صادف يوم الثلاثاء الموافق 18 / 6 / 2013م، مرور عام على فقدان الوطن بأسره قائداً مقداماً .. لا يخشى إلا الله تعالى .. ويتحدى الصعاب بصلابة إرادته وإيمانه بالحفاظ على أمن وسلامة الوطن ومواطنيه .. الشهيد البطل اللواء ركن سالم علي قطن يرحمه الله.ومن واجبي بمناسبة احياء مرور عام على استشهاده بحادث إرهابي بشع ان أتذكر وأتحدث عن سالم قطن الانسان والحكمة والمواقف الصادقة وقراراته الجريئة والصائبة خلال الاحتقانات والاضرابات والاختلال الأمني الذي شهدته م/ عدن خلال الأزمة السياسية وتظاهرات الحراك الجنوبي.وفي 1 / 3 / 2012م، اصدر الرئيس هادي حفظه الله قراراً جمهورياً بتعيين اللواء ركن سالم علي قطن قائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية وقائداً للواء 31 مدرع، وكما نعرف جميعاً بأن القرار الصائب لتولي اللواء سالم قطن يقضي أولاً وقبل كل شيء بتطهير أبين من عناصر مايسمى (أنصار الشريعة) وتحصين عدن ولحج من امتدادهم ومحاولة توسع العناصر الظلامية إليها .. وهي مهام جسيمة وكبيرة اعتقد البعض صعوبة تنفيذها في ظل الانقسامات السائدة في صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية بالعاصمة صنعاء مما ينعكس سلباً على تنفيذ عملية عسكرية كبيرة بسبب تلك الانقسامات والتجاذبات وبصعوبة وصول التعزيزات المساندة لجبهة أبين التي كانت تحت السيطرة التامة للمسلحين التابعين لانصار الشريعة المعززة بمختلف الاسلحة والآليات المتحركة.ومن خلال موقعي كمدير مكتب مدير أمن عدن أتذكر بأنه خلال تولي الشهيد قطن لقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في مارس 2012م، كانت تعيش عدن حالة من الاضطرابات والاحتجاجات للحراك الجنوبي إلى جانب شوارع رئيسية كانت مقطوعة من قبل محتجين بسبب مقتل وإصابة العديد من المواطنين برصاصات رجال الأمن عند تصديهم لاحتجاجاتهم لفتح الطرقات، وأتذكر أن الشهيد البطل سالم قطن رحمه الله وجه إدارة أمن عدن وكافة الاجهزة الأمنية بمنع استخدام القوة المفرطة أو اطلاق النار خلال تصديهم لتظاهرات المحتجين وضبط النفس بقدر الإمكان مع أعمال الشغب وبنفس الوقت تمكن من التواصل مع المحتجين وعدد من عناصر الحراك الجنوبي السلمي واستمع لمطالبهم المتعلقة بتعويضات أسر الضحايا ومعالجة المصابين وتفهم لمطالبهم ووعدهم ونفذ وعده باعتبار الضحايا شهداء بحسب قرار الرئيس هادي ومتابعته لدفع تعويضات لأسرهم ومعالجة المصابين ومطالبته إياهم بفتح الشوارع المقطوعة ومنها شارع مدرم والشارع الرئيسي بالمنصورة والتزامه بالسماح لهم باقامة التظاهرات السلمية والبقاء في الساحات التابعة للحراك الجنوبي السلمي وإقامة صلاة الجمعة بشارع مدرم وتمت معالجة تلك الصعوبات والحد من التوتر الأمني من خلال المعالجات الصائبة والحكيمة للقائد الشهيد قطن في الوقت الذي كان فيه مكلفاً بمهمة جسيمة وكبيرة هي تطهير أبين من العناصر الإرهابية المتطرفة وبعون الله والقيادة المحنكة للشهيد البطل اللواء الركن سالم قطن وبعزيمة الوحدات العسكرية والأمنية إلى جانبهم اللجان الشعبية تحقق النصر في معركة (السيوف الذهبية) وتمكن قطن رحمه الله من ان يستعيد هيبة الدولة والاعتبار لقواتنا المسلحة وكان الثمن غالياً وغالياً جداً باستهداف حياته وروحه الطاهرة من قبل العناصر الإرهابية وسيظل الشهيد البطل سالم قطن رمزاً وطنياً في اذهاننا واذهان اجيالنا مدى الدهر.