جعل تجمع الإصلاح من نفسه محور الثورة، وأخذ يُصنف الناس إنطلاقاً من معيار الاقتراب أو الابتعاد منه!انطلاقاً من ذلك؛ أخذ يوزع لقب “الثوري” ليس على من يقف مع الثورة ويُساندها، بل على من يتفق معه، ويُهادن سياساته وتصرفاته، فيما أسقط تصنيف “بقايا النظام” على كل من يختلف معه، كحزب وكمراكز قوى، وليس على من له موقف من الثورة، أو من كان يعمل مع النظام السابق!هذه إحدى نقاط الخلاف الرئيسية مع الإصلاح، ومن مصلحته، قبل أي شيء، أن يتخلى عن هذا الخطاب الاصطفائي.ــــــــــــــــــــــــــــــ المطلوب من الرئيس الاسد هو ما كان مطلوبا من الرئيس الراحل صدام حسين، وبعد ذلك العقيد الليبي معمر القذافي، اي ان يقدم جميع اسلحته الكيماوية والبيولوجية الى التحالف الامريكي ـ البريطاني، ثم بعد ذلك الرحيل، او مواجهة الموت مثل الاثنين، اذا ما رفض، بمحاكمة او بغير محاكمة. هل سيرضخ الاسد لهذه المطالب؟ نشك في ذلك، ولهذا علينا ان نستعد لحرب جديدة قد تكون مختلفة عن الحروب الثلاث السابقة، وقد لا تكون، من حيث الاسلوب والنتائج، لكنها حرب سنكون نحن كعرب ومسلمين ضحاياها.ــــــــــــــــــــــــــــــ فضلا أنظروا الى هذه العبارة:(إن السلطة التي انفردت بالحكم بعد حرب صيف 94م.. قامت بتسريح الآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين، من أبناء الجنوب،كما جرى خصخصة مؤسسات القطاع العام من خلال عملية نهب واسعة..).هذه العبارة ليست مقتبسة من بيان للحراك الجنوبي الداعي الى فك الارتباط واستعادة الدولة، ولا هي جزء من مقال لصحفي جنوبي انفصالي حاقد على الوحدة المباركة. بل هي جزء من الرؤية التي قدمها حزب الإصلاح قبل أيام أمام فريق القضية الجنوبية حول ما اسماه بجذور القضية الجنوبية .ــــــــــــــــــــــــــــــ لقد وصل الجميع إلى قناعة راسخة في هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا إلى إن استحضار الماضي بأي شكل من الأشكال لن ينتج عنه إلا مزيد من المعاناة لشعبنا الذي يناضل من اجل حريته وتقرير مصيره .. وانطلاقا من هذا فان وحدة الصف الجنوبي تشكل ضرورة وطنية ملحة وشرطاً أساسياً لانتصار قضية الجنوب الجديد .ــــــــــــــــــــــــــــــ هل لا يزال الصريمة يتذكر تصريحاته الساخرة من معارضة البيض من الخارج و تصريحاته الرافضة لعقد أي حوارات في الخارج أم أن الصريمة يعتبر سلطنة عمان جزءاً من اراضي الجنوب ولذلك يعتبر المعارضة منها عمل مشروع !!ــــــــــــــــــــــــــــــ نحن نخشى فقط أن لا يستوعب البعض متغيرات العصر التي فهمها الشارع الجنوبي واتخذ التصالح والتسامح نهجا لم ينهجه البعض بعد، نحن لا نريد أن يتكرر الماضي من خلال ثقافة رفض الآخر، ليعيد التاريخ نفسه، ولا نريد لجيل آخر قادم أن يذكرنا، بعد فوات الأوان، ببيت طرفة بن العبد:ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
أخبار متعلقة