صادقوا على إستراتيجية جديدة لتأمين عالم خال للأبد من شلل الأطفال بحلول 2018م
صنعاء / بشير الحزمي :أطلق مئات العلماء والأطباء والخبراء من شتى أنحاء العالم بمن فيهم من اليمن نهاية الأسبوع الماضي الإعلان العالمي للقضاء على شلل الأطفال معلنين أن وضع نهاية لهذا المرض هو أمر قابل للتحقق ومصدقين على إستراتيجية جديدة شاملة لتأمين عالم خال للأبد من شلل الأطفال بحلول 2018م.ويأتي إطلاق الإعلان بالتزامن مع الذكرى الثامنة والخمسين للإعلان عن لقاح جوناس سالك الثوري.وقد حث أكثر من 400 موقع على الإعلان الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني على القيام بدورهم لانتهاز هذه الفرصة التاريخية للقضاء على شلل الأطفال وحماية أطفال العالم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس والأجيال القادمة من هذا المرض المكبل القابل للمنع. ويناشد الإعلان الحصول على تمويل كامل وتنفيذ للخطة الإستراتيجية للقضاء على شلل الأطفال والمرحلة الأخيرة 2018-2013 والتي وضعتها المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال « GPEI .» وفي ظل انخفاض حالات شلل الأطفال إلى أدنى معدلاتها وبقاء المرض متوطناً في ثلاث دول فقط؛ تقدر المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال أن القضاء على المرض نهائياً بحلول 2018 أمر يمكن تحقيقه بكلفة قدرها 5,5 مليار دولار. وأفصح الدكتور نجيب خليل القباطي مدير إدارة صحة الطفل بوزارة الصحة العامة والسكان عن جهود رسمية تبذل من قبل وزارة الصحة العامة والسكان للحفاظ على خلو اليمن من شلل الأطفال . وقال في تصريح لـ (14أكتوبر) أن شلل الأطفال مرض خطير ويهدد الكثير من الأطفال في العالم وقد بذلت جهود كبيرة خلال السنوات الماضية على مستوى العالم كان لها الأثر الكبير في تخفيض انتشار هذا المرض بشكل ملحوظ جدا وأن كثيراً من الدول قد عملت على التقليل من نسبة الإصابة بهذا المرض . وأضاف أن هذا المرض ليس له حدود ويمكن أن ينتقل من بلد إلى آخر وبالتالي كان لابد من وضع استراتيجيات عالمية تستهدف القضاء على هذا المرض ، لأنه ما دامت هناك دولة لم تقم بأي إجراء ضد مرض شلل الأطفال فأن المرض سيظل مهددا لكل الدول .وأوضح أن مرض شلل الأطفال كان قد ظهر في بلادنا خلال عامي 2004 و2005 وأصيب به الكثير من الأطفال وقد بذلت الدولة جهوداً كبيرة للقضاء عليه. وقد استطاعت هذه الجهود خلال فترة وجيزة أن تسيطر على هذا المرض الذي انتشر حينها في عدد من محافظات الجمهورية وذلك من خلال تنفيذ العديد من حملات التحصين المتكررة والتي حققت نتيجة واضحة تجلت في انخفاض كبير في عدد الحالات .وقال أن آخر حالة تثبت في اليمن كانت في 2006 وبعدها لم تظهر أي حالة شلل أطفال في اليمن وأنه ونتيجة لذلك وبحسب المعايير الدولية ومعايير منظمة الصحة العالمية تم إعلان اليمن خالية من مرض شلل الأطفال في عام 2009م ،لافتاً إلى أن طرق الوقاية من المرض سهلة ويجب أن تكون متاحة و أن تستغل جيدا من قبل الناس .وأكد أهمية العمل المشترك للقضاء على شلل الأطفال في العالم . وقال أن مواجهة هذا المرض والقضاء عليه هي مسئولية مشتركة بين القطاع الصحي والمجتمع ،لافتا إلى أن المبادرة العالمية لإنهاء شلل الأطفال إلى الأبد بحلول 2018 تدعو الدول إلى التزام بمواصلة الجهود في إعطاء اللقاح لجميع الأطفال المستهدفين . ويقول الدكتور ولتر أورنستين، البروفيسور والمدير المساعد لمركز إيموري للقاح في جامعة إيموري والمدير السابق لبرنامج التحصين الوطني التابع للمراكز الأمريكية للتحكم في الأمراض والوقاية «نحن نمتلك الأدوات اللازمة وأمامنا فرصة مثالية لقهر شلل الأطفال، تمثل خطة GPEI خارطة طريق شاملة ستصل بنا إلى هدفنا.» ويعد الدكتور أورنستن أحد أبرز العلماء المؤيدين للإعلان ومن بين الموقعين الذين لازموا الخطوط الأمامية للقضاء على الجدري، المرض البشري الوحيد الذي تم التخلص منه بنجاح.ويشير الإعلان - المتوفر على الإنترنت على موقع جامعة إيموري vaccines.emory.edu/poliodeclaration - أن أمصال شلل الأطفال حمت مئات الملايين من الأطفال ضد المرض كما أنهت أحد فيروسات شلل الأطفال القوية مما يثبت أن التخلص من المرض أمر ممكن من الناحية العملية. ويناشد الإعلان المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف التي تنص عليها خطة GPEI لتوصيل أمصال شلل الأطفال لعدد أكبر من الأطفال المعرضين للإصابة بالمرض وبخاصة في أفغانستان ونيجيريا وباكستان والتي يبقى شلل الأطفال متوطنا بها وقد نجحت خطط عمل الطوارئ التي أطلقت العام الماضي في تحسينات كبيرة في تغطية اللقاح.وصرح الدكتور ذو الفقار بهوتا، المدير المؤسس لمركز التميز في صحة المرأة والطفل في جامعة أغا خان قائلاً «إن تحقيق عالم خال من شلل الأطفال يسير يداً بيد مع تعزيز التحصين الروتيني. نحن نحتاج من كل الدول أن تعطي الأولوية للاستثمار في التحصين الروتيني» ويعد الدكتور بهوتا أحد رموز الإعلان وهو عضو في لجنة الخبراء الاستشارية الإستراتيجية )( SAGE) المعنية بالتطعيم التي تعد هيئة استشارية تقنية. GPEI .ويؤكد الإعلان أن القضاء على شلل الأطفال يستلزم جهوداً مصحوبة بتعزيز التطعيمات الروتينية وتركيزاً جديداً لخطة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال. وبينما يتم احتواء الحالات الأخيرة لشلل الأطفال، ستكون هناك حاجة ماسة للتحصين الروتيني. ويمكن في الوقت ذاته، الاستعانة بالموارد والدروس المستفادة من جهود القضاء على شلل الأطفال لتعزيز تغطية اللقاحات المنقذة للحياة بما في ذلك الأطفال الذين تم الوصول إليهم بتدخلات صحية من قبل.وناشد العلماء والخبراء الموقعون على الإعلان المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات المبينة في خطة GPEI للتعامل مع التحديات التي شكلت عقبات أمام التخلص من المرض في الماضي بما في ذلك الارتقاء بجودة حملة التطعيم للوصول إلى الأطفال الذين تم إغفالهم بجانب القضاء على حالات شلل الأطفال النادرة الناتجة عن اللقاح نفسه. وفي الوقت الذي سعت فيه الجهود السابقة للقضاء على المرض إلى إيقاف انتقال الفيروس الخطير ثم التعامل مع الفيروس الناتج عن المصل، فإن خطة GPEI الجديدة تتعامل مع هاتين الخطوتين في آن واحد عن طريق وضع جدول زمني للاستعانة بلقاح معطل بدلاً من اللقاح الفموي. ويحث الإعلان مصنعي اللقاح على توفير إمدادات ميسرة التكلفة من اللقاحات المختلفة المطلوبة للقضاء على المرض وتناشد العلماء مواصلة البحث للتوصل إلى أدوات جديدة أفضل.وصرح البروفيسور هيلين ريس، المدير التنفيذي لمعهد ويتس للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة في جامعة ويتوترساند في جنوب أفريقيا ورئيس SAGE والموقع على الإعلان قائلاً «طالما يتواجد شلل الأطفال في أي مكان بالعالم فهو يهدد الأطفال في شتى أنحاء العالم و بالاضطلاع في نفس الوقت بالخطوات اللازمة للقضاء على المرض بما في ذلك التحول إلى اللقاحات المعطلة، فإن الدول سيكون أمامها مساراً مكتملاً للقضاء على تهديد شلل الأطفال.» u1608 وفي نوفمبر 2012 ، صدقت SAGE على نهج خطة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال ( GPEI ) لتقديم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المعطل مع كل لفاح فموي.وفي ضوء الهجمات الأخيرة على العاملين بمجال الصحة في بعض الدول المتوطن بها المرض، فإن الإعلان يؤكد الحاجة إلى حماية فرق التطعيم ضد شلل الأطفال أثناء قيامهم بعملهم. وتشتمل خطة GPEI على سلسلة من الإجراءات لتعزيز الأمن وتعميق المشاركة مع رموز الدين والمجتمع الذين يمكنهم المساعدة في ضمان سلامة عمال الصحة.وينتمي العلماء والخبراء الموقعون على الإعلان إلى 80 دولة مختلفة ويبرز من بينهم حائزون على جائزة نوبل وخبراء في التطعيم والأمراض المعدية وعمداء لبعض كليات الصحة العامة ومجموعة من أطباء الأطفال وبعض الهيئات الصحية الأخرى. ويروج أكثر من 40 جامعة وكليات صحة عامة وطب بارزة للإعلان على مواقع الويب الخاصة بها ومن بينها جامعة أغا خان وجامعة هارفرد وكلية لندن لعلوم الصحة وطب المناطق الحارة وجامعة الأزهر (مصر) وجامعة كيب تاون (جنوب أفريقيا) وجامعة ريديمرز (نيجيريا) كلية الطب المسيحية بمدينة فيلور (الهند).ويشير الإعلان إلى أن العالم أمامه فرصة فريدة للقضاء على شلل الأطفال. حيث أن الحالات الجديدة للإصابة بالفيروس المسبب لشل الأطفال قد انخفضت من حوالي 350 ألف حالة في أكثر من 125 دولة عام 1988 إلى أقل من 250 حالة فقط في 5 دول عام 2012 .بمعدل انخفاض يصل إلى أقل من 99 %. وفي عام 2013 وحتى 9 إبريل لم تسجل سوى 19 حالة، كما لم تسجل الهند، التي طالما اعتبرت أصعب دولة يمكن القضاء على شلل الأطفال فيها، أي حالة خلال عامين.ومن جانبه علق الدكتور ديفيد هيمن، المدير والباحث الأول في مركز تشاثام للأمان الصحي العالمي وأحد الموقعين على الإعلان قائلا «إن القضاء على شلل الأطفال لا يتعلق بالجدوى الفنية أو العلمية لكن توصيل اللقاحات الفعالة للأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالمرض يستوجب التزاماً سياسياً ومجتمعياً أقوى، أن القضاء على آخر 1 % من المرض يشكل تحدياً هائلاً لكن يمكننا بالعمل معاً صنع التاريخ وترك إرث عالم خالٍ من شلل الأطفال للأجيال القادمة».