كلمة حق ووفاء لرجال صمدوا وأوفوا بعهودهم وأراحوا ضمائرهم من أجل الوطن منهم من مات ولم يفكر احدهم في سلطة او مال، استوعبوا حلمهم من واقع الحياة ورفعوا رؤوسهم إلى السماء من اجل حياة أفضل وتعبيد الطريق لمن سيأتي من بعدهم وحملوا أكفانهم في كل حدب وصوب ورفعوا بنادقهم في وجه المستعمر دون كلل، منهم من سجن أو مات أو نفي إلى خارج الوطن ومن ردفان إلى أبين وعدن ولد الذئاب الحمر وماتوا كالأسود: علي عنتر، سالم ربيع علي ، عبدالفتاح اسماعيل واختلطت دماؤهم بالفدائي والمفكر والمثقف وتجسدت فيهم روح الطبقة الوسطى والفقيرة وروح الألفة والتسامح. عبدالله عبودة الرجل الصامد مات بهدوء كان معنا في تأسيس حركة القوميين العرب بالأخص في زنجبار عام 1960م ومنهم على سبيل المثال علي صالح عباد مقبل، سالم ربيع علي ، ناصر علي صدح، صالح أحمد النينو، سعيد ناصر سنان، عبدالقادر سالم سنان ، منصور مطلاه، محمد هشوش ، محمد علي عريم، عبدالله قديش. وعبدالله عبودة من الرجال الذين ذهبوا إلى مدينة تعز معنا في ذلك الوقت الجميل من اجل التدريب العسكري وكان من الدفعة الأولى الذين أسسوا حركة القوميين العرب وتدربوا على السلاح على أيدي ضباط مصريين أكفاء. أما عزيزي وأخي المناضل حيدرة عمر صالح فقد انضم إلى حركة القوميين العرب في أواخر عام 1962م بعد أن تم الاتفاق بيني وبين الأخ سالم ربيع علي على ترشيحه في احدى حلقات حركة القوميين العرب بالتزامن مع انضمام الإخوة عبدالله عبدربه باشافعي ، وسالم جعبل، وناصر عباد. الأخ حيدرة عمر وعبدالله عوض الشيخ باسندوة أسسا معي نادي الفجر الجديد في قرية الكود ( ابين ) كغطاء سياسي للحراك الشعبي السلمي آنذاك وذلك من شهر مارس عام 1961م وحينها كنت رئيساً للنادي والأخ حيدرة عمر أمين السر وعبدالله عوض الشيخ وفي أحدى الليالي من عام 1961م أو نهاية العام تبادر إلى ذهني شعار وباللغة الانجليزية وكان على النحو التالي : Go Out FROM OUR CONTREY ENGLISH MAN ارحل إيها الانجليزي من الوطن وكان حيدرة عمر خطاطاً بوضوح فأسندت إليه كتابة الشعار على يافطة وتعليقه على خط الطريق العام وذلك لمرور كتيبة انجليزية متجهة من عدن إلى أبين مروراً إلى مكيرس ومودية وقد كان حيدرة مناضلاً فذاً. أما عزيزي وأخي المناضل الدكتور أحمد محمد الكازمي الشاب الثوري الوطني والذي لعب دوراً محورياً في إشاعة الفكر السياسي والوطني بين أخوانه في القرية والمدينة والمدرسة فكان نموذجاً أصيلاً للشاب الطالب المنفتح على طبيعة الصراع وأحكامه وفي فترة من أحلك الظروف الصعبة كان وفياً لمعتقده السياسي وتطلعات شعبه ونموذجاً للإخلاص والصبر وعمل على تحريك المظاهرات الطلابية بحكمة وعقل ورفع البندقية والقلم في آن واحد عارك الحياة وقرأ الوقائع واستوعب متطلبات الوطن وأقام جسراً بين السلم والصداقة بين العدل وحرية الرأي والرأي الآخر فنخره المرض وأصابه الألم النفسي وتركوه يموت وحيداً وبصمت ولكنه لم يمت في قلوب أصحابه وأعز رفاق دربه.. مات شامخاً كجبل.
كلمة رثاء لرجال أوفوا بعهودهم
أخبار متعلقة