ومظاهرات احتجاجية سلمية برغم وقوف السلطات أحياناً في وجه هذه الاحتجاجات السلمية لكن العيار الذي لا يصيب يدوش كما يقول المثل الشعبي ويمكن الاستفادة من الوسائل الإعلامية والإعلانية المختلفة واستثمار تكنولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات في توصيل أصوات الناس إلى الرأي العام ليعرف الجميع أنه لن يضيع حق وراءه مطالب. ولتكن تلك المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات المشروعة منظمة وحضارية بحيث لا تؤدي إلى إثارة الفتن والنعراث والقلاقل وتثير الفوضى مما يدفع إلى العثور على مبررات لقمع هذه الاحتجاجات السلمية خاصة والسلطة عندنا لا يعجبها العجب ولا المظاهرات في شهر شعبان ولا رجب ولا في غيرهما ويا حبذا لو ان المطالبين بحقوقهم تكون كلمتهم سواء ولحمتهم هي لحمة الفريق الواحد والجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. ان صفوة المطالبين بالحقوق هم اصحاب الكلمة الحرة والقلم المعبرين عن روح الجماعة والشعب وهم أهل الاستشارة والتوجيه والتقويم والتقييم وهمزة الوصل بين الحاكم والمحكومين فعليهم يقع واجب كبير وقد لاحظنا كيف مثلت صحيفة (الأيام) قبل اغلاقها نصف الحراك بل كانت الناطق الرسمي له منذ بدايته وانطلاقته الأولى مما اضطر النظام حينها إلى إغلاقها وكانت خير من طالب بحق ضائع حتى عرف الناس جميعاً شيئاً اسمه القضية الجنوبية.
ما ضاع حق وراءه مطالب
أخبار متعلقة