حديث الكاتب البريطاني هارولد بنتر في مناسبة تسليمه جائزة نوبل للأدب . ليس هناك فاصل صلب واضح بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، ولا بين ما هو صادق وما هو كاذب. وليس من الضروري أن يكون أي شيء إما صادقاً أو كاذباً، بل انه يستطيع أن يكون كليهما في الوقت ذاته.اعتقد أن هذا التعريف لا يزال معقولاً وقابلاً للتطبيق في عملية اكتشاف الحقيقة من خلال الفن، ولذلك فإنني ككاتب أقف معه، ولكني كمواطن لا أستطيع، فأنا باعتباري مواطناً لا بد لي أن اسأل ما هي الحقيقة، وما هو الصدق، وما هو الكذب؟. الصدق في الدراما مختل بطبيعته، ولا يمكن للمرء أن يجده، ولكن البحث عنه دافع قهري، ومن الواضح أن البحث هو الذي يقود الجهد، فالبحث هو مهمتك، وغالبا ما تتعثر في الظلام الحالك بالحقيقة مصطدما بها، أو ربما تلمح لمحة من هيئة تبدو لك كما لو كانت لها علاقة بالصدق الذي تبحث عنه، وغالبا ما يحدث ذلك دون أن تنتبه إلى حدوثه. ولكن الصدق الحقيقي، هو انه ليس هناك أبداً في فن الدراما صدق أو حقيقة ذات وجه واحد يمكن الإمساك به، بل هناك الكثير. هذه الحقائق المتعددة يتحدى بعضها بعضا، ويلتف احدها على الآخر، ويعكس بعضها بعضا، أو يتجاهله، أو يعمي عليه، أو يسخر منه، وأحيانا تشعر انك قد أمسكت بحقيقة اللحظة في يدك، ولكنها سرعان ما تتسرب من بين أصابعك وتضيع. لقد سئلت مراراً عن الطريقة التي ولدت بها مسرحياتي. ولكني لا استطيع شرح الأمر بالضبط، ولا أستطيع تلخيص مسرحياتي بعبارة جامعة، ولا املك إلا القول بأنها حدثت لي كما تحدث الأشياء للإنسان، فذلك هو بالضبط ما حدث. معظم المسرحيات تتخلق بسطر أو كلمة أو لمحة وغالبا ما تتبع اللمحة الكلمة، وسأعطي مثالين عن سطرين هبطا على عقلي هكذا فجأة ودون سابق إنذار، وتبعت كلا منهما لمحة، ثم أكملت الباقي، المسرحيتان كانتا (الإياب إلى البيت) و(الأزمنة الخوالي). السطر الأول من الإياب إلى البيت يقول: ماذا فعلت بالمقص؟ أما السطر الأول من الأزمنة الخوالي فيقول: مظلمة. وفي الحالتين لم تكن هناك أي معلومات إضافية. في الحالة الأولى كان شخص ما يبحث عن المقص ويريد أن يعرف مكانه من شخص آخر، ربما كان يظن انه قد سرقه. ولكنني أدركت بطريقة ما أن الشخص المخاطب لم يكن مهتما لا بالمقص ولا بالشخص الذي يخاطبه. أما كلمة مظلمة، فقد ظهرت لي كما لو كانت وصفا للون شعر شخص ما... شعر امرأة، وكان هو الجواب للسؤال، وفي الحالتين كنت مجبرا على متابعة الأمر ، وقد حدث ذلك بصرياً وتلاشى ببطء إلى النور من خلال الظلال.أبدأ المسرحية دائماً بتسمية شخصياتها بالحروف..أ ، ب ، ج. وفي المسرحية التي أصبحت فيما بعد مسرحية (الإياب إلى البيت)، رأيت رجلا يدخل إلى غرفة معتمة ويسأل رجلاً اصغر سنا منه جالسا على أريكة قبيحة، وبين يديه جريدة سباق الخيل وهو يقرؤها، وقد شككت أن الشخص (أ)، كان والد الشخص (ب) ولكن لم يكن لدي دليل على ذلك. ولكن الدليل أتى بعد قليل عندما رد (ب) الذي سيصبح فيما بعد (ليني) على (أ) الذي سيصبح فيما بعد (ماكس): هل تمانع يا أبي لو أنني بدلت موضوع الحديث؟ فأنا أريد أن أسألك عن شيء ماذا كان اسم العشاء الذي تناولناه قبلاً ؟ ماذا تسميه ؟ ولماذا لا تشتري لك كلبا ؟ فأنت لست إلا طباخ كلاب، أقول هذا بأمانة إنك تظن نفسك تطبخ لعدد كبير من الكلاب . ولذلك وما دام (ب) قد دعا (أ) أباه فقد بدا لي أنه من المنطقي أن افترض بأنهما كانا أبا وابنه، وقد كان من الواضح أيضا أن (أ) هو الطباخ وان طبخه لم يلاق استحسانا كبيراً لدى الابن . هل يعني هذا انه لم تكن هناك أم ؟ لست ادري . ولكن ، كما قلت لنفسي وقتها، إن بداياتنا لا تعرف أبدا نهاياتنا . أما كلمة (مظلمة) فقد كانت نافذة كبيرة ... سماء ليل. ورجل هو( أ ) الذي سيصبح فيما بعد (ديلي) وامرأة هي (ب) ستصبح فيما بعد (كيت) وكانا جلوسا يشربان . وسأل الرجل : متين أم نحيف؟ عمن كانا يتكلمان ؟... ولكني رأيت ساعتها امرأة واقفة بجوار النافذة هي(ج) التي ستصبح فيما بعد ( آنا )، وذلك تحت ضوء مختلف، كان ظهرها إليهم، وكان شعرها مظلما فاحم السواد.إنها لحظة غريبة، لحظة خلق الشخصيات التي كانت حتى تلك اللحظة لا وجود لها . أما الذي يأتي بعد ذلك فهو مليء بالاحتمالات وغير مؤكد، بل انه حتى هذياني ولو انه في بعض الأحيان يصبح أشبه بانهيار ثلجي ليس بالوسع إيقافه . إن وضع المؤلف وضع عجيب . فهو من جهة شخصية غير مرحب بها من قبل شخصيات العمل الأدبي، فهي تقاومه، أنها شخصيات لا يسهل العيش معها لدرجة أنك تلعب معها لعبة أشبه بمباراة لا تنتهي، لعبة القط والفار الأزلية، تخبط الأعمى ولعبة ( الغميضة) .ولكنك في النهاية تجد أن لديك أشخاصاً من لحم ودم، أناساً ذوي إرادة وذوي حساسية خاصة بكل منهم، وقد بنيت شخصياتهم من أجزاء لا يمكن تغييرها أو السيطرة عليها أو تشويهها. ولذلك فان اللغة في الفن تظل عملة عالية الغموض، رمالاً متحركة، لوحة قفز مرنة - ترامبولين. حفرة متجمدة قد تذوب فجأة تحت الكاتب فيهوي في أي لحظة . ولكن وكما قلت فإن البحث عن الحقيقة لا يتوقف أبدا، لا يمكن هجرها. ولا يمكن تأجيلها، بل يجب مواجهتها هنا، الآن، وفي هذه اللحظة . المسرح السياسي يقدم مجموعة من القضايا المختلفة تماما، ويجب تجنب الاحتفالية فيه بأي ثمن. والموضوعية أمر بديهي، يجب ألا يسمح للشخصيات بتنفس هوائها الخاص، المؤلف لا يستطيع تقييدها أو الحد من جموحها ليرضي ذوقه أو مواقفه أو تحيزاته الخاصة .يجب عليه أن يكون مستعدا لمعالجتهم من زوايا متعددة، من زوايا نظر كاملة وغير محدودة، يجب عليه مفاجأتهم، وربما يجب أحيانا وليس دائماً أن يمنحهم حرية الذهاب في أي اتجاه يريدون، وان كان هذا لا ينجح دائما. وبطبيعة الحال لا يخضع الهجاء السياسي لأي من هذه المفاهيم بل انه على العكس تماما، فتلك هي وظيفته الملائمة .أظن أنني سمحت في مسرحيتي، حفلة عيد الميلاد، لطائفة كاملة من الخيارات للعمل في غابة كثيفة من الاحتمالات، قبل أن أركز أخيراً على مشهد الهزيمة. اللغة الجبلية ليست فيها هذه المجموعة من العمليات. فهي تظل دموية وموجزة وقبيحة، ولكن الجنود في المسرحية تتاح لهم بعض التسلية من خلالها، وينسى المرء أحيانا أن أعمال التعذيب تصبح مملة بسهولة، فهم يحتاجون إلى قليل من الضحك للمحافظة على معنوياتهم عالية. وقد تأكد ذلك بطبيعة الحال في أحداث سجن (أبو غريب) في بغداد، وتستمر اللغة الجبلية في المسرحية حوالي عشرين دقيقة فقط، ولكنها قادرة على الاستمرار لساعات وساعات بلا هوادة، ويتردد نفس النمط مرة بعد أخرى ساعة بعد ساعة وبلا هوادة. في مسرحية (من التراب إلى التراب)، يبدو لي أن مكان الحدث يقع تحت الماء، امرأة تغرق ويدها مرتفعة إلى أعلى خلال الأمواج مستنجدة، ولا تلبث أن تختفي عن الأنظار، وعندما رأت انه لم يكن هناك احد لا فوق الماء ولا تحته، ولم يكن بصحبتها غير الظلال والانعكاسات الطافية. كانت المرأة شخصاً ضائعاً في الأفق الغارق. امرأة ليس بوسعها النجاة من الهلاك الذي بدا كما لو كان لا ينتمي إلا إلى الآخرين. ولكن ولأنهم هلكوا فقد كان لابد لها من الهلاك أيضا. اللغة السياسية كما يستعملها السياسيون، لا تغامر في الدخول إلى أي من هذه المناطق طالما أن معظم السياسيين، طبقا للأدلة المتوفرة لنا، ليسوا مهتمين بالحقيقة قدر اهتمامهم بالسلطة والحفاظ عليها. وللحفاظ على السلطة، كان من الضروري إبقاء الجمهور جاهلا بحقيقة انهم يعيشون حياتهم منكرين للصدق، حتى لو كان هذا الصدق يخص حيواتهم ذاتها. ولذلك فإننا محاطون بخضم هائل من الأكاذيب التي نتغذى بها.كما يعرف كل شخص هنا، فإن التبريرات التي سيقت لغزو العراق كانت أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل خطيرة للغاية، يمكن له إطلاق بعضها خلال خمس وأربعين دقيقة ليحدث دمارا فظيعا. وقد أكدوا لنا ان ذلك كان صحيحاً وهو لم يكن إلا كذباً محضاً.لقد اخبرونا ان العراق كانت له علاقة بالقاعدة، وانه يتحمل مسؤولية المشاركة في الفظائع التي حدثت في نيويورك في 11 سبتمبر 2001. أكدوا لنا ان تلك كانت الحقيقة. ولم يكن ذلك إلا كذباً اخبرونا بان العراق هدد امن العالم وان ذلك كان صحيحاً ولم يكن قولهم ذاك إلا كذباً.إن الحقيقة مختلفة تماماً والحقيقة لها علاقة بالطريقة التي ترى فيها الولايات المتحدة الأمريكية دورها في العالم، والأسلوب الذي اختارته للعب ذلك الدور.ولكن قبل ان أعود إلى الحاضر أود إلقاء نظرة على الماضي القريب، وبالذات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ ان وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. واعتقد انه من واجبنا في هذه المرحلة ان نقوم ولو بمراجعة محدودة في الزمن القصير المتاح لنا هنا. ان كل امرئ يعلم ما حدث في الاتحاد السوفيتي وشرق أوروبا خلال الفترة التي أعقبت الحرب من الدموية المنظمة، إلى الفظائع الواسعة الانتشار، والقمع القاسي للتفكير المستقل. كل هذا تم توثيقه والتأكد من صحته. ولكن ما أريد قوله هنا هو إن جرائم الولايات المتحدة في الفترة ذاتها لم يتم تسجيلها إلا بشكل سطحي ناهيكم عن توثيقها، بل وناهيكم عن الاعتراف بها، هذا اذا وضعنا جانباً، من حيث المبدأ، مسألة الاعتراف بأنها كانت جرائم. وعلى الرغم من الحدود التي أوجدها أمامها الاتحاد السوفييتي، فإن أعمال الولايات المتحدة حول العالم أوضحت بجلاء أنها كانت تعتقد بأن من حقها ان تفعل ما تريد. ولم يكن غزو الدول ذات السيادة من الأساليب المفضلة لدى أمريكا. ولكنها فضلت وبشكل أساسي ما وصفته بالنزاعات ذات الحدة المنخفضة. النزاعات ذات الحدة المنخفضة تعني أن آلافا من الناس سيموتون، ولكن بشكل أبطأ مما لو ألقيت عليهم قنبلة تقضي عليهم في لحظة واحدة. وهي تعني أيضا انك ستقوم بتلويث قلب هذا البلد أو ذاك، وتؤسس لمرض خبيث ينهش هذا القلب، ثم تظل ترقب انتشار الغنغرينا وازدهارها فيه. وبعد ان يتم إخضاع الشعب او تدميره حتى الموت- وكلا الأمرين سواء- وتقوم بتنصيب أصدقائك في الجيش والمؤسسات الاقتصادية الكبرى بكل راحة في سدة السلطة، عندها تذهب بادي الرضى لتعلن أمام الكاميرا ان الديمقراطية قد انتصرت، كانت هذه هي الصورة المعتادة للسياسة الخارجية الأمريكية خلال الفترة التي اعنيها هنا. ما حدث في نيكاراغوا المأساة في نيكاراغوا حالة نموذجية، وأقدمها كمثال بارز يشير الى رؤية الولايات المتحدة لدورها في العالم، أمس واليوم. في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي حضرت اجتماعاً في السفارة الأمريكية في لندن، وكان الكونغرس في الولايات المتحدة يوشك على إصدار قرار حول تقديم الدعم المالي لقوات الكونترا في حملتها ضد الدولة في نيكاراغوا، وكنت عضواً في الوفد الذي تحدث نيابة عن نيكاراغوا، وكان الأب جون ميتكالف أهم عضو في هذا الوفد، وكان رئيس الوفد الأمريكي ريموند سيتز (الذي كان في حينه الرجل رقم 2 بعد السفير، وهو نفسه اصبح سفيرا فيما بعد). قال الأب ميتكالف: سيدي أنا مسؤول عن رعية في شمال نيكاراغوا، وأبناء رعيتي يبنون المدارس والمراكز الصحية والثقافية. عشنا بسلام. قبل اشهر قليلة هاجمت قوات الكونترا رعية الكنيسة، ودمروا كل شيء: المدارس والمراكز الصحية والثقافية. اغتصبوا الممرضات والمدرسات، ذبحوا الأطباء بطريقة قاسية. وتصرفوا مثل الوحوش. أرجو أن تقوم بدعوة الولايات المتحدة الى سحب دعمها لهذه الأعمال الإرهابية السافرة، كان لريموند سيتز سمعة جيدة كرجل عقلاني، مسؤول ومقنع. وكان يتمتع بالاحترام في أوساط الدبلوماسيين. أنصت جيدا، وعندما تحدث كان في حديثه رنة حزن، قال يا أبتِ دعني أقل لك شيئاً. في الحرب، الأبرياء هم الذين يعانون، حدقنا به صامتين ولكن لم يرمش له جفن، كانت هناك لحظة صمت باردة،. طبعا الأبرياء هم الذين يعانون قال احد الحاضرين أخيراً، ولكن في هذه الحالة كان الناس الأبرياء ضحايا مجزرة فظيعة دعمتها حكومتكم، من بين عدد آخر من المجازر. وإذا سمح الكونغرس بتمويل الكونترا من جديد، فان مجازر أخرى من هذا النوع ستحدث ، أليس هذا هو الوضع؟ أليست حكومتك مذنبة بدعمها، أفعال القتل والتدمير التي تمارس على مواطني دولة ذات سيادة؟. قال سيتز متجهماً: لا اعتقد أن الحقائق التي قدمتها تدعم موقفك. وعندما كنا نغادر السفارة، قال لي احد المساعدين في السفارة: إنني استمتع بقراءة مسرحياتك، فلم أرد عليه. لا بد لي من تذكيركم انه في الوقت ذاته، كان الرئيس ريغان يدلي بالتصريح التالي: ان الكونترا هم المعادل الأخلاقي لآبائنا المؤسسين.لأربعين عاماً دعمت الولايات المتحدة الدكتاتور سوموزا في نيكاراغوا. وقام الشعب النيكاراغواي مدعوماً بثوار السانديستا بالإطاحة به في عام 1979 في ثورة شعبية عارمة. ولم يكن السانديستا بلا أخطاء. فقد كان لهم نصيبهم من الغرور، وكانت فلسفتهم السياسية تتضمن الكثير من الأمور المتناقضة. ولكنهم مع ذلك كانوا أذكياء وعقلانيين ومتحضرين. وقد بدأوا بإنشاء مجتمع تعاوني مستقر ، وألغوا حكم الإعدام، وبدوا كما لو كانوا قد أعادوا مئات الآلاف من الفلاحين الذين كانوا على حافة الموت إلى الحياة. وأعطيت أكثر من مئة ألف عائلة عقود تمليك للأراضي، وتم بناء ألفي مدرسة، وأدت حملة لمحو الأمية الى انخفاض مستوياتها الى اقل من السبع. وتم تعميم التعليم والعلاج الصحي المجانيين، وانخفض عدد الوفيات بين المواليد بنسبة الثلث، وتم القضاء على مرض شلل الأطفال. وقد شجبت الولايات المتحدة هذه الإنجازات واعتبرتها قمعاً ماركسياً ـ لينينياً. فإذا سمح لنيكاراغوا بإنجاز بناء البنى الأساسية للمجتمع وإقامة نظام اقتصادي عادل، واذا سمح لها برفع مستويات العناية الصحية والتعليم وتحقيق وحدة اجتماعية واعتزاز وطني، فهذا النظام- في نظر الولايات المتحدة- سيقدم مثالاً خطيراً للدول المجاورة له، فتقوم بطرح الأسئلة ذاتها ومن ثم تحذو حذوه. ان هذه البنية غير القانونية يتم إدامتها ضداً على اتفاقيات جنيف، انه لا يتم التساهل بشأنها فقط بل نادراً ما يتم التفكير فيها من قبل ما يسمى بالمجتمع الدولي، وهذا الإجرام المثير للغضب يرتكبه بلد يسمي نفسه زعيم العالم الحر، هل فكرنا في أولئك القابعين في خليج غوانتانامو؟ ماذا تقول وسائل الإعلام عنهم؟ إنهم يظهرون في بعض المناسبات على الصفحة السادسة كموضوع صغير مهمل لا يستحق الاهتمام، لقد تم شحنهم إلى أرض لا تخص أحدا حيث يراد لهم أن لا يرجعوا منها أبداً. إنهم في الوقت الحاضر مضربون عن الطعام ويتم إطعامهم القوة، بما في ذلك البريطانيون منهم ، وبالمناسبة ليس هناك أي شيء لطيف في عملية الإطعام، لا مهدئ ولا مخدر بل مجرد أنبوب يتم حشره في الأنف وعبره إلى الحنجرة.. يقيء المرء دما من جراء العملية. انه تعذيب. ماذا قالت الخارجية البريطانية عن هذا الأمر ؟ لا شيء ولم؟ لان الولايات المتحدة قالت” إن انتقاد سلوكنا في خليج غوانتانامو عمل غير ودي. فأما أن تكونوا معنا أو أن تكونوا ضدنا، ولذلك اقفل بلير فمه.
|
ثقافة
حول الفن والصدق والسياسة - هارولد بنتر 2-1
أخبار متعلقة