هكذا الدنيا وهكذا هو حالها من يوم خلق الله الخلق واستعمرهم في الأرض، ما تصفو إلاَّ لمن صفى لها، لله فيها حكمة والبشر مجرد ضيوف فيها. حالنا فيها الحمد لله، لكن إذا أدخلنا في عقولنا نبش الماضي فنسأل الله السلامة.وقد قال الله عز وجل «ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور» لا أحد منا بيده شيء كل شيء بأمر الله جلَّ جلاله، هو صاحب كل شيء الخير والشر والجنة والنار بيده وبأمره، وهو دائماً رحيم بنا صبور علينا.. نحن الأمة العربية والإسلامية حالها إلى الآن حال مضطرب وزوابع قوية وتراجع في كل شيء وفتن انفتحت انفتاحاً كبيراً. أزمة عدمت الثقة فيها بيننا أشخاصاً وجماعات ودول تعمل ضد دول هذا يذكر الماضي وما عمله هذا فيه ودولة تذكر الماضي وما عملته دولة أخرى فيها ومازلنا.أموالنا وبال علينا وخيراتنا تذهب لغيرنا وما يأتينا منها نأخذه على شكل مرتبات وأجور وعلاوات، لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، دول عربية ومسلمة اهتزت اهتزازاً قوياً ضربها وضرب مفاصلها وأركانها وأطرافها وأوساطها واقتصادها وخيراتها وأتى إليها كل شيء حسب ما نراه خصوصا في هذه الفترة التي لم نر لها مثيلاً من قبل وأتت إلينا تسميات جديدة هذا نظام سابق وهذه حكومة لاحقة وهذا عهد بائد وهذا عهد سائد. وكما نمسي نصبح وكما نصبح نمسي وقد ذكرت في مقالة سابقة ما ذكره الشيخ عبدالحميد كشك عن أحوال العرب والمسلمين عندما قال «لقد رزقوا الجدل ومنعوا العمل».ماضٍ مؤلم يجب أن ننساه ونؤسس لحاضر جديد كله إشراق ووضوح وصفاء حاضر ينتشل كل شيء ويصحح كل شيء حاضر تنتهي فيه السلبيات وتأتي إليه الإيجابيات، حاضر نتداركه سريعاً قبل فوات الأوان نبني به مستقبلاً مزدهراً لهذا الجيل الذي هو الأمل القادم الذي نتمناه.يجب أن ننسى ونتناسى كل ماض مؤلم عمل فينا ما عمل أخرنا وفرق بيننا وفتتنا وزرع فينا آلاماً وعمل على ضياعنا.. جعل الله لنا في بقائنا على هذه الأرض حكمة. وقد قال جلَّ جلاله «فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلاَّ الذين صبروا وما يلقاها إلاَّ ذو حظٍ عظيم».حسب ظني وتفاؤلي الكبير أننا سوف ننسى ونتناسى الماضي وسوف تحرر العقول وتتحد القلوب على الألفة والاجتماع لكل ما من شأنه إنقاذ الجميع وأتمنى من الجميع وخصوصاً من عاشوا وعايشوا الماضي أن يرسموا فجراً جديداً ويعتبروا ويتعلموا من كل دروس الماضي وما عملته وأن يكونوا مساهمين لكل فعل كما ذكرت ينسينا الماضي ويخلق لنا وفينا حاضراً نسعد به ويحقق لنا ما نطمح إليه وكلامي هذا أرسله للجميع محبة وصدقاً نابعين من قلب محب لا يعرف للحقد والكراهية سبيلا.اللهم اصلح أحوالنا واحفظ لنا بلادنا من كل الفتن.
حاضراً ننشده وماضياً ننساه
أخبار متعلقة