دنيا هانيربما يكون العنوان قد أذهل عيونكم عند قراءتكم له للوهلة الأولى لكن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع.. (واقع الأبناء مجهول الهوية) هو نموذج لعائلة لم ألق لها مسمى آخر غير ذلك ولا يعني شرائح أخرى فقط للتوضيح وقبل إكمال الحكاية..البداية هي حكاية لعائلة مكونة من خمسة أفراد (أب وأم وابنة وابنين)..النهاية هي انتهاء الحكاية بضياع جميع أفراد تلك العائلة..ما داخل السطور صعب التصديق ولكن ما خفي كان أصعب على التصديق..الحياة قصيرة وأخشى أن نرحل دون أن نكمل رسالتنا فيها.. لهذا وجب التنويه وكان لابد علي أن أحكي تلك الحكاية فجميع تفاصيلها أشعرتني بالحسرة والألم وكلي ثقة إنه مهما وجد أناس مثل هؤلاء بفظاعتهم وبشاعتهم يوجد أناس خيرون بأفعالهم.. فلتبدأ الحكاية ولتبدأ حواسكم بالانتباه..هي أم لعائلة مكونة من خمسة أفراد وهو أب سولت له نفسه ضياع هذه العائلة.. دعوني أخبركم عن هذين الوالداين وكيف سقط جميع أفراد أسرتهما نحو الهاوية والضياع.. دعوني أخبركم عن هؤلاء الأبناء الضحايا الذين لم يلقوا الوعي الكافي والتوجيه والاهتمام ووصلوا الى ما وصلوا إليه؟(ع) الابن الأكبر في السابعة والعشرين من عمره لم يكمل دراسته لعدم تشجيع الأهل له وبسبب ذلك فهو يعيش حياة لهو وضياع مع شباب كثيرين من نفس مصيره ولكنه للأسف وفي ظل عدم الرقابة من الأهل أصبح يدمن على الدخان و(ملحقاته الأخرى) وأصبح صاحب مزاج ولاهيا بحياته ما بين سهر وتضييع وقت وأكثر من ذلك ولكم أن تتخيلوا معي أسوأ ما قد يحصل..طبعاً ليس لديه وعي ولا ثقافة ولا خلفية أن ما يفعله سوف يضيعه ويخرب حياته ويجرها إلى الهاوية.. حياته التي منذ صغر سنه وهي بائسة كما يصفها..أما (س) الابن الأصغر سناً لكنه الأكبر فعلاً فإن (إهماله وعدم رعايته وغياب دور الأهل في حياته) جعله للأسف يفقد الكثير من أخلاقه كيف ومتى حدث ذلك لا أحد يعلم أو يصدق ذهب في طريق لا يستطيع العودة منه.. ضاع وضاعت معه كل رجولته..كيف لهذا الفتى الصغير الذي كان يلعب في الشارع مع أولاد في مثل عمره أصبح الآن يلعب به؟!! تجاهل الأب والأم له جعله يلجأ لمن يهتمون به ويرعونه ويستغلون ذلك لمصلحتهم (أكيد عرفتموهم)! أكمل طريقه وحين علم والداه به لم يتفاجآ أو يصدما بل وبكل وقاحة رضيا بالأمر الواقع بحجة أنه أنحرف وانتهى الأمر، ولكنه للأسف لم ينته على ذلك..!!أما الفتاة (م) التي كانت في ربيع عمرها ولم تكن قد تخطت السابعة عشرة.. من خطأ فادح أرتكبه أهلها لخطأ أكبر وصلوا إليه وهو تزويجها لرجل يكبرها بأضعاف ولكن انتهت هذه الزيجة بالفشل لأن الهدف الأساسي وراء الزواج كان مسيارا (طمعاً بالمال) فكيف له أن يكتمل؟! وكغيرها من أخوتها في ظل الغفلة من الوالدين تمردت وانحرفت هي الأخرى لأنها لم تلق أحدا تلجأ إليه يواسيها وينصحها ويوجهها.. فالأب والأم كلاهما مشغولان بنفسيهما وغافلان عن أولادهما.. فباعت نفسها وأخلاقها لمن يدفع لها! مسكينة هي لأنها كانت صغيرة على هذا الشقاء فأي مصير أو مستقبل ينتظرها بعد ذلك؟..من هنا كانت بداية انفصال هذه العائلة وتشتتها من هنا بدأت وقاحة هذه الأم وحقارة ذلك الأب اللذاين لم يهتما سوى بمزاجهما وراحتهما وغفلا عن أولادهما ومشاكلهما ولولا تهورهما وتناسيهما للمسؤولية التي تترتب على أعناقهما تجاه أولادهما ولولا ضعف دينهما وابتعادهما عن ربهما لما حال الوضع لهذا المصير ولما ضاع كل الأبناء في سهوة من الآباء ولما كان هدفهم في الأول والآخر هو قبض المال من أبنائهم جراء انحرافهما وتغاضيهما عن ذلك بحجة (طالما أنك تخرج لكسب المال فأعطني نصيبي من ذلك)..أبوان باعا نفسيهما للمال وأبناء أشتروا أنفسهم بالمال..أبوان من المفترض أن يكونا قدوة لهؤلاء الأبناء وليس عارا عليهم..وأبناء بمثل هذا العمر مصيرهم جميعاً كان الانحراف والضياع..!أين عقلا هذين الأبوين ولماذا كانا في غفلة عن أولادهما ليتركا نفسيهما في الأخير تسقطان إلى الهاوية.. هل هما راضيان عما وصلوا إليه؟ هل ينامان وهما مرتاحا البال في ظل هذا الشتات؟ برأيكم هل يشعران بالأمان وفلذات أكبادهما بالخارج يتجولون ويبحثون عن مصدر العيش الحرام؟؟..فبعد رحيل واحد من هؤلاء الأبناء إلى طريق المجهول المحفوف بالمخاطر فما هو مصير البقية هل سيكون مصيرهم أسوأ من مصيره؟ وأم سيلحق بقية الأفراد لتصحيح ما اقترفوه أم سيبقى الحال على ما هو عليه تائهين وفي غفلة عن كل شيء ولاهين وراء الحياة وما يوجد فيها ووراء المال وما قد يدفعهم إلى فعله فهو في زمنهم هذا أصبح كل شيء.. المال الذي وفي كل مرة لن أتردد في أن أقول عنه بأنه خادم جيد ولكنه سيد فاشل..في الآخر لا يسعني سوى أن أطلب منكم الدعوة لهذه العائلة بالهداية لربما يأتي يوم ما يصلح فيه الحال وتتبدل الأحوال ويصحو من هم غافلون عن واقع أبنائهم.. وإلى هنا تنتهي الحكاية ويبدأ مع الأبناء واقع مجهول الهوية..
|
ومجتمع
مع هؤلاء الآباء واقع مجهول ينتظر الأبناء
أخبار متعلقة