الدكتور علي جحاف مدير عام صحة الأسرة بوزارة الصحة لصحيفة” 14 اكتوبر ”:
لقاء/ قحطان حاجبالخير كل الخير في أن ينعم الأطفال بصحتهم وقوتهم وينشؤوا معافين أقوياء بعيداً عن الإعاقة وقيودها الأليمة، حتى وإن لم تكن الحملات تصل باللقاحات من منزلٍ إلى منزل لتحصين الأطفال المستهدفين، فلئن يُحمَلوا اليوم في أحضان والديهم ويذهبوا بهم إلى أقرب مرفقٍ صحي لتطعيمهم.. خير من أن يُحمَلوا طوال حياتهم على عكازين أو على كرسيٍ متحركٍ وهم عاجزون عن المشي.في اللقاء التالي مع الدكتور/ علي محمد جحاف- مدير عام صحة الأسرة بوزارة الصحة، وقفات نقفها على مجريات حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال الجاري تنفيذها من(4-2 يونيو2013م)، مستعرضين جوانب مهمة حول التطعيم وما تجلت وبدت من أوضاع ومجريات حول فيروس الشلل وما صار يفرضه من تحدياتٍ جسامٍ أعادته مجددا إلى مسرح المواجهة التي تتطلب منا الوقوف بحزمٍ ،وتسخير ما أمكن من طاقاتنا وجهودنا حتى نمنع هذا الفيروس والمرض من العودة مجددا.ملامح المرض وخطورته> كثير من الناس لا يعرفون من شلل الأطفال سوى اسمه .. هل لك أن تطلعنا على طبيعة هذا المرض, والخطورة التي يشكلها على حياة الأطفال وسلامتهم؟ > > مرض شلل الأطفال الفيروسي داء سريع العدوى يصيب - غالباً - صغار الأطفال، وينتقل عبر الماء والطعام الملوثين بالفيروس.معظم المصابين به لا تظهر عليهم أعراض المرض، بينما الأعراض التي تظهر على بعض المصابين: تشمل الحمى، الصداع، القيء، تصلب العنق، ألمٌاً في الأطراف, ضعفاً عاماً.والبعض منهم يصاب بشللٍ دائم في أحد الطرفين السفليين أو في كليهما، وليس لذلك علاج، إنما التحصين الطريقة الوحيدة للوقاية منه.نحو استئصال الفيروس> طالما عرفنا أمراضاً خطيرة تفتك بالكثير من الناس.. ما السر في تزايد الاهتمام باحتواء مشكلة شلل الأطفال والتطلع إلى استئصاله نهائياً من اليمن؟ > > منطلق الاهتمام باحتواء مشكلة شلل الأطفال والتطلع لاستئصاله من العالم، هو أن ذلك أصبح ممكناً، حيث تم خلال العقود القليلة الأخيرة تحقيق إنجازٍ كبير في مكافحة المرض وصولاً إلى خفض حدوث الإصابة حتى عدد قليل جداً من الحالات سنوياً؛ بعد أن كانت في ثمانينيات القرن الماضي تصل إلى عشرات أو مئات الآلاف من الحالات. وبعدما تبدل الحال وأخذت بلدان العلم تتخلص من فيروس شلل الأطفال، بينما ظلت بعض الدول تراوح مكانها وفي صراع مع الفيروس وإلى اليوم لم تتمكن من التخلص من هذا الفيروس، فلا يزال وجوده فيها بشكل أساسي مثل(باكستان, أفغانستان ونيجيريا) ومنها أخذ يتسلل ليظهر وينتشر في بلدانٍ مجاورة بل وحتى في البلدان البعيدة في نواحٍ أخرى من العالم.وقد أصبحت اليمن خالية من شلل الأطفال البري منذ العام 2006م وحصلت على إشهاد من منظمة الصحة العالمية بخلوها من فيروس شلل الأطفال عام2009م، ولا تزال محافظة على هذا الإنجاز الصحي المشرف، لكنها تظل بحاجة إلى رفع مستوى الإقبال على جرعات التحصين الروتيني للأطفال منذ الولادة وامتداداً إلى العام والنصف من العمر بنسبة تزيد على (95 %) لتغني عن تنفيذ المزيد من حملات التطعيم ضد شلل الأطفال. إن هذه الجهود جميعها بما في ذلك تنفيذ حملات التحصين ضد فيروس الشلل تأتي ضمن مبادرةٍ عالميةٍ لاستئصال شلل الأطفال من العالم أجمع.تطعيم احترازي> تنفذ وزارة الصحة العامة حملة تحصين احترازية ضمن سلسلة حملاتها ضد شلل الأطفال: ما المغزى من مفهوم الاحتراز في حملة التحصين ضد شلل الأطفال، ولماذا تأتي الحملة في هذا التوقيت تحديداً؟ > > إن حملة التحصين ضد شلل الأطفال احترازية لتأكيد وقاية أطفالنا من الإصابة بمرض شلل الأطفال وسد الفجوات التمنيعية في المناطق ذات التغطية المتدنية في التحصين الروتيني, وفي هذا الوقت بالذات لظهور حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال في الصومال وكينيا، مما جدد المخاوف من انتقاله إلى اليمن عبر المهاجرين واللاجئين الصوماليين الذين يتوافدون بكثرة إلى البلاد, نظراً للقرب الجغرافي بين البلدين وحركة المهاجرين، الأمر الذي يزيد خطورة احتمال عودة الفيروس إلى بلادنا.> مادام في العام 2009م تم إشهار خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال من قبل منظمة الصحة العالمية، يتساءل البعض: لماذا تقوم وزارة الصحة العامة بتنفيذ حملات تحصين ضد شلل الأطفال؟> > على الرغم من خلو البلاد من فيروس شلل الأطفال سنستمر في تنفيذ حملات التحصين لسببين:- الأول: أن بعض الأطفال باليمن ليسوا محصنين ضد شلل الأطفال.الثاني: أن فيروس شلل الأطفال لا يزال موجوداً ويسري عبر الدول.شراكة في المواجهة والتصديوفقا لما ذكرتموه عن تخوف وزارة الصحة من عودة فيروس شلل الأطفال: هل ثمة تنسيق بينها وبين وزارة الداخلية ومصلحة الهجرة والجوازات وكذا مفوضية اللاجئين لاتخاذ تدابير معينة تحد من تسلل اللاجئين حاملي عدوى الإصابة بالفيروس البري؟ > > التنسيق جار مع منظمات الأمم المتحدة بما فيها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين, وهناك تخطيط وتنفيذ إجراءاتٍ احترازية لخططٍ محليةٍ على مستوى المحافظات، تنسق فيها مكاتب الصحة والسكان بالمحافظات مع الجهات المعنية لتطعيم المهاجرين واللاجئين وحتى المخالطين لهم، بالإضافة إلى أطفال اليمن.> منظمتا الصحة العالمية واليونسيف تدعمان التحصين الموسع.. فما هو الدور الذي تقومان به حالياً في دعم الجهود الرامية إلى إبقاء فيروس شلل الأطفال تحت السيطرة دون التسلل إلى اليمن؟ > > لمنظمة الصحة العالمية دور كبير وفاعل في الدعم سعياً لاستئصال فيروس شلل الأطفال عالميا، وفي اليمن يتركز دورها في تقديم الدعم لاستراتيجيات وأنشطة التحصين والترصد الوبائي وتقييم تلك الأنشطة وكذا دعمها مالياً والدعم اللوجستي.كما أنها تقوم بجهدٍ كبيرٍ في حشد الموارد لدعم خدمات التحصين وتوفير خبراتٍ ذات كفاءةٍ عاليةٍ تعمل مع الكادر الوطني وتساعد في بناء قدراته.كذلك تقوم منظمة اليونيسف بدورٍ مهمٍ وكبيرٍ في توفير وشراء اللقاحات اللازمة للحملات وتمويل أنشطة حملات التطعيم وبعض أنشطة التحصين الروتيني مع توفير الدعم اللوجستي وتمويل أنشطة الحشد الجماهيري للحملات ولرفع الوعي الصحي بأهمية التحصين الروتيني. مبررات حملة التحصين> استهدافكم لعدد من المحافظات في حملة التحصين الاحترازية، واستثناء بقية المحافظات يضعنا أمام تساؤل مفاده : لماذا هذه المحافظات مستهدفة بحملة التحصين تحديداً دون غيرها؟> > تنفذ هذه الحملة في إحدى عشرة محافظة تم تحديدها بناءً على عدة عوامل وهي:-1 - محدودية اللقاحات والتمويل، مما اقتضى تنفيذ حملة التحصين في المحافظات التي تشهد تدنياً في استكمال أطفالها دون العام والنصف من العمر جرعات التطعيم الروتيني بالمرافق الصحية. 2 - خطورة الوضع الوبائي لدى ظهور حالة إصابة مؤكدة بفيروس الشلل البري في الصومال وحالتين في كينيا، والأخذ بتوصيات منظمة الصحة العالمية ولجنة الإشهاد الوطنية للخلو من شلل الأطفال التي دعت لتنفيذ هذه الحملة الاحترازية لمنع عودة فيروس الشلل مجدداً إلى اليمن.كما أننا نخطط لتنفيذ حملةٍ وطنيةٍ في جميع محافظات الجمهورية أواخر شهر يونيو، بإذن الله.منعا لعودة فيروس الشلل > هل من استعدادات تعتزمون القيام بها إذا ما تأكد عودة الفيروس من جديد؟> > هذه الحملة الاحترازية والأنشطة الوقائية غير الاعتيادية التي تنفذها المحافظات بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة ومن بينها تنفيذ أنشطة التحصين الوقائية والتخطيط لحملة تحصين وطنيةٍ شاملةٍ آخر شهر يونيو المقبل، كل ذلك يأتي جميعاً في سياق التصدي لفيروس الشلل ومنع عودته مرة أخرى ليهدد الطفولة.واعتباراً من (4-2 يونيو2013م) تنفذ حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال في إحدى عشرة محافظة وهي (أمانة العاصمة، عدن، أبين، لحج، الحديدة، حجة، المهرة، عمران، مأرب، صعدة)، وندعو من خلالها إلى ضرورة تأهب الآباء والأمهات لتطعيم جميع أطفالهم دون سن الخامسة خلال هذه الحملة، فهي تستهدف تلك المحافظات من منزلٍ إلى منزل ومن خلال المرافق الصحية موقع التطعيم المؤقتة والفرق المتنقلة، مع العلم بأن محافظة (صعدة) مستهدفة في حملة التحصين فقط عبر مرافق التطعيم ومواقعه المؤقتة ومن خلال الفرق المتنقلة بين القرى.رسالة نصحٍ للمجتمع > أما من رسالةً أو نصيحةً تريد أن توجهها للآباء والأمهات؟ وما مدى مأمونية وسلامة لقاحات التطعيم؟ > > أثبت الآباء والأمهات في بلادنا اهتمامهم بصحة أبنائهم، لهذا جاءت التغطية في حملات التحصين الوطنية دوماً عاليةٌ, ونحن واثقون من استمرار ذلك، فالوقاية خيرٌ من العلاج وبقطرتين من لقاح شلل الأطفال نقي أبناءنا وبناتنا من شر مرضٍ خطيرٍ يسبب لهم إعاقةً كبيرةً مدى الحياة متى أصيبوا به، فالأطفال أمانةٌ في الأعناق نأثم إن حجبنا عنهم خدمةً أمكن توفيرها حفاظاً على سلامتهم.ولقاح شلل الأطفال هو أكثر اللقاحات سلامةً ومأمونية ووزارة الصحة لا تدخل أي لقاحٍ ضمن خدمات البرنامج الوطني للتحصين الموسع ما لم تكن مأمونةً وموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية ويتم توفيرها عبر منظمة اليونيسف وهي المراجع الفنية المستمرة عالمياً.