مساء يوم امس الأول الاثنين الـ20 من مايو، بث التلفزيون الرسمي خبراً عاجلاً عن تعرض خطوط نقل الكهرباء مأرب-صنعاء لعمل تخريبي في منطقة نهم، أخرج محطة مأرب الغازية من الخدمة.ولو تتذكرون كانت خطوط نقل الطاقة قد تعرضت قبل يومين لعملين تخريبيين في كل من نهم ومأرب على التوالي مما أخرج محطة مأرب الغازية عن المنظومة الكهربائية للبلاد، وما كان ذلك إلا بتأثير الكلمة الرائعة والموفقة التي ألقاها الرئيس عبد ربه منصور هادي أمام منتسبي القوات الجوية، وعزز فيها من حقيقة الاستهداف الذي تتعرض له القوات الجوية بعد سقوط ثلاث طائرات واستهداف أفضل الطيارين في هذا السلاح الاستراتيجي والهام.هي إذاً معركة كسر العظم، بين العهد الجديد والعهد القديم، ولكن دعونا هنا نلفت الانتباه إلى أن بقايا العهد القديم الفاسد، سيمنون بالفشل الذريع لأنهم لا يحاولون كسر عظم الرئيس هادي، بل كسر عظم الشعب اليمني برمته، لأنه هو المتضرر من تدمير مقدرات البلاد، وهو المتضرر المباشر من هذا الضرب الممنهج والإجرامي الذي يستهدف الكهرباء وأنابيب نقل النفط، وكابلات الألياف الضوئية، وهو العمل القذر الذي تتكفل به دائماً عناصر قبلية مأجورة ومرتزقة لا دين لها ولا ضمير ولا انتماء لوطن أو هوية، أخلاقها المال والمال فقط، ولا ندري ماذا يصنعون بالمال: إنهم كما نعرفهم جميعاً كتل متحركة من الأوساخ والقذارات، يأكلون الأردأ ويلبسون الأردأ ولا يهنؤون بحياتهم.لن يجد رجال العهد القديم سوى هذه النماذج المتسخة من البشر لكي ينفذوا من خلالها أجندتهم الظلامية التدميرية.. وفي اعتقادي أن مخطط إفشال نظام الرئيس هادي لن ينجح لعدة أسباب: أولها أن اليمنيين قبل أن يتولى الرئيس هادي كانوا قد عاشوا سنة كاملة من المعاناة ومن شظف العيش ومن الانهيار الكامل في كل خدمات الدولة، فقد تم تعطيل الكهرباء، ومنع ضخ النفط، وحورب الناس في أرزاقهم على أمل أن يدفع ذلك الشعب اليمني إلى التراجع عن قرار الانخراط في ثورته الشبابية الشعبية المباركة.كل تلك الإجراءات وضعت اليمنيين أمام وضع معيشي صعب لا أظنه سيتكرر إن شاء الله تعالى، فقد بلغت أسعار المشتقات النفطية مستويات قياسية لم تبلغ قبلها ولن تبلغ بعدها، كان اليمنيون يشترون جالون البنزين(20لتراً) بعشرة آلاف ريال، فيما القاطرات تفرع البنزين والديزل في خزانات خاصة بمعسكر الصباحة.. كان إذا عملاً ممنهجاً ومدروساً لتكريس الشقاء وتعميم شظف العيش على اليمنيين.وفي تلك الأثناء كانت البلاد تغرق في ظلام دامس، فأي وضع أسوأ مما قد عاشه اليمنيون في ظل العهد القديم، لكأنها كانت فترة انتقالية، لكي يجري اليمنيون المقارنة بين ما كانوا عليه في السابق وما أصبح عليه الحال اليوم.. لقد بات واضحاً أن الأعمال التخريبية التي لا سقف لها ولا هدف معلناً من قبل المجاميع القبلية اللعينة، إنما تأتي في سياق عمليات منسقة تدار من قبل رجال العهد القديم ولن تفلح في فت عضد الشعب اليمني الذي يعلم علم اليقين أن هذه الأعمال سياسية بامتياز.إن الرئيس هادي، لا تنقصه الحنكة القيادية، ولا يفتقد لخبرة الزعماء الحقيقيين، بل أنه يتميز عن غيره من الرؤساء في أنه يعلم أنه يقود البلاد لفترة انتقالية سيسلم بعدها السلطة لغيره، وهذا يعني أنه ليس مستغرقاً في بناء مشروع سلطوي جديد كما كان يفعل سلفه، وحتى وإن أريد له أن يمضي فترة رئاسية أخرى، فسوف تأتي في سياق إجماع وطني ولفترة محددة أيضاً.. فلماذا ينهمك أعداء التغيير وأعداء العهد الجديد في مهمة تدمير البلاد لأجل إفشال الرئيس، إنكم أيها الأغبياء تلحقون الضرر بالشعب اليمني، إذ ليس لعدوكم المفترض(هادي) مشروع سلطوي وهو يعي جيداً أنه يقوم بمهمة تاريخية في ظرف تاريخي سيخرج بعدها مظفراً سواء عادت محطة مأرب للعمل أم توقفت.. تباً لكم..
|
مقالات
ليس للرئيس هادي مشروع سلطوي يبرر كل هذا الضرر الذي تلحقونه بمصالح الشعب
أخبار متعلقة