يعد الحوار الوطني تظاهرة هامة وتجمهراً موضوعياً لغالبية القوى، ويمكن فهمه على أنه اعتراف واضح بوجود مشكلة و إدراك حتمية العمل المشترك لحل تلك المشكلة.هناك قضايا تسع حددت بتفرعاتها لتكون مبسوطة أمام المتحاورين ، تلكالقضايا تقريبا تضم جميع النواحي والمجالات على مختلف الأصعدة .الحوار شيء ضروري وملح ، لاسيما في الوقت الراهن، لكن يجب أن يكون حوارا حقيقيا لا بروتكوليا ، و لن يكون كذلك إلا إذا أشرك الشعب فيه .في الغالب ، هناك طريقتان لإشراك الشعب .. الأولى: هي الانطلاق من الأحزاب و التنظيمات المدنية ، والثانية : الإنطلاق من الجيوغرافيا.من الصعب القول إن الأحزاب والتنظيمات المدنية تمثل شريحة كبيرة من الناس, نظرا لغياب الثقافة المدنية في مجتمعنا وبالتالي فإن الأحزاب لا تمثل الأعداد التي تدعي تمثيلها وذلك لأن الحزب لا يعكس تطلعات ومشاريع و ضرورات أعضائه .إن تركيب الحزب البدائي في مجتمع لم يتشرب الثقافة المدنية لايؤهل الحزبلأن ينتشر ويختلط بأعضائه ويناقش قضاياهم ورؤاهم؛ وهذا، من وجهة نظري ، أنشأ حالة إنفصام حقيقية بين الحزب وأعضائه . هذا الواقع اللامعياري يجعلنا نحذر من عدم إنخراط الشعب في الحوار إذ إنه ،أعني الحوار ، محصور بممثللين للأحزاب والتنظيمات المدنية وليس للشعب. ويجعلنا في الآن ذاته ندعو الىاختراع وإلحاق وسائل فعلية تعمل علىإشراك الشعب في ما يشبه الحوار الموازي . الحوار الموازي يعني هندسة فعاليات حوارية على مستوى المراكز المحلية والقرى و التجمعات السكانية الكثيفة، والمدارس و الجامعات و داخلالأحزاب و المنظمات والمؤسسات الحكومية .و يجب أن تحترم مخرجات هذه النقاشات وتقدر وتُعرض بعد تلخيصها على لجان الحوارالمختلفة كي يثق الناس بأنهم لا يتحاورون عبثا وأن آراءهم محل تقدير ..لا يوجد شيء خير محض أو شر محض والحوار قطعا لا يشذ عن هذه القاعدة ،وعليه فإنها فرصة لأن نجعل من الحوار الوطني أداة ناعمة لتمدينالمواطنين و نشر الوعي الذي يعمل على بناء ثقافة مؤوسسية لا تتجاهلالحقوق و الواجبات وطرق المطالبة بالحق وتأدية الواج .لنكن إيجابيين مع حوار حقيقي يسعى للخروج بصيغة عادلة للتعايش و المواطنةالمتساوية و الدولة العادلة المُفَعلّة ، ولننتهز هذه الفرصة التاريخية لإعادة هيكلة القناعات و المعايير الفاسدة .ختاما.. أدعو المتحاورين وأدوات الدولة و قوى المجتمع الفاعلة الى أن يكونوا على قدر المسؤولية، و ألا ينتهجوا لغة الغنائم لغة تخاطب و تعامل.لاتنسوا رايتي رايتييا نسيجا حكته من كل شمساخلدي خافقة في كل قمة ..
|
آراء
الــحــوار الــوطــني !
أخبار متعلقة