أدعي أنني أول عضو في المؤتمر الشعبي العام قلت : لا يجب أن يفكر صالح لا في التمديد ولا التوريث..وأول شمالي قلت : إن الرئيس القادم يجب أن يكون جنوبيا ...! ومع ذلك لا استطيع الادعاء بأنني قلت ذلك في الوقت الصحيح وبالشكل الصحيح.. !لم تتغير مشاعري تجاه وطني العزيز بكل جهاته وأهله الغالين في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، منذ خمسين عاماً هي عمري الإدراكي ، وأجد من الأهمية طرح بعض الإيضاحات ، وليس كلها، ربما تماهيا مع طريقتنا في التعاطي مع الظواهر والمشاكل ، وربما مراعاة للدوافع المشروعة لغضب نقدر إنه مشروع وسببه الفساد والجشع الذي مارسته قلة نافذة ، يجب أن تعيد ما سلبت ونهبت... ــــــــــــــــــــــــــــــ تم تقزيم قضيتي الشهيد والجريح وهما من القضايا المفصلية المتعلقة بجوهر الثورة ونوابضها الأساسية، احتضانهما يجب أن يكون في مستوى الثورة تعظيماً وتكريماً لا تحجيماً وتحطيماً، تمجيداً وتقديراً لا توهيناً وتحقيراً.تتراجع القضايا الثورية بانحسار الرؤية وضغط الضرورات، ويتم تبخيس الروح الفادية بإسقاط المعنى من خلال هذه الأداءات الكليلة الترقيعية أو الخطابات المستجدية المسيئة التي لا تحسن حفظ المجد ورعاية العظمة وتقتل المعنى وتعمّق جرح القيمة. ــــــــــــــــــــــــــــــدائما وأبداً تبقى القوى المناهضة للتغيير تبحث عن تغيير لا يقلق راحتها ويحفظ مصالحها ولو على حساب أغلبية أبناء الشعب الفقراء والمضطهدين والمستضعفين سواء جاء التغيير إزالة الفوارق بين الطبقات كما كان مشروع ثورة سبتمبر الذي تم القضاء عليه بحركة 5 نوفمبر وأحداث أغسطس 68م أو بمضمون “ وثيقة العهد والاتفاق بعد الوحدة الذي انتهى بحرب صيف 94م أو بمضمون دولة مدنية وفيدرالية ستمنح المحافظات والأقاليم صلاحيات ستسمح للقبائل والرعية بأن يرفعوا أصواتهم ضد ظالميهم ومضطهديهم وبالتالي ستفقد «القوى التقليدية» مصالح جعلتها تتصدر وتحكم وتملك الشجر والحجر والثروات فوق الأرض وفي باطنها. ــــــــــــــــــــــــــــــأمتلك الحراك المحافظة على عدالة القضية الجنوبية، لم ينحرف عنها أو يساوم بها طرف ضد طرف آخر، رغم كل الإغراءات ومحاولات الاختراق، أصبح اليوم قاب قوسين من تحقيق أهدافها.على عكس الثورة، لم يحافظ كثير من الثوار على عدالتها، فهم في ظرف أشهر انساقوا نحو الانقسام والتمترس خلف مراكز القوى في الشمال، بعضهم كان مع الثورة، واليوم أخذ طريقه إلى الردة نحو الاحتماء ببقايا النظام السابق، و تملق لصوصها، ومراكز القوى التي اعتادها واختصر مصيره بين بياداتها. كانت الفرصة الوحيدة لتلاقي الحراك مع الثورة ستتحقق لو نجحت الثورة وحققت أهدافها، والأهم لو أستطاع الثوار المحافظة على عدالة قضيتهم واستمرارية فعاليتها ونضالها نحو تحقيق أهدافها.أما والأمر كذلك، فأعتقد أن الثورة قد توقفت عن التقدم. وسبقها الحراك بأشواط. ــــــــــــــــــــــــــــــمتى سيأتي اليوم الذي تخرج مسيراته دون ريموت كونترول هذا الحزب أو ذاك، دون صورة هذه الآفة أو تلك من كل موميات الماضي بدون استثناء؟باختصار: أخشى أن يظلّ شعارنا (خلال سباتٍ شتويٍّ يموت فيه الحلم لمدّة ستة أشهر):الحَوار حَوارَنا (بِنصب الراء، والحائين، و الأهم: بنصب اليمن من الشرق إلى الغرب).
للتأمل
أخبار متعلقة