إن العلاقات الإنسانية في المجتمعات البشرية تنظمها القوانين الوضعية التي صاغها الإنسان نفسه مستندا على الرسائل السماوية التي بعثها الله سبحانه وتعالى على عبادة مرسخا مبدأ التراحم والتآزر وخاصة الرسالة المحمدية {ديننا الإسلامي} دين المحبة والعدل والإخاء ونصرة المظلوم ومحاربة الظلم والاستبداد والاستعباد في كل بقاع الأرض . والإنسان هو ذلك الحيوان المفكر الغني بالمشاعر والأحاسيس الجياشة من رحمة وعطف وتسامح إذا فتقدها يتجرد من إنسانيته ويصبح كتلة من الاحم مفرغة من الروح الإنسانية ويصبح مصدر خطر على المجتمع الذي يعيش فيه وفرض تقيد حريته وفق القوانين المنظمة للعلاقات الإنسانية حفاظا على تفشي الجريمة وحتى لا تفقد المجتمعات إنسانيتها وتتحول إلى مجتمعات الغاب . والجريمة البشعة التي حدثت في عاصمة الحوار الوطني لبناء المجتمع المدني لشابين في مقتبل العمر{ امان وخطيب } لا ذنب لهما سوى أنهما في بلد فيه من القبائل افتقدت قيمها وأعرافها القبلية الأصيلة أو إن هناك من تشيخوا بقرار الحاكم وهم ليس أهلا بها افقدوا القبيلة أصالتها وتحول بعضهم إلى وحوش على صور أناس . وما يحز في النفس أن تحدث هذه الجريمة الشنعاء على قارعة الطريق العام المكدس بالنقاط العسكرية الموجودة للحفاظ على الأمن وأمان المواطن الذي للأسف أصبح غير آمن من عتارسة المجتمع الذين لا يسيرون في الطرقات إلا وهم مدججون بالسلاح والأطقم المسلحة فهل يخافون مما قدمت أيديهم أم من الضعفاء العزل من المواطنين .هذه المشاهد لا يمكن أن تنتج مجتمعاً مدنيآً فيه مساواة وعدالة وحرية مجتمعاً يمثل طموحات وآمال الجماهير لا مجتمع فيه عتارسه في صراعهم أو أفراحهم تزهق دماء الأبرياء ويتعبدون ويقابلون ربهم دون ذرة أحساس بالذنب . أصبحت هذه الجريمة تحديا واضحا للمجتمع اليمني بكل طوائفه السياسية والاجتماعية وقد أدانها وندد بها الكل لكن المطلوب هو مواقف واضحة وصارمة ضد مرتكبيها ومن حاميهم والمستندين على مكانته وقوته في ارتكابهم هذه الجريمة بمعنى أدق ما هو موقف الحزب المنتمي له المجرمون ليس من الجريمة فقط بل من أعضائه منهم هل يقبل أن يبقى مثل هؤلاء في صفوفه وما هو موقف القبيلة المنتمين لها المجرمين هل يقبلوا على أنفسهم إن يكونوا تحت تصرف مثل هؤلاء؟ لان ما حدث أساء للقبيلة أكثر من غيرها وللعلم أي قرار سيجعلهم عبرة للآخرين حتى لا تتكرر مثل هذه الأعمال التي تسىء للقبيلة والأحزاب وأي موقف سلبي سيجعل الحزب والقبيلة جزءاً من الجريمة . أم الدولة بأجهزتها الأمنية أمام تحد اكبر لفرض الأمن والأمان وإحقاق الحق وإزهاق الباطل الكل يطالب بالقصاص وفق محاكمة عادلة للقتلة في جلسات معلنة وتنفيذ الحكم في مكان ارتكاب الجريمة وأمام الجميع حتى تكونوا عبرة يعتبر بها الآخرون هذا إذا أردنا إرساء الأمن والأمان في نفوس المواطنين حتى يطمئنوا لعملية التغيير وبناء الدولة المدنية ويستحسن إن يكون هناك قرارات شجاعة للحد من استخدام السلاح في الأماكن العامة وتنظيم الحراسة الشخصية والأطقم للمرافقين وعملية سير مواكب الأعراس وحجزها للطرقات وتضييق العامة من الناس هذا على طريق بناء الدولة المدنية المنشودة والله يوفق القيادة السياسية لما فيه الخير للامة والوطن ويجنبها طيش المستكبرين والظلمة على الأرض ويمكنها من كبح جماحهم وإخضاعهم للنظام والقانون والله على كل شيء قدير
|
آراء
عتارسة الطريق ..وبراءة المارة
أخبار متعلقة