عالم الصحافة
سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الضوء على الجهاديين السابقين الذين تعهدوا بتولي مهام الشرطة، ورفعوا حدة التوتر في محافظة أسيوط.وقالت الصحيفة إن الجماعة الإسلامية شنت تمردا دمويا هناك، وهاجمت الشرطة والمسيحيين في حملة لإقامة دولة إسلامية. والآن كقوة سياسية متصاعدة، يقول الجهاديون السابقون إنهم سيشكلون شرطتهم الخاصة وأكدوا على ضرورة ضمان تطبيق القانون والنظام في محافظة أسيوط.وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان الجماعة من شأنه أن يدخل المحافظة في دوامة من التوتر ويثير المخاوف من الإسلاميين المتشددين الذين يدعون إلى التطبيق الصارم للشريعة، وتنفيذ القانون بأيديهم، مما يهدد التوازن الطائفي الهش بين المسلمين والمسيحيين هناك.وحذرت المعارضة من أنه في حال نجاح تلك في أسيوط، فإن ذلك سيمهد الطريق أمام المتشددين في أي مكان آخر في مصر للاستفادة من الفوضى في البلاد وزيادة قوتهم.الجدير بالذكر أن المخاوف بشأن القصاص، سواء أكانت من المسلمين أو غيرهم، هي بالفعل مرتفعة في مصر، والدليل على ذلك ما حدث بمدينة سمنود بالغربية هذا الأسبوع حيث تم قتل اثنين من اللصوص المزعومين، وعلقت جثتاهما من القدمين في عوارض خشبية أمام حشد من الأهالي في محطة عامة للأتوبيسات.[c1]«الشرطة الشعبية» رمز للفوضى الشاملة[/c]قالت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية إنه في الوقت الذي تستمر فيه الشرطة في إضرابها، تدرس الحكومة خيار استبدال الشرطة بشركات الأمن الخاصة.ووصفت الإجراء بـ«المثير للجدل». وأشارت الصحيفة إلى مشروع القانون الذي تقدم به حزب الحرية والعدالة، والذي سيسمح لشركات الأمن الخاصة بالسيطرة على السكان، متوقعة أنها ربما تكون محاولة لتهميش قوات الشرطة غير الودية بصورة متزايدة، على حد قول جلوبال بوست.وتابعت الصحيفة أنه على ما يبدو أن الشرطة في مصر قد فاض بها الكيل، حيث دخلت في إضراب عن العمل منذ بداية الشهر الحالي. وأضافت أن المصريين يقولون إنهم لم يلاحظوا اختلافًا كبيرًا في أفراد الشرطة الذين اشتهروا بوحشيتهم أثناء الثورة المصرية، والآن هم بعيدون عن الشوارع. وأشارت إلى أن المصريين يرون أن تواجد رجال الشرطة على أي حال كان يثير مزيدًا من العنف.وأكدت «جلوبال بوست» أن التمرد الحالي كان قد أثار جرس إنذار من قبل المسئولين حول طرح فكرة اللجان الشعبية أو الميليشيات وشركات الأمن الخاصة للقيام بمهام الشرطة بطريقة شرعية غير رسمية لسد الفراغ. ولفتت إلى أن هناك قلقًا من أن ظاهرة قيام المواطنين بسلطة الأمن قد تمهد الطريق إلى مزيد من الفوضى وإلى انهيار محتمل للدولة. وأضاف أن إضراب الشرطة غير المسبوق يعتبر تحديًا خطيرًا لحكومة «مرسي» المترنحة بالفعل.فى سياق متصل، وصفت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية قتل شخصين في الغربية بـ«رمز الفوضى الشاملة والانفلات الأمني ذي الأحجام المرعبة في مصر». وقالت إن هذه الجريمة «من أكثر الحالات تطرفا في ظاهرة تولي المواطنين سلطة الأمن طوال عامين من تدهوره بعد ثورة يناير».وبرر ممدوح منير المتحدث باسم الإخوان المسلمين في الغربية، لأسوشيتد برس حالات الإعدام خارج القانون بأنها تبعت سلسلة من الاغتصابات وخطف الفتيات بعد مغادرتهن المدارس خلال الشهور الماضية. وأضاف: «لسوء الحظ، الشرطة خارج الصورة تماما في الغربية، ليسوا متقبلين لمناصبهم ولا لرئيسهم أو لدورهم بعد الثورة».كما نقلت الوكالة عن مصور شهد الواقعة قوله إن بعض الأشخاص هددوه بالقتل إذا التقط صورا بكاميرته.أما صحيفة «الديلي ميل» البريطانية فقالت إن الفوضى تسيطر على الشوارع المصرية، ووصفت الجريمة التي وقعت بالغربية بأنها «صور مرعبة تسلط الضوء على التدهور المقلق في أمن مصر».