كلمات
قال لي سفير دولة أجنبية كبرى إنه في لقاءاته مع مرشد الإخوان وبقية قيادات الجماعة كثيراً ما يسمع منهم شكاوى لا تنتهي من المعارضة التي يتهمونها بالوقوف ضد تمكين النظام من أدوات الحكم، ومن ثم تعطيل برنامج الإصلاح الذي كانوا ينوون تطبيقه.ولقد دهشت أن يردد السفير، وهو خبير قديم بشؤون بلدنا، مثل هذه الحجة التي يتعلل بها الإخوان لتغطية عجزهم عن معالجة المشاكل التي تفاقمت بعد توليهم السلطة، وسألت السفير: كيف تقف المعارضة ضد إصلاح أي من مرافق الدولة التي تدهورت بشكل غير مسبوق، وقلت: لنأخذ السكك الحديدية وما ألم بها كمثال، إن عدد الكوارث التي شهدناها في الشهور الأخيرة لم نشهده من قبل، صحيح أن وضع الكثير من الخدمات كان مترديا، لكن الإخوان في حملاتهم الانتخابية قالوا إنهم يحملون الخير لمصر، وادعوا أن لديهم برنامجاً شاملاً للإصلاح روجوا له تحت اسم مشروع النهضة، وأن به الحلول لمشاكل الناس، لكن ذلك للأسف لم يحدث، بل ما لبثت بعض قيادات الإخوان أن أوضحت بعد وصولهم للحكم أنه ليس هناك مشروع للنهضة، وأن الإعلام أساء الفهم، في الوقت نفسه أخذت كل المرافق تزداد تدهوراً لدرجة أصبحت تنبئ بكارثة وطنية شاملة.وما يقال على السكك الحديدية يقال أيضاً على الكهرباء والمياه التي أصبحت كل منهما تنقطع بشكل شبه يومي، وعلى غياب الأمن وزيادة وانتشار الجريمة، وتفاقم مشكلة القمامة وغلاء الأسعار، بالإضافة لاستهداف القضاء والهجوم على الإعلام، والأداء المتردي للدولة المصرية على الساحة الدولية، والذي يتجلى في الزيارات التي يقوم بها مرسي للخارج، فقل لى بربك ما مسؤولية المعارضة عن كل ذلك؟ وما مسؤولية المعارضة عن حديث ضعيف يتفضل به رئيس الجمهورية أمام الجالية المصرية في ألمانيا؟ وما مسؤولية المعارضة عن التخبط الذي لم تعرفه الدولة المصرية من قبل، والذي يجعل كل قرار يصدر يتم إلغاؤه بعد أيام، وفي بعض الأحيان بعد ساعات فقط من إصداره؟ ما مسؤولية المعارضة عن إصدار قرارات لا تتم دراستها الدراسة الواجبة قبل إعلانها، سواء كانت إصدار قانون للانتخابات لا يتم عرض تعديلاته على المحكمة الدستورية، أو تحديد موعد للانتخابات العامة في نفس يوم أعياد الأقباط؟فصمت السفير صمتاً دبلوماسياً ولم يرد.