سطور
بدأت أفكر في موضوع أكتب عنه وتشتت وتلاشت عندي الأفكار إلا أن أمي كانت حاضرة بقوة ومسيطرة ومستحوذة على القدرالأكبر من مخيلتي في التفكير مما جعلني أختار عنوان (أمي ... شعلة تضيء حياتي ) وبعد اختياري للموضوع أخذت قلمي وحاولت أن أعبر وأكتب ما يتبادر ويدور في ذهني وفكري وما أحس به من مشاعر وأحاسيس فياضة تجاه أمي فتصلب ووقف قلمي ساكناً متسمراً مكانه عاجزاً لا يستطيع الوصف والتعبير من كثرة الأنهار الجارية من الأحاسيس والمشاعر تجاه أحق الناس بحسن صحابتي... فمهما كتبت ووصفت وعبرت لم ولن أوفيها حقها . فهي النهر العذب الصافي النقي الذي أشرب منه حين أشعر بظمأ المشاعر من كل من يحيطون بي وهي الحضن الدافئ الذي يقيني شر الليالي الباردة وهي شجرة اليقطين الرطب التي تكون لي برداً وسلاماً في نهار الصيف المشمس الحار.فهي كالذي يزرع بستاناً مليئاً بالثمار ولا ينتظر حصاده فشاب رأس شعرها لترى سعادتي وهي الشمس التي تنير دربي في جميع مناحي الحياة ويصحح إنعواج مساري بإرشادها ونصحها ودعائها فهي الوحيدة المشغولة بأمري إذا تبسمت ضحكت وأستبشرت لمسرتي دون أن تعرف سبب ابتسامتي وإذا كدرت بكت دون أن تعلم سبب تكديري. فعطاؤها لا نهاية له منذ أن حملتني في بطنها تسعة شهورو على ذراعيها عند الطفولة إلى يومنا هذا فشكراً أمي وجزاك الله عنا خيراً عن كل ما قدمته وتقدمه من أجلي .ليتني أغسل بدم قلبي قدميك وأصنع من نعليك تاجاً فوق رأسي ليت السقم يتخطاك ويصيبني فهذا أول مقال أكتبه ويدي ترتعش ودموعي تنهمر على خدي ليس خوفاً ولا جزعاً ولكن إكراماً وإجلالاً وإكباراً وتبجيلاً وتقديراً واحتراماً لمكانتك . فاعذريني أن أخطأت أو قصرت ما هذا إلا تعبير بسيط وقطرة من بحر مليء بالأحاسيس وزهرة من حدائق زهورك المليئة بالعطر الفواح من المشاعر وإذا كتبت كل ما أشعر به فلم ولن تكفيني كل ورق وحبر الدنيا في وصف ما بداخلي اتجاهك وكل عام وكل الأمهات بخير وعاماً سعيداً يا أمي يا كل حياتي. وإذا تحرينا مكانة الأم نجد أن ما في أي نظام أو دين رفع من شان المرأة مثل الإسلام ومايؤكد ذلك حديث النبي الذي جاء فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك.. متفق عليه. والصحبة والمصاحبة هي الرفقة والعشرة، وأولى الناس بحسن المصاحبة وجميل الرعاية ووافر العطف والرفقة الحسنة هي الأم التي حملت وليدها وهناً على وهنٍ. ولقد كرم الإسلام الأم واعتبر لها مكانة عظيمة، فهي التي حملت وأنجبت وربت وضحت، وتحملت الكثير كي يسعد أبناؤها، وحافظت على النعمة التي أنعم بها الله عليها (نعمة الأمومة) وعلمت وقومت لتخرج جيلاً فاضلاً يشع بالإيمان والحب والخير والعطاء الغزير، والوفاء الكبير. فالأم غالية وشامخة في كل يوم، ولابد من تكريمها والبر بها في كل لحظة، سواء أكانت على قيد الحياة أم في رحاب الله. والجنة تحت أقدام الأمهات، ومن بر أمه وتحمل في سبيل تكريمها واحترامها وعرف أنه مهما قدم فلن يوفي حقها، وأنها طالما تحملت من أجله، لكي يحيا ويسعد ويهنأ… قد أطاع الله ورسوله وأصبح بإذن الله من الفائزين بحب الله ورضاه وبمكان في الجنة.. وفي الأخير اللهم اجعل أمي سيدة من سيدات الجنة وجميع أمهات المسلمين.. رب اغفر لوالدي وأرحمهما كما ربياني صغيراً.