الدراجات النارية مصدر إزعاج يؤرق السكينة خاصة في أوقات متأخرة من الليل
تحقيق/ أيمن عصام سعيدتشكل الدراجات النارية في محافظة الحديدة كابوساً مزعجاً للمواطنين فإنها تسير بشكل عشوائي دون الالتزام بقواعد المرور ووسائل السلامة خصوصاً عندما يقودها سائقون متهورون يقومون باختراق صفوف السيارات في الزحام ويشكلون خطرًا على المارة وعلى المركبات ويسهمون في وقوع الحوادث.وتعلو أصوات المواطنين بقولهم: “أصحاب الدراجات النارية لا يتركون لنا فرصة للنوم والراحة، ومنهم من يقول: أصحاب الموتورات لا يكفيهم النهار بل يزعجوننا حتى الفجر ويغيظك بعضهم بانطلاقة بأقصى سرعة ناهيك عن صوته المزعج خصوصاً أن الشارع في وقت متأخر من الليل يكون خالياً من المارة والأشد من ذلك أنـَّه لا يعمل لدراجته كاتمـًا للصوت ولا يراعي المسنين ولا الأطفال ولا المرضى وكأن الشارع (حقه) واختتم بتساؤل: متى يتم تنظيم وضبط مثل هؤلاء؟..[c1] مصدر رزق[/c] في البداية تحدث معنا الأخ مجدي عوض سائق دراجة نارية من أبناء محافظة الحديدة حيث قال:أقود دراجتي النارية لنقل الركاب وهي وسيلتي الوحيدة للحصول على دخل يعيل أسرتي.وأضاف “تعتبر الدراجة النارية كاسحة الزحام بالذات ساعة الظهيرة وقت ذروة الازدحام لأنها تعد الوسيلة الأسرع للمواطن المستعجل لقضاء مشواره بأسرع وقت لذا نحن نطلق على الدراجة اسم “كاسحة الزحام”.وقال المواطن عبدالرحمن علي محمد من أبناء الحديدة إن «الدراجات النارية هي سبب المشاكل والحوادث المرورية والمخالفات علاوة على أنـَّها مصدر إزعاج يؤرق الساكنين في منازلهم خاصة في أوقات متأخرة من الليل ويتسبب سائقوها في مضايقة المشاة وسائقي السيارات وأطالب جهات الاختصاص بإيجاد حلول حقيقية لهذه المشكلة».واستطرد في حديثه بأنه لا يقصد منعهم من السعي والبحث عن رزقهم لكن يجب أن تكون هناك ضوابط منها احترام السير وعدم إيذاء الغير.وتحدثت معنا الطالبة لطيفة الماس وقالت: أنا أواجه مشكلة الموتور كل يوم مرتين عند ذهابي إلى المدرسة وعند عودتي كوني أواجه صعوبة في التركيز عند قطعي للشارع للوصول إلى مدرستي مع عدم وجود رجل مرور ينظم لنا السير في الطريق خصوصاً أثناء فترة الظهيرة حين يكون الشارع العام مزدحمـًا بالسيارات والموتورات وهذا حال العديد من الطلبة الذين امتنعوا عن الحديث معك نتيجة لعاداتنا وتقاليدنا ومنها خوفاً من أن يعكس أي حديث قد يقولونه سلباً سواء من الأسرة أو من قبل الإدارة المدرسية.ويرى هشام احمد طالب مختبرات طبية جامعة الحديدة أن الدراجة النارية تحولت بين أيدي اليمنيين من وسيلة نقل شخصية إلى وسيلة للعمل وكسب الرزق وأصبحت مهنة للكثير من البسطاء باعتبارها لا تحتاج إلى رأس مال كبير وهذه حسنة قدمت لهذا الشعب المكافح، ولكن الموتورات تحولت إلى وسيلة للموت حتى الذين يستخدمونها للتواصل نجد منهم من فقد ساقه أو احد أعضائه بسبب السرعة أو عدم الالتزام بقواعد المرور.وأضاف هشام أن الدراجات النارية في اليمن سلاح ذو حدين مثلها مثل أي وسيلة, فإما تكون وسيلة ايجابية تستخدم استخدامـًا ايجابيا لما صنعت له وأما أن تكون أداة بيد العصابات الإجرامية التي تنفذ أعمال الاغتيالات والسرقات والاعتداء على الأبرياء، وبهذا تكون من بين أخطر الوسائل التي تهدد بل وتدمر أمن وسكينة المجتمع ولا تختلف عن السلاح.[c1]الدراجات النارية من مهددات الأمن الاجتماعي[/c]ويعلق فؤاد أحمد يحيى: هي من مهددات الأمن الاجتماعي خصوصاً مع غياب الرقابة على أصحاب الموتورات من خلال تقطعهم المستمر للمواطنين وهم قلة ولكن أصبح هناك ثقافة زرعت في أوساط المجتمع أن سائقي الموتورات طلقاء وفوق طائلة القانون لكثرة الشواهد والحوادث التي ارتكبها بعضهم بحق أبناء مجتمعهم.رغم أن هناك من يعتبرها وسيلة للمواصلات يستخدمها من يكون على عجل ويريد قطع المسافة بأسرع وقت ممكن أو لكسر الازدحام الذي تكون عليه المدينة.يقول خالد حسن ناصر: نحن نكن لهم كل احترام وتقدير في قلوبنا ولكن للأسف بقدر ماهي وسيلة مواصلات أصبحت وسيلة تهدد المجتمع وكان لها دور في حوادث القتل الأخيرة والحوادث المرورية التي تسبب كوارث كبيرة وتكبدهم خسائر أيضا كبيرة.ويلاحظ أن وسيلة الموتورات في السابق كانت مصدر رزق كثير من الأسر لكنها الآن مع ظاهرة الاغتيالات تغيرت إلى مصدر قلق يهدد الأمن.[c1]ويرى خالد أننا نحتاج إلى ثورة فكرية للالتزام بالضوابط والقوانين المرورية .[/c]فيما يقول أسامة: أنها نعمة إذا وجدت الضوابط ونقمة متى تركناها هكذا دون تطبيق القانون واللوائح، والموتورات في الأصل وسيلة مواصلات وتواصل ورياضة ممتعة وما يحدث أن هناك من أراد أن يخربها على من يعولون أسرهم وهو يعد مصدر دخلهم الوحيد ويستخدمها من اجل اﻻخلال باﻷمن العام وتهديد حياة الناس.ويقول إن الغالبية تعتبرها وسيلة مواصلات وأكل عيش للشباب العاطلين عن العمل والقلة القليلة تراها وسيلة تهدد أمن المجتمع، نحن هنا في اليمن نعيش حاليا غياب القانون، وغياب دور الدولة في المديريات والمراكز فالدولة غير متواجدة إلا في المدن الرئيسية، أما انقطاع الرزق بسبب الإرهاب فهذا غير موجود إطلاقا. والآن في المدن الرئيسية مثل صنعاء وعدن والمكلا وتعز عملت الحكومة على ترقيم الدراجات وكل صاحب دراجة عليه أن يقوم بترقيم دراجته ومن لم يقوم بالترقيم فيتم حجزه فقط أو مصادرة الموتورات) وعندنا في الحديدة المسألة محتاجة إلى وقت بسبب العدد الكبير من الموتورات وصعوبة الظروف المعيشية .وأكد صالح الماس أحد منتسبي شرطة المرور بمحافظة الحديدة أن الموتورات وسيلة مواصلات وكثيرا ما يحتاجها المواطن عندما يكون على عجلة من أمره ولكن هناك بعض سائقي الدراجات النارية تكون قيادتهم متهورة وهذا يؤثر سلباً على الحركة المرورية ويتسبب في وقوع عدد من حوادث السير المؤسفة. ونحن نواجه مشاكل جمة من أصحاب الموتورات بسبب عدم التزامهم بالضوابط المرورية ولكننا متفائلون بعد إصدار قرار مجلس الوزراء بترقيم جميع الدراجات النارية بتفاعل أصحاب الموتورات والتزامهم بآداب الطريق واحترام رجل المرور لأننا لسنا خصومـًا لهم بقدر ما أننا هنا في خدمتهم ونقدم لكل المواطنين خدمات سواء كان سائق دراجة أو مركبة أو أحد المارة.[c1]الحصول على أرقام خلال المدة المحددة[/c]وأوضح العقيد علي حسين العياني مدير عام مرور محافظة الحديدة: نحن كونا لجنة لتنظيم وترقيم الدراجات النارية ولازلنا في طور الإعلان لسائقي الدراجات النارية لتوجيههم إلى الجمارك من اجل الحصول على أرقام خلال المدة المحددة من قبل مجلس الوزراء.وأضاف العياني: نحن نطبق القانون على سائقي الدراجات النارية في حالة الحوادث حسب النظم المتبعة في قسم الحوادث المرورية ومع الأسف هناك بعض الأشخاص ينفرون الناس بسبب عشوائيتهم في قيادة الدراجة النارية ما قد يسبب حوادث مرورية.ولفت إلى أنه لابد من تضافر كل الجهود لتوعية السائقين بنظم قيادة الدراجة النارية حتى يتسنى لنا تطبيق القانون في حالة وجود أي مخالفة ولابد على المجتمع أن يساعدنا على تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة وان يقولوا للمسيء لآداب الطريق (أنت مسيء) على سبيل المثال عندما يقوم رجل المرور بالقبض على صاحب دراجة نارية مخالف يجتمع الناس على رجل المرور من كل مكان ناهيك عن أصحاب الموتورات ويتعاطفون معه وكأننا نحن الخصوم غير مبالين أن رجل المرور ممثل عن القانون ويحرصُ على تطبيقه في مكان عمله.واستطرد في حديثه قائلاً: حاولنا منذ مدة حظر عمل الدراجات النارية ومنعها من المرور بعد الساعة العاشرة مساء ولكننا واجهنا صعوبة في تنفيذ هذا الحظر من قبل سائقي الدراجات من خلال خروجهم في مظاهرات ليلية وحفاظًا منا على الحالة الأمنية علقنا هذا المقترح حتى إشعار آخر.وقال: يجب على المجتمع أن يساهم معنا في التوعية للحد من ظاهرة عشوائية الدراجات النارية من خلال مشاركتهم في تنظيم عمل الدراجات النارية حتى نستطيع أن نعيد الحالة الأمنية على أكمل وجه.