سطور
"من ماء نهر النيل جئت مهاجراً .. وعلى ذرى شمسان مرسى ترحالي..عاشرت شهباً فيه طيبة موطني . الوالدان هنا وعطف الخال..". هكذا نستهل وداع معلمنا الأستاذ الكبير محمد مجذوب علي ( السوماني) الذي عاش معنا وبيننا الأربعين سنة معلماً مربيا ،صحافياً، شاعراً يرق عذوبة وأخلاقاً .. هكذا نستهل ذكرى وفاته السادسة ففي تاريخ ( 21 مارس من عام 2007م ) ودعناه إلى الرفيق الأعلى وهو يفيض حناناً وحباً لعدن وأهلها وناسها ومن عرفهم وعمل معهم سواء في ثانوية الجلاء الغانم أم في معهد ( 14 أكتوبر) بالمعلا أو في صحيفة (الأيام ) التي عمل بها منذ شبابه عندما قدم إلى عدن عام 1962م .ودعنا الأستاذ المربي الفاضل أبو العيدروس والهاشمي والدودحية) الذين هم اليوم دكاترة يحيون سيرة أبيهم العطرة التي فاح شذاها في كل ربوع مدينة عدن وكذا لحج التي عمل بها أيضاً وشقيقه الأستاذ المرحوم حسين مجذوب علي الذي قاسمه الشعر والعمل التربوي والذي قبل وفاته قبل سنين طويلة كان قد قال: في مدينة تبن شعراً جميلاً .. نقتطف منه: قال لي حدثني يا تبن وحديثك تاريخ فطنتجتر الماضي حضاراتوتصوغ الحاضر يا تبنوإليك سلامي يا تبنوإليك هيامي يا تبن" . نتذكر اليوم عطاء الرجل وإخلاصه لليمن وعدن على وجه التحديد فقد كان دائماً يتغنى بها ويكتب الأشعار لها وهو ما ضمنه ديوانه الجميل المعنون( قمري والمد والجزر..) لارتباطه بالبحر بحر صيرة ونهر النيل العظيم.. وكان دائماً يبننا لواعج أشعاره ومكنون أسراره .. وقد كتب إلينا في ( 8 / 2 / 1999م) وصفة شعرية لحاله ويشرح فيها كيف تم إيقاف راتبه البسيط مطالباً التدخل فلا هو (بمعار ولا هو بمحلي ) وضاعت سني عطائه التي توجت بمرض خبيث سيطر عليه وهو الرجل المحبوب الذي كله بساطة وحب وأخلاق ولا يعرف الخبث أبداً وسبحان الله الذي يبتلي العظماء والكرماء ويأخذهم إليه سريعاً." شهران قد مرا بغير رواتب هي عادة في كل عام تحصلفإذا بشهر ثالث وبرابع رباه ما هذا ؟ وهل ذا يعقل ؟!أيجوع ( مجذوب ) وغيره متخم ( الجهل) أسعده وذلك ( مزمبل) وأنا الذي أعطيت بلقيس التي لم يعطها غيري بصمت أعمل بذلت مساعي كي تحسن حالتي المستشار ( عباد ) جهده أول( نعمان) أبين كم وكم قد سطرت يمناه في ( أكتوبر) .. ذا باطل" هكذا كان يداعبنا .. والدكتور مهدي عبدالسلام كان حينها مديراً لتربية عدن عبدالواحد عباد هو المستشار الذي دعمه كثيراً ورحمة الله على الاثنين فقد فارقانا وتركا لنا الذكرى العطرة .على أن ذكرى وفاة العم ابن عباد الثالثة تحل علينا في ( 16 / 5 / 2013م ) وما زال كتابه التلميذي ينتظر الفرج من مطابع الكتاب المدرسي بعدن حيث أننا بصدد تسليمه لهم لكي يظهر إلى النور وهو أملنا الكبير.المجذوب الخالد كتب كثيراً عن عدن واليمن.. وحياته كانت كلها لعدن، فلم يعمل في بلده إلا قليلاً فقد غادرها شاباً يافعاً ليعود إليها كهلاً مريضاً وهو الذي كان يوصي ان مات بعدن ان يدفن في مقبرة القطيع ولكن الله اختاره ليكون في أم درمان او الخرطوم .. رحمة الله عليه.نتذكره اليوم مع احتفائنا بعيد الأسرة ( 21 مارس) وهو تخليد للرجل نتذكره به كل عام وفاء لعطائه وتضحياته التي صنعت منا تلاميذ جيدين محبين لشعره مجلين لعطائه حافظين العهد نتذكره دائماً.(ربع قرن يا حياتي يا يمن.. ربع قرن في اليمن.. ربع قرن لليمن.. هكذا اختتم حياته بترنيمة خالدة وأضاف " كل حبي يا حياتي يا عدن .. أنت لي صرت وطن) فرحمة الله على استاذنا في ذكراه السادسة التي ما تزال عطرة.وفي مناسبة غالية كهذه لابد من تقديم واجب العزاء من لدنا في عدن من كافة محبي المجذوب وهم كثر لكننا نشير الى أناس يعز أن نذكر علماً ( سومانيا) بعطره الفواح ولانشير إليهم ومنهم الدكتور عبد العزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن نائب وزير التربية ( سابقاً) الذي كان له دور في علاج الأستاذ المجذوب في الأردن .. كما نتذكر صاحب الأيادي البيضاء في رحلة العلاج يوم كان مديرا تنفيذياً للمصافي وهو الأستاذ فتحي سالم والأستاذ على الشيباني صاحب معهد ( 14 أكتوبر) وعبدالحفيظ المعمري وعادل سيدو وعدد من التربويين الذين يكون في مقدمتهم التربوي ( أبو سمرة) سمير علي يحيى الذي كان يأتي المجذوب إلى منتداه باستمرار وكذا الأستاذ حسين با فخسوس التربوي الشهم.الرحمة للمجذوب ولنا العزاء ولأسرته الكريمة كافة.