علي منصور مقراط يصادف اليوم الأربعاء الـ 26 من يونيو 2013م ذكرى مرور 35 عاماً على اغتيال الرئيس الجنوبي الأسبق الشهيد المناضل الوطني الكبير سالم ربيع علي (سالمين) الذي نفذ بحقه حكم الاعدام ليلة الـ 26 من يونيو العام 78م، مع رفاقه جاعم صالح محمد، وعلي سالم لعور وآخرين من الشخصيات والقادة الوطنيين مدنيين وعسكريين في معاشيق دون جريمة اقترفها أو محاكمة وتم ذلك بعد ان تم التفاوض معه ورفاقه ليسلم نفسه وترك البلاد والسلطة والمغادرة إلى الخارج .. لكن الطرف الآخر نكث العهد وسمح لنفسه ودون ضمير إنساني واخلاقي أو وازع ديني ان يتخد القرار السريع وفي اليوم نفسه الذي تفجر فيه القتال والليلة ذاتها التي سلم الرئيس نفسه ليوجه السلاح وبدم بارد إلى سالمين ليفرغ رصاصات الغدر الجبانة إلى صدر الرجل الذي وهب حياته ونذر نفسه في صميم المعركة الوطنية لنضال شعبنا الحر الأبي لتفجير ثورته العظيمة ونيل حريته واستقلاله إلى الرجل الذي قدم عصارة عطائه لبناء الدولة الجنوبية وليدة الاستقلال. وبسقوط الرئيس سالمين شهيداً في أبشع جريمة نكراء في ذلك اليوم الأسود المشؤوم نكبت اليمن جنوباً أرضاً وانساناً بأكبر خسارة فادحة لايمكن تعويضها حتى بعد 100 سنة وزاد من تفجير الصراعات ودورات الدم التي تلاحقت بعد ذلك التاريخ بالمذابح والمجازر والتصفيات الجسدية والاغتيالات الجماعية وابرزها كارثة 13 يناير 86م، التي حولت عدن إلى ليل دامس وغرقت مدينة عدن بالدم، وبحسب شهادة شاهد عيان كان حاضراً لحظة اعدام الرئيس ربيع فقد قال كلمته الاخيرة قبل اطلاق الرصاص عليه وقبل أن يلفظ أنفاسه قال لقاتله والحاضرين انكم بذلك تفتحون باب جهنم ولمستقبل دموي لا يمكن وقف نزيفه وكان محقاً فتراجيديا الاحداث المتسارعة التي عصفت بالبلاد والعباد كانت الاسوأ في الكوارث المأساوية الفظيعة.لقد مرت ثلاث عقود على ذكرى استشهاد الرئيس الجنوبي الشعبي الخالد سالم ربيع علي ومازال الشعب اليمني خصوصاً في الجنوب يشعر بالحزن والقهر ان يخسر واحداً من خيرة من انجبتهم الأرض .. كان سالمين زعيماً وطنياً شعبياً يكاد يكون الوحيد من بين رؤساء اليمن جنوباً وشمالاً الذي ارتبط بالشعب بشكل مباشر وبالمزارع الفلاح وبالبدو الرحل وبالموظف البسيط والايادي العاملة المنتجة وبالجندي المقاتل في السهول والجبال والصحارى .. لو حاولت في هذه التناولة الصحفية المحددة ان اسجل ما قيل لي من مواقف وذكريات لكثير من الناس عن سالمين فلن يتسع الحيز لسرد تفاصيلها الشيقة لبساطة وتعامل رئيس مع شعبه ويمكن السؤال هنا كم عدد حراسة الرئيس سالمين، أي حمايته كرئيس دولة وكم يبلغ عددهم والسيارات التي ترافقه عند زياراته الميدانية وجولاته التفقدية إلى المحافظات والمديريات والمدن والاحياء السكنية والوزارات وغيرها؟ الاجابة انه احياناً يذهب بسيارته المهترئة لاندروفر بدون مكيف بمفرده او معه السائق ومرافق واحد أو اثنين فقط يذهب إلى محافظة المهرة ويرفض اصطحاب طباخ خاص يندهش الجنود أقول الجنود وليس الضباط حين يتفاجؤون به يفترش إلى جانبهم يتناولون الطعام صباحاً من الخبز أو الروتي والفاصوليا وكذا الغذاء، وذات صباح اتجه لزيارة قاعدة العند وعلى جانب الطريق بحوطة لحج اوقف سيارته لينزل لشراء كمية من الخبز اللحجي الشهير يسمى الكدر ودخل المعسكر ووجد الجنود يتناولون وجبة الصبوح فنزل ومعه الخبز الذي اشتراه ليجلس بين مجموعة يأكل خبز الكدر مع الفاصوليا بعد ان وزع بقية الخبز لهم .. وعند نزوله في موسم السيول إلى دلتا أبين أو تبن ينزل إلى وسط المزارعين ليأخذ مجرفة لاصلاح اعبار المياه ليغادر وملابسه مليئة بالخلب والاتربة. في عهد قيادة أو رئاسة الشهيد سالمين لدولة الجنوب لا يشعر المواطن البسيط استحالة أو صعوبة الوصول إلى الرئيس لطرح قضيته أو مظلمته أو أي مطلب فيمكن لمن يريد ذلك الدخول إلى القصر المدور بالفتح ولقاء سالمين أو في قارعة الطريق أو بالشارع أو المطعم يقابله ويقف ذلك المواطن الغلبان أمام الرئيس ويتحدث في قضيته وهو ينصت ويستمع إليه باهتمام ليوجه في الحال بمعالجتها .. لا يشعر المواطن بالرهبة والتلعثم وهو يخاطب رئيس الدولة بل بالثقة والاطمئنان، ولهذا جاء سالمين زعيماً في الوسط الشعبي نال ثقته به فهتف يحييه باسمه في القرى والبوادي والمدن ويقيناً ان رئيساً بهذا القدر والمستوى سيبقى حياً في ضمير ووجدان الناس. تمر 35 عاماً وسالمين مسكون في قلوب شعبه تمر 70 عاماً وسالمين تقرأ سيرة حياته العطرة بين أوساط الاجيال .. بالأمس قرأنا عن توقيف راتب سالمين لطلب وثائق بثبوتية دوره النضالي .. نحن نقول سالمين ليس مناضلاً في صفوف المناضلين اثناء الكفاح المسلح واسقاط المناطق بعد ثورة 14 أكتوبر المجيدة .. بل الذي لا يعرفه هذا الموظف أو غيره من الافاكين ان سالمين كان قائد جبهة وقائد نضال يخطط ويقود ويشارك في العمليات الفدائية إلى هنا وللحديث بقية عن افضل رئيس عرفته اليمن الجنوبي اسمه سالمين رحمة الله تغشاه.[c1] وقفة سريعة [/c]الشاب أحمد سالم ربيع هو النجل الوحيد الذي خلفه الرئيس سالمين أحمد الذي يشغل وكيلاً لمحافظة عدن ويكلف احياناً القيام باعمال محافظ عدن في غيابه .. واللافت ان احمد سالمين يتميز بالتواضع والاخلاق الرفيعة ويحظى بقدر كبير من الاحترام وبالمقابل يتطلب منه ان يحمل قضايا الناس ويتبنى همومهم ليس بصفته مسؤولاً رسمياً كوكيل لعدن بل بصفته الشخصية كنجل لافضل رؤساء اليمن ليقدمها بجرأة وثقة لارفع المسؤولين لحلها وانصاف المظلومين وهم كثر في هذا البلد .. كما يجب ان يكرم نجل الرئيس سالمين الوحيد بترقيته إلى منصب رفيع كمحافظ أو وزير فهو شاب نظيف ويتكئ على رصيد مشرف من والده ولم نسمع يوماً في عدن من يشكو من الوكيل أحمد سالمين والله المستعان.
الرئيس سالمين .. في ذكرى استشهاده
أخبار متعلقة