إعداد : ابتسام العسيري :السل.. مرض مزمن ينتج عن العدوى بجراثيم السل وقد يصيب مختلف أجزاء الجسم وهو يصيب بصورة رئيسية الرئتين، وينتقل من الشخص المريض إلى الشخص السليم غالبا عن طريق الرذاذ المتطاير من فم المريض عند العطس أو السعال ويسمى الدرن (تي بي )، وهو يقتل مليوني إنسان كل سنة، ويوجد حول العالم حاليا 16 مليون مصاب بالسل.وفي يوم 24 مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة مرض السل، وهو اليوم الذي اكتشف فيه روبرت كوخ الجرثومة المتسببة في الإصابة بالسل عام 1882، ونال عنها جائزة نوبل سنة 1905، وكان ذلك الاكتشاف هو الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه.[No Paragraph Style]عنوان وسط المادة الصغير[Basic Paragraph]ضعف الجهاز المناعي يقول د.مجدي بدران طبيب مختص إن عدوى السل تحدث في العالم بمعدل إصابة كل ثانية، لذا فثلث سكان العالم يحملون ميكروبات السل في أجسامهم، فميكروبات السل بطيئة التكاثر فهي تتكاثر في حوالي 18 ساعة عكس غالبية البكتيريا التي تتكاثر في20 دقيقة فقط.وأكد بدران أن السل مرض مزمن ينتج عن العدوى بميكروبات السل التي لا ترى بالعين المجردة والتي يبلغ طولها 1 ميكرومتر أي حوالي جزء واحد من مليون جزء من المتر.وأشار بدران إلى أنه ليس بالضرورة أن يصبح كل مصاب بالسل مريضا، فالجهاز المناعي يغلف ميكروب السل ويقيد حركته تماماً، إضافة إلى غلافه السميك، مما يجعل العدوى كامنة لسنوات، لهذا فعندما تضعف مناعة الشخص المصاب تصبح فرص ظهور المرض أكثر.وأكد بدارن أن أكثر الأشخاص عرضة للمرض هم الأطفال ومرضى الإيدز لضعف جهازهم المناعي، كما أن نصف المصابين به لا يلقون علاجا فيموتون.ويوضح بدران أن ضعف جهاز المناعة هو السبب الأول في ظهور وباء الإيدز, وحالياً يعاني 11 مليون شخص في العالم من الإصابة بفيروسات الإيدز والسل معاً.طرق العدوى السل مرض معد مثل الزكام، فهو ينتشر خلال الهواء، العدوى الأولى تصيب الأشخاص غير الحائزين على مناعة كافية، وتنتقل العدوى من خلال المرضى المصابين بالسل الرئوي فقط، فعندما يقوم الأشخاص المصابون بالسعال، العطس، الكحة، التكلم أو البصق، يقومون بنشر الجراثيم، التي تعرف بعصويات السل في الهواء، والأشخاص الذين يعانون من السل الرئوي النشط يقومون عند السعال، العطاس، الكلام، أو البصاق، بإطلاق القطرات المعدية ذات القطر 0،5 حتى 5 ميكرون. ويمكن بعطسه واحدة إطلاق ما يصل إلى 40000 قطرة، ويمكن لكل واحدة من هذه القطرات نقل المرض، لأن الجرعة المعدية لمرض السل منخفضة جداً واستنشاق أقل من 10 جراثيم قد تسبب العدوى.واحتمال انتقال الفيروس من شخص لآخر يعتمد على عدد من القطرات المعدية من قبل الناقل، وفعالية التهوية، ومدة التعرض، والفوعة من سلالة السلية، وأكثر الفئات التي تصاب بهذا المرض تتراوح أعمارها بين 15 و45 سنةوفي حالات قليلة تكون العدوى الأولية شديدة وتتطور إلى سل جامح يمكن أن يصيب أمكنة متعددة من الجسم ولكن في أغلب الأحيان يشفى المريض من هذه الإصابة ويتحجر مكانها برواسب كلسية وتبقى الجراثيم محبوسة لمدة طويلة، وفي حالة ضعف الشخص أو إصابته بمرض سبب له الهزال وزالت الرواسب الكلسية تنشط جراثيم السل من جديد ما يسبب للشخص ما يسمى السل الثانوي، وإن لم يتم علاج الشخص المصاب بالسل النشط فأنه يقوم بنشر العدوى إلى 10 أو 15 شخص سنويا.أنواع السل -سل رئوي معد ايجابي اللطخة -غير معد سلبي اللطخة .سل خارج الرئة مثل : سل العمود سل العظام سل الأمعاء سل الدماغ او أي مكان في الجسمأعراض السلتظهر أعراض المرض تدريجيا ولا يلاحظها المريض إلا عدة أسابيع أو أشهر، على نسبة تتراوح بين 5 و% 10 من الأشخاص المصابين بالسل. والمريض المصاب بالسل الرئوي يشكو من : - سعال لأكثر من ثلاثة أسابيع - آلام في الصدر، و قصر التنفس.- حمى وتعرق في الليل- بصاق قد يكون مدمم - فقدان الشهية ضعف عام ونقص في الوزنويصيب السل غالبا الرئتين، ولكنه من الممكن أن يصيب العقد الليمفاوية، الجهاز العصبي، العظام، المفاصل، الجهاز البولي, الجهاز التناسلي، الجلد.وأكثر الأشخاص عرضة للمرض الأطفال ومرضى الإيدز لضعف جهازهم المناعي، وكثيرا من المصابين به من الفقراء لا يتلقون العلاج أو الرعاية الصحية اللازمة فيموتون.التشخيص: ويتم تشخيص السل الرئوي بفحص البصاق ( البلغم ) للمريض لتحري وجود جراثيم السل .أو بالكشف بالأشعة أو بالوسائل المختلفة في حالات السل في الأعضاء الأخرى.العلاجأفضل طريقة لعلاج مرض السل :إن أضمن واحدث طريقة لشفاء مريض السل استخدام العلاج يوميا تحت الإشراف اليومي المباشر للفترة المقررة وبدون انقطاع والتزام المريض بمواصلة العلاج يؤدي إلى شفائه تماما وإذا لم يلتزم بمواصلة العلاج للفترة المقررة لا يشفى وقد يموت أو يتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها .-عدم الالتزام بمواصلة العلاج ( يؤدي إلى ظهور حالات مرضية مقاومة للعلاج يصعب شفاؤها).- خدمات مكافحة السل متوفرة في عموم محافظات الجمهورية من خلال الوحدات والمراكز الصحية والمستشفيات العامة ، كما توزع أدوية السل مجانا عبر مراكز ووحدات مكافحة السل في عموم محافظات الجمهورية ووفق السياسية العلاجية السليمة.الوقايةوقاية الآخرين من مرض السل تتم بما يلي :-على الشخص المصاب أن لا يسعل في وجه الآخرين ويجب عليه استخدام منديل أثناء السعال أو العطس .-على المصاب أن لا يبصق على الأرض .-الاكتشاف المبكر للحالات وتشخيصها وعلاجها حسب النظام العلاجي للفترة المحددة.-تطعيم الأطفال بلقاح الـ(بي سي جي ) .-قد يؤثر السل على الجهاز العصبي للطفل الذي لم يلقح بلقاح الـ( بي سي جي ) . المراكز الإقليمية للسل في اليمن : توجد في بلادنا اليمن عدد من المراكز الإقليمية لمكافحة السل في محافظات «عدن-الحديدة- تعز- صعناء ) بدعم من منظمة (جايكا) اليابانية ،.. ويقول المختصون في المركز الإقليمي للسل الذي أنشيء عام 2003 في محافظة عدن إن السياسات الوطنية التقنية لبرنامج السل تعتمد على تبني إستراتيجية منظمة الصحة العالمية (المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف اليومي المباشر) ، اكتشاف الحالات، الفحص المجهري المباشر للطخة: ثلاث عينات عند التشخيص وأثناء متابعة المعالجة، أشعة للصدر في مراكز السل وحيثما توفرت.ومن خلال التسجيل والتبليغ : ويتم التسجيل وفق نظام منظمة الصحة العالمية والإتحاد الدولي لمكافحة السل وأمرض الرئة من خلال كرت المعالجة وسجل المختبر وسجل مكافحة السل في المديرية وسجل الحالات المشتبهة وسجل المخالطين. أما التبليغ فيتم من خلال التقارير لاكتشاف الحالات,نتائج المعالجة وتحول اللطخة وتقرير المخالطين وتقرير المشتبه بإصابتهم. ، نظام ضبط جودة المختبرات ، تحليل تقييمي للمحصلات والمؤشرات ومقارنتها بالأهداف المرسومة.وعلاج السل في المركز يتم بنظام الفئات: الفئة الأولى للمرضى الجدد ويعطى العلاج الرباعي (RHZE) لمدة شهرين، ثم الثنائي (RH) لمدة أربعة أشهر.ونظام الفئة الثانية لمرضى إعادة المعالجة ويعطى (RSHZE) لمدة شهرين، ثم (RHZE) لمدة شهر، ثم (RHE) لمدة خمسة أشهر. وتتولى إدارة المركز الإقليمي لمكافحة السل بعدن الإشراف والنزول إلى كل الأماكن التي يتواجد بها المرض ورصده وتقديم العلاجات المجانية والإشراف على الحالات في المركز الذي يقع في مدينة المنصورة بعدن.ويدعو المختصون في المركز المصابين إلى أهمية إجراء فحص للبصاق بالتوجه إلى احد مراكز معالجة الدرن (السل) أو حتى وحدات السل التي تتوفر في المرافق الصحية بجميع المدن اليمنية.والمعالجة والإشراف اليومي المباشر (DOTS) ذات أهمية للوصول بالمريض إلى الشفاء من المرض”.داء الفقراء ووصمة العار يسمى مرض السل بداء الفقراء على اعتبار أن اغلب الحالات تكون بين أولئك الذين يعانون من سوء في التغذية وكذا غير القادرين على العلاج ما يؤدي بهم إلى الإهمال أو عدم الذهاب إلى الطبيب وبدء برنامج العلاج، كما أن الإصابة بالسل تعد وصمة عار حسب نظرة المجتمع التي تعتبر المرض خطيرا فمريض السل يتولد لديه الشعور أن مرضه مزمن ومحكوم عليه بالموت، ولكن الحقيقة أن المرض مثله مثل أي مرض آخر ويمكن أن ننظر لبعض الأمراض أنها بسيطة لكن قد تكون قاتلة فمرض السل مرض يشفى منه تماما وفق شروط محددة إذا التزم بها المريض، وخاصة بعد الإشراف المباشر على سياسة العلاج لأنه نتيجة لمدة العلاج الطويلة يتماطل المريض في استخدامه وهنا يصاب بالانتكاسة لكن مع الإشراف المكثف والاعتماد على العلاج اليومي يتم الشفاء.يقول مختصون في المركز الإقليمي للسل بعدن: يمكن متابعة المريض في تناول العلاج في المركز إذا كان المريض قادرا على التردد كما نثقف الأسرة بأن يعطى العلاج بأوقات محددة وبانتظام وأن يكون مسؤولا عنه احد أفراد الأسرة ولهذا وجدت نتائج متميزة وأيضا الناس وعت المرض وانه لا يمثل وصمة عار ولهذا نجد تجاوباً من مرضى السل بعكس زمان الذي كان يخاف أن يأتي إلى المركز وان يقال عنه مريض سل ، لا نقول إنها اختفت تماما وإنما تلاشت مقارنة بها قبل عشر سنوات .الوضع الوبائيوعن الوضع الوبائي للسل في اليمن حاليا قال مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل انه وبحسب نتائج آخر مسح وبائي للسل أجراه البرنامج الوطني لمكافحة السل في اليمن بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في عامي2010 و2011 تبين أن معدل الحدوث السنوي لجميع أشكال السل هو 50 حالة لكل 100,000 نسمة من السكان أي إذا كان سكان اليمن 25 مليون نسمة فان الحالات التي تحدث سنويا في اليمن هي 12500 حالة. من هذه الحالات 6250 حالة سل رئوي معد . وبقية الحالات هي سل رئوي سلبي وسل خارج الرئتين. وأن معدل الوفيات بسبب السل هي 9 وفيات لكل 100,000 نسمة من السكان.ويهدف البرنامج الوطني للسل تحقيق معدل اكتشاف 70 % من حالات السل الرئوي المعدي ووضعها تحت العلاج. والمعالجة بنجاح حوالي 87 % من الحالات المكتشفة حتى العام 2015م. سدس سكان العالم حاليا سيصابون بالدرن وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن خلال العشرين سنة القادمة من بداية هذا القرن سيصبح عدد المصابين بالدرن بليون شخص أي حوالي سدس سكان العالم حاليا، وخلال هذه السنوات سيموت بالمرض 35 مليون شخص.
السل ..ورحلة شفاء بالعلاج المنتظم
أخبار متعلقة