غضون
تقاسم الوظيفة العامة صار الشغل الشاغل لحزب الإصلاح في تعز بغض النظر عن توافر الشروط المطلوبة في من سيعين في هذه الوظيفة أو تلك، وقد عين وزراء إصلاحيون مديرين بعضهم شبه أميين، بينما محافظ تعز الإداري الناجح المجرب، يعتمد على طريقة اختيار فضلى، وهي جعل الوظيفة موضوعا للتنافس، يتنافس المتقدمون لشغل المنصب وفق معايير مفاضلة علمية، ومن تنطبق عليه معايير المفاضلة يعين لشغل ذلك المنصب.وهذه الطريقة لم ترق لحزب الإصلاح، وهي من الأسباب التي جعلته ينقم على شوقي هائل منذ البداية.. يقيم له صلوات وخطب التشويه والاستنكار والكذب، وينصب له الخيام، وينشر المسلحين في تعز لإثارة الفوضى وجلب المتاعب، ويسير له المسيرات المسيئة، بل ويحرف مسيرات أحزاب اللقاء المشترك عن مساراتها الحقيقية ويحولها إلى مسيرات معادية للمحافظ، كما هو الحال في المسيرة الأخيرة التي نظمها المشترك في ذكرى جمعة 18 مارس، فحولها حزب الإصلاح إلى مسيرة معادية للمحافظ شوقي، وقرأ فيها بيانا يهاجم المحافظ، ما دفع الحزب الاشتراكي اليمني إلى الاحتجاج على ذلك، فقال إن البيان الذي خصص لمهاجمة شوقي لا يمت للمسيرة بأي علاقة، وإنه غير البيان الذي اتفقنا عليه! منذ نحو سبعة أيام أغلق حزب الإصلاح مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز مرة أخرى ولا يزال مغلقا، بعد أن أغلق في السابق مكاتب حكومية أخرى، وكتب عليها «مغلق من قبل الشعب».. وهذه المرة لا يتعلق الأمر ب «ثورة مؤسسات»، بل للضغط على المحافظ لإلغاء مبدأ شغل المناصب وفقا لمعايير المفاضلة، واستبداله بمبدأ المحاصصة، وفرض قرارات أصدرها وزير التربية الإصلاحي بتعيين مدير عام ورؤساء شعب بمكتب التربية.حزب الإصلاح حشد أعضاءه وأنصاره وخيم في بوابات المكتب وأغلقه، وانتقل موظفو المكتب إلى أمام بوابة المحافظة ينجزون معاملات الطلاب والمعلمين من داخل خيمة نصبوها هناك، ورغم أن النيابة العامة أمرت إدارة الأمن بضبط الذين أغلقوا المكتب وهاجموا عددا من المدارس، وإحالتهم إلى القضاء إلا أن الأمن لم يقم بواجبه كما يجب. يقول حزب الإصلاح إنه قام بذلك لإجبار قيادة السلطة المحلية على «تنفيذ قرارات الحكومة التي قضت بتغيير مدير مكتب تربية..» وفي حقيقة الأمر أن تلك القرارات أصدرها وزير التربية، وتقضي بتعيين مدير عام ورؤساء شعب، بينما مدير عام مكتب التربية يعين - بعد المفاضلة- بقرار جمهوري وليس بقرار وزير، كما أن تعيين رؤساء الشعب من صلاحية السلطة المحلية وليس من صلاحية وزير التربية.. يقول المحافظ شوقي: لم نتفق مع وزير التربية على تعيين رؤساء شعب، بل اتفقنا على التنسيق بين قيادة المحافظة والوزير على اختيار الأفضل لرؤساء الشعب لا أن يأتيني قرار تكليف بديل عن قرار جمهوري، وبتعيين رؤساء شعب.. ويتعين لكل القوى السياسية والمنظمات في تعز أن تقول للمحافظ موقفك صحيح، فاثبت على موقفك إلى النهاية.