عدن/ نوال الحيدري وجهاد باحداد:تصوير/ صقر العقربيشهدت قاعة محمد علي لقمان بديوان رئاسة جامعة عدن الاثنين لماضي الحفل التأبيني لفقيد الوطن ورائد حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية الدكتور/ أحمد محمد حسين الحيدري ( الكازمي ).وفي حفل التأبين الذي بدئ بأيٍ من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة حداد على روح الفقيد أشار الدكتور / عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن إلى أن الفقيد/ الحيدري يعد من الشخصيات الكبيرة التي تردد اسمها منذ الطفولة وتركت بصمات كبيرة لهذا الوطن، وقدمت أعمالاً إنسانية جليلة في الدفاع عن حقوق الإنسان لأكثر من عقدين.وأوضح الأخ/ رئيس جامعة عدن أن على الجميع أن يتعلم من دروس الماضي التي تحتاج إلى مراجعة الضمير والذوات والاستفادة من الدروس والعبر التي تبناها الفقيد المناضل/ أحمد الحيدري، وتحويل هذه اللحظات الحزينة إلى لحظات مباركة يستفيد منها الجميع ، وأن جامعة عدن تتشرف عند استضافتها لهذا العمل التأريخي بعيداً عن الظلم والإقصاء.وقال د. حبتور أن الكثيرون ربما لا يعرفون من هو الدكتور/ أحمد الحيدري ولكن من خلال الكتابات التى نشرت عنه وحديث زملائه عنه يظهر انه شخص قد حاز وكسب صداقة الجميع وتعامل مع الكل من منظار واحد.وفي كلمة للأستاذ علي صالح مقبل عباد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني السابق ألقاها نيابةً عنه الدكتور/ سالم سعيد قال فيها “ أن الأقدار قد حالفته إذ عايش هذا المناضل منذ إشراقته الأولى إلى آخر ومضاته ، رجلٌ قلما يولد مثله ممن تجتمع فيهم أنفس الخصال النادرة ، تفرست فيه رجاحة العقل وسعة الفكر في ريعان شبابه مدركاً كل الإدراك أنه بذرة تستوجب الرعاية حتى تثمر الطيب وتشمل في ظلها كل ربوع الوطن”.وأشار في كلمته إلى نشأة الفقيد ومراحل حياته التي لمعت فيها قرائن النبوغ ودلائل الدهاء منذ نعومة أظفاره متفوقاً على أترابه ومتقدماً على سنه ، وأدواره الكبيرة في المطالبة بحقوق الإنسان والثورة على القمع ومشاركته في المظاهرات الطلابية ضد الاحتلال البريطاني في عدن وتعرضه للاعتقال على خلفيتها، ومشاركته في الثورتين (سبتمبر وأكتوبر) المجيدتين والانتصار لهما والذود عنهما منذ سنوات مبكرة من عمره، وبعدها سفره لجمهورية مصر العربية للدراسة الجامعية في مجال على النفس وتعاظم مداركه حتى لمع قيادياً بارزاً في حركة القوميين العرب في الجامعات،لافتاً إلى أن الفقيد قد تقلد العديد من المناصب السياسية والقيادية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً.ومن ناحيته عبر الأخ/ ناصر محمد حسين الحيدري شقيق الفقيد في كلمة الأسرة عن شكره الجزيل لرئاسة جامعة عدن ممثلة بالدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس الجامعة لرعايته الكريمة لهذا التأبين وكل من ساهم في إنجاز وإعداد الكتيب، ومن شارك في هذه الفعالية.وقال إن الفقيد يُعد فيلسوفاً ومفكراً ومناضلاً قيادياً وسياسياً وحقوقياً في كل محطاته الحافلة بالصنائع الخالدة التي حضرت حياته، وتظل شاهدة له في قلوب محبيه ، ورجل زاوج المتناقضات وجمع بين العقل والقلب ومزج بين المنطق والمشاعر ، فكان حازماً بقراراته الحازمة في الأوقات الصعبة، والرقيق بالضمير الحي حتى في اللحظات الحرجة. فيما ألقيت كلمة للإخوة/ علي منصر محمد سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني والسفير السابق في جمهورية بلغاريا ألقاها نيابةً عنه الدكتور/ سالم سعيد أشار فيها إلى أن هذه اللحظات تمثل فاجعة وطنية وخسارة عظمى في حياة الشعوب والأمم والتي يدونها التأريخ وتبقى حاضرة في ذاكرة الأجيال.وأوضح أن الأمة قد فقدت برحيل الدكتور/ أحمد الحيدري واحداً من أبرز وأنبل أبنائها الأبرار، ويمثل خسارة كبرى لا تعوض على وطننا وحركته الوطنية منذ الثلاثينيات من القرن المنصرم ففقد به الوطن إنساناً صلباً لا تلين له قناة في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل.وفي كلمتين الأولى للمنظمة اليمنية لحقوق الإنسان والحريات الديمقراطية ألقاها فضل علي عبدالله رئيس المنظمة، والثانية للمركز اليمني لحقوق الإنسان عن منظمات المجتمع المدني ألقاها عثمان الكمراني أشادتا بالدور الريادي الذي لعبه الفقيد في تأسيسه أول منظمة لحقوق الإنسان في اليمن وأول رئيس لها، وبصماته البارزة وتمتعه بالخصال الممتازة وعلاقاته الواسعة،وأنطلق ونشر فكر الثقافة في الوطن ومآثره الإنسانية والحضارية، ومساهماته الواضحة لتحقيق الحق والعدالة في نفوس الأحرار والوطنيين. فيما عرج الشيخ/ حسين يعقوب بافضل إمام وخطيب جامع باجنيد إلى حُسن خلق الفقيد وإلى بعض مواقفه الإنسانية وخصاله الحميدة، ومعالجته للأمور بحكمة رغم صراعه مع المرض. وعقب الحفل تم توزيع كتاب خاصة عن الفقيد بعنوان “فقيد الانسانية ..الكازمي عهد الريادة وصدق الشهادة “ ، تضمن محتويات الكتاب الإهداء وكلمة اسرة الفقيد والمنظمة اليمنية لحقوق الإنسان فضلاً عن المقدمة والسيرة الذاتية . كما احتوى الفصل الاول شذرات من قلم الفقيد بينما كان الفصل الثاني كلمات ومقالات عن الفقيد ، اما الفصل الثالث التعازي والرابع صور مختارة والخاتمة بقلم علي محمد حسين الحيدري ويعد الكتاب من اصدار دار جامعة عدن للطباعة والنشر.